لمّا تعجب الملائكة من خلق آدم وذريته ومعرفتهم بعض مآلات ذلك من سفك الدماء وإفساد الأرض، كانت الإجابة: إني أعلم ما لا تعلمون.
قد يتساءل بعضنا عن حكمة بعض الابتلاءات والأقدار، ويتعجب من تقديرها.
لمّا تعجب الملائكة من خلق آدم وذريته ومعرفتهم بعض مآلات ذلك من سفك الدماء وإفساد الأرض، كانت الإجابة: إني أعلم ما لا تعلمون.
قال ابن كثير رحمه الله:
[قال الله تعالى مجيبا لهم عن هذا السؤال: {إني أعلم ما لا تعلمون} أي: إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم؛ فإني سأجعل فيهم الأنبياء، وأرسل فيهم الرسل، ويوجد فيهم الصديقون والشهداء، والصالحون والعباد، والزهاد والأولياء، والأبرار والمقربون، والعلماء العاملون والخاشعون، والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله، صلوات الله وسلامه عليهم] انتهى.
فقد يترّتب على بعض الأقدار المؤلمة عبودياتٌ عظيمة يحبّها الله ويتزيّن بها الكون لم تكن لتخرج من المؤمنين إلا بتقدير تلك الآلام.
فمن الحكَم التي أخبرتنا بها سورة آل عمران عن القرح الذي أصاب أهل الإيمان: {ويتّخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين}.
فلا تحزن على تلك البقاع التي أصابها الضر والبلاء؛ فإنّها مصابيح الأرض ونجومها بما تُزهر من عبوديات يُباهي بها اللهُ ملائكتَه، ولا تغترّ بتقَلُّب أهل الترف والفساد في أرجاء الأرض والبلاد، متاع قليل ثم إلى الله يُرجعون.
فيا أيها الذين آمنوا: اصبروا وصابروا ورابطوا، ولا تُفتَنوا بمُتشابهات الأقدار، ورُدّوها إلى مُحكمات ما تعلمون من رحمة الله وحكمته ولطفه.
(ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهَب لنا من لدنّك رحمة)
Source link