مقالات

الضمير – طريق الإسلام

ضميرُ الإنسانِ هو الذي يدفعُه إلى القيام بواجباته على أكمل وجه؛ فبه يؤدِّي دورَه المنوطَ به، ولا يتركُ مجالًا للآخرين أن ينبِسوا تجاهَه بكلمةٍ واحدة مسيئة؛ لأنه أدى أمانتَه، وكان على قدر مسؤوليتِها.

ضميرُ الإنسانِ هو الذي يدفعُه إلى القيام بواجباته على أكمل وجه؛ فبه يؤدِّي دورَه المنوطَ به، ولا يتركُ مجالًا للآخرين أن ينبِسوا تجاهَه بكلمةٍ واحدة مسيئة؛ لأنه أدى أمانتَه، وكان على قدر مسؤوليتِها.

 

وهذا الضميرُ يتفرعُ حسب المجال الذي يشغلُه الفردُ منا؛ فالطبيبُ في عيادته، والمحامي في مكتبه، والمدرس في قسمه، والعاملُ في مصنعه، والبائع في متجره، والقاضي في محكمته، وهكذا.

 

الشيءُ المفزعُ هو أن يتبرَّم هذا الضميرُ أو يُقضى عليه، فهنا تكونُ الكارثةُ الكبرى التي يصعبُ معالجةُ آثارِها بسهولة؛ لأن الضميرَ هو حياةُ الإنسان، وروحُه المفعمةُ بالإيجابية والتغيير.

 

وكلما حيِيَ هذا الضميرُ، تحيا معه الحياةُ بأسرها، فيحصلُ فيها الإنجازُ والإبداع، والتفاني والإتقان، والتشييدُ والبناء والتجديدُ، ويصبحُ الفردُ في مكانه المناسب، ويقومُ بعمله الموكلِ إليه بدقةٍ متناهية.

 

كلٌّ منا ينادي هذا الضميرَ القابع في صدره بأسمى عباراتِ النداءِ والاستجلاب؛ حتى ينشَطَ نَشاطًا يليقُ به، فيهدأ الروعُ، وترتاحُ النفسُ، ويتوقُ الإنسانُ إلى الشعور بالسعادة؛ هذه السعادةُ التي يبلغُها بكونه نموذجًا يُحتذى به، وقدوةً تُرى من بعيد باحترام شديدٍ.

 

الضميرُ هو كمُضغةِ القلبِ القابعة في الصدر، قد يدُقُّ دقاتٍ سريعةً، وقد تتباطأُ هذه الدقاتُ وقد تَخفِتُ! فاجعل – ما استطعت – دقاتِه منتظمةً، لا متسارعةً ولا بطيئةً، معتدلةً أتمَّ الاعتدالِ، هكذا تُريحُه فيُريحُك، وتُبرئُ ذمتَك، وتصبحُ يدك بيضاء ناصعةَ البياض؛ لأنك أدَّيتَ أمانتَك على أكمل وجهٍ، ولم تتركْ عليك مثلبةً أو لومًا، وهذا هو أهمُّ ما تطمحُ إليه في عالم الحياةِ، المليءِ بالكَدِّ والمثابرة.

___________________________________________________
الكاتب: أسامة طبش


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى