منذ حوالي ساعة
قد كان نبيُّنا – عليه أفضلُ الصلاة والسلام – يدعو بأدعيةٍ كثيرةٍ في صلاته؛ فكان يدعو ببعضها تارةً، وببعضها الآخَر تارةً أخرى، يَتَلذَّذ بها في مُناجاته لمولاه – جَلَّ في عُلاه – وهذا شأنُ المُحِبِّ المتذلِّ…
الحمدُ لله وحدَه، والصَّلاة والسَّلام على مَن لا نبيَّ بعدَه.
وبعدُ:
فنحن في هذا الشهر الكريم؛ شهر القرآن، وشهر الذِّكر، وشهر المناجاة، حيث يَتلذَّذ العابِدون المتبتِّلون بذكْر ربِّهم، فتَسبَح أرواحهم في عَوالِم من التبتُّل والرُّوحانيَّة التي تُحَلِّق بهم في سماوات المحبِّين الذين يتودَّدون لمحبوبهم – عزَّ وجلَّ – ويتقرَّبون إليه بألوانٍ من العِبادات لا تجتَمِع في موسمٍ كما تجتَمِع في هذا الشهر الكريم؛ فتراهم رُكَّعًا سُجَّدًا، صائمين قائمين، متصدِّقين مُنفِقين، يتقرَّبون لله – جلَّ في عُلاه – بألوان العبادات التي شرعها لهم.
ومن سِيمَا المحبِّين أنْ يتلطَّفوا إلى محبوبهم بألوانٍ من الدُّعاء يلهَجُون بها، ويلحُّون بها على مولاهم؛ عَلَّه يُقبِل عليهم فيَقبَلهم، ويا لها من جائزةٍ! ووالله لَئِنْ جادَ بالقبول لهم لا يَمَسُّهم بعدَها أذًى، وليُرضِينَّهم فوقَ ما يُرِيدون ويتمنَّون؛ إذ المَلِك – عزَّ وجلَّ – يُعطِي على قدْر كرمه وعظمته، وليس على قدر العبيد تأتي العَطايا.
وقد كان نبيُّنا – عليه أفضلُ الصلاة والسلام – يدعو بأدعيةٍ كثيرةٍ في صلاته؛ فكان يدعو ببعضها تارةً، وببعضها الآخَر تارةً أخرى، يَتَلذَّذ بها في مُناجاته لمولاه – جَلَّ في عُلاه – وهذا شأنُ المُحِبِّ المتذلِّل؛ إذ ستَجِد في هذه الأدعية أفانينَ من المناجاة، وصِدقًا في التعبير عن الإخلاص لله، ومعانِيَ من الخضوع والخشوع تُعجَب حين تُمعِن النظر فيها، وتَسُوق الفكر في معانيها، وكلُّها تَحمِلك إذا خشَعتَ أثناءها على التلذُّذ بمناجاة الحيِّ القيوم الذي يَراك حين تقوم وتقلُّبك في الساجدين.
ومن فوائد التنويع في الأدعية أنْ يعقل الإنسان ما يقول، ويخشَع في صلاته حين يُناجِي ربَّه، ولعلَّ المصلِّي يحتاج ذلك في قِيام الليل، وبخاصَّة في هذا الشهر المبارك، وهذه الأدعية منقولةٌ عن كتاب “صفة صلاة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم”؛ لمحدِّث العصر العلامة الألباني – رحمه الله – نقلتُها لنفسي، وأحببتُ أنْ أُشرِك فيها مَن يقرؤها من أمثالي المقصِّرين، وأمَّا العُبَّاد المتبتِّلون فلهم شأنٌ آخَر، وقصَّتهم مع قِيام الليل لا تبدأ مع رمضان وتنتهي معه كحالنا – مَعاشِر المقصِّرين – وإليكموها مُرتَّبة حسب مكانها من الصلاة، ولتأخذ بهذا ليلة وبالآخَر في ليلةٍ أخرى؛ لنَستَجلِب بهذا التَّنوِيع الخشوعَ وحضورَ القلب وتطبيق السنَّة:
أدعية الاستفتاح:
كان النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – يستَفتِح الصلاة بأدعيةٍ كثيرةٍ متنوِّعة، منها:
1 – ((اللهم باعِدْ بيني وبين خَطاياي كما باعَدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نَقِّني من خَطاياي كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَس، اللهم اغسِلني من خَطاياي بالماء والثلج والبرد)).
2 – ((الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرَةً وأصيلاً)).
3 – ((الحمد لله حمدًا كثيرًا مُبارَكًا فيه)).
4 – ((اللهمَّ لك الحمدُ أنت نور السماوات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد أنت مَلِكُ السماوات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد أنت الحق، ووعْدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيُّون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمتُ وعليك توكلتُ، وبك آمَنت وإليك أنَبتُ، وبك خاصَمتُ وإليك حاكَمتُ، أنت ربُّنا وإليك المصير فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلم به مِنِّي، أنت المقدِّم والمؤخِّر، أنت إلهي، لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوَّة إلا بك)).
5 – ((اللهمَّ رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطرَ السماوات والأرض، عالِمَ الغَيْب والشَّهادة، أنت تَحكُم بين عِبادك فيما كانوا فيه يختَلِفون، اهدِنِي لما اختُلِف فيه من الحقِّ بإذنِك، إنَّك تَهدِي مَن تَشاء إلى صراط مستقيم)).
6 – ((الله أكبر (ثلاثًا) ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظَمَة)).
أذكار الركوع:
1 – ((سبحان ربي العظيم)) ثلاث مرَّات.
2 – ((سبحان ربي العظيم وبحمده)) ثلاثًا.
3 – ((سُبُّوح قُدُّوس رب الملائكة والرُّوح)).
4 – ((سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفِر لي)).
5 – ((اللهم لك ركعتُ وبك آمَنتُ، ولك أسلَمتُ، أنت ربِّي، خشَع لك سمعي وبصري، ومخِّي وعظْمي وعصبي، وما استقلَّت به قدمي لله ربِّ العالمين)).
6 – ((سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظَمَة)).
أذكار الاعتِدال من الرُّكوع:
1 – ((ربنا ولك الحمد)).
2 – ((اللهم ربنا ولك الحمد)).
3 – ((ربنا لك الحمد)).
4 – ((اللهم ربنا لك الحمد)).
5 – ((اللهم ربنا لك الحمد مِلءَ السماوات ومِلءَ الأرض، ومِلءَ ما شِئتَ من شيءٍ بعد، أهلَ الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلُّنا لك عبد، اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطِي لما منعتَ، ولا يَنفَع ذا الجدِّ منك الجد)).
6 – ((لربي الحمد، لربي الحمد)) يُكرِّره.
7 – ((ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه، مباركًا عليه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى)).
أذكار السجود:
1 – ((سبحان ربي الأعلى)) ثلاث مرات.
2 – ((سبحان ربي الأعلى وبحمده)) ثلاثًا.
3 – ((سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرُّوح)).
4 – ((سبحانك اللهم ربَّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)).
5 – ((اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي، سجَد وجهي للذي خلَقَه وصوَّرَه فأحسن صُوَرَه، وشَقَّ سمعه وبصره، فتَبارَك الله أحسن الخالقين)).
6 – ((اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه، دِقَّه وجلَّه، وأوَّله وآخِره، وعلانيته وسرَّه)).
7 – ((سجَد لك سوادي وخيالي، وآمَن بك فؤادي، أبُوء بنِعمَتك علَيَّ، هذي يدي وما جنيتُ على نفسي)).
8 – ((سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظَمَة))، وهذا وما بعدَه كان يقوله في صلاة الليل.
9 – ((سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت)).
10 – ((اللهم اغفر لي ما أسرَرتُ وما أعلنت)).
11 – ((اللهم اجعَل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعَل في سمعي نورًا، واجعَل في بصري نورًا، واجعَل من تحتي نورًا، واجعَل من فَوقِي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، واجعَل أمامي نورًا، واجعَل من خلفي نورًا، واجعَل في نفسي نورًا، وأَعظِم لي نورًا)).
12 – ((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذُ بِمُعافاتك من عُقوبَتك، وأَعوذ بك منك، لا أُحصِي ثَناءً عليك، أنت كما أثنَيْت على نفسك)).
الأذكار بين السجدتين:
1 – ((اللهم (وفي لفظ: رب) اغفِر لي وارحمني، واجبُرْنِي واهدِني، وعافِني وارزقني)).
2 – ((رب اغفر لي، اغفر لي)).
دعاء القنوت:
((اللهم اهدِني فيمَن هدَيْتَ، وعافِنِي فيمَن عافَيْتَ، وتَوَلَّنِي فيمَن تولَّيْتَ، وبارِك لي فيما أعطَيْتَ، وقِنِي شرَّ ما قضَيْتَ، فإنَّك تَقضِي ولا يُقضَى عليك، إنَّه لا يذلُّ مَن والَيْت، ولا يعزُّ مَن عادَيْت، تبارَكت ربَّنا وتعالَيْت، لا مَلجَأ ولا مَنجَى منك إلا إليك)).
الدعاء قبل السلام:
1 – ((اللهم إنِّي أعوذُ بك من عذاب القبر، وأعوذُ بك من فتنة المسيح الدجَّال، وأعوذُ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المَأثَم والمَغرَم)).
2 – ((اللهم اغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلنتُ، وما أسرَفتُ وما أنت أعلم به مِنِّي، أنت المُقدِّم، وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت)).
انتهى ما نقَلتُه من أدعيةٍ، وأسأَلُ الله – جلَّ وعلاَ – أنْ يجعَلَنا من عِباده المقبُولِين في هذا الشهر الكريم، والحمد لله أوَّلاً وآخِرًا.
_____________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمد الشهري
Source link