ما أجمل أن المسلم إذا أخلد إلى فراشه ذكر الله تعالى بهذه الأذكار العظيمة! لتكون حرزًا له، وأجرًا، وطمأنينة لنفسه، وختامًا حسنًا ليومه.
إنَّ مما يزيد المسلم أجرًا وبرًّا، ذكر الله تعالى عند النوم، وعند الاستيقاظ؛ مما يجعله – بإذن الله – محفوظًا من نَزَغَات الشيطان وشره.
ولا شك أن الذكر يقوِّي البدن، كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى، ومصداق ذلك قصة علي وفاطمة رضي الله عنهما؛ حيث اشتكت فاطمة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى من الرَّحى، وأنها تريد خادمًا، فأرشدها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن تقول: «سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين، ثم تختم المائة بقول الله أكبر» والحديث في الصحيح بطوله[1].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: بلغنا أنه مَنْ حافظ على هذه الكلمات، لم يأخذْه إعياءٌ، فيما يُعانيه من شغل ومن غيره[2].
ومن الأذكار التي تُقال قبل النوم:
1) آية الكرسي.
2) قل هو الله أحد، والمعوِّذتان (ثلاثًا) مع النَّفْث في اليدين، ومسح وجهه، ورأسه، وما استطاع من جسده[3].
3) قول: «اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ»[4].
4) «بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ»[5].
5) «الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وَسَقَانَا، وَكَفَانَا، وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ، وَلَا مُؤْوِيَ»[6].
6) رب قني عذابك يوم تبعث عبادك.
فما أجمل أن المسلم إذا أخلد إلى فراشه ذكر الله تعالى بهذه الأذكار العظيمة! لتكون حرزًا له، وأجرًا، وطمأنينة لنفسه، وختامًا حسنًا ليومه.
الذكر عند النوم له الأثر الكبير في طمأنينة النفس وارتياحها وسكونها، التي عاشت يومها في جوانب مختلفة، منها ما يفرح، ومنها ما يحزن، فاحرص عليه.
بعض الناس قد يسرع إليه النوم قبل أن يقول ما يريده من الأذكار، فمن الممكن في هذه الحالة أن يقولها وهو جالس في فراشه، ثم يضطجع في آواخرها.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6318) 8/ 70، ومسلم في صحيحه برقم (2727) 4/ 2091.
[2] ينظر: المستدرك على مجموع الفتاوى 1/ 158.
[3] أخرجه أحمد في المسند برقم (25208) 42/ 116، وابن حبان في صحيحه برقم (5543) 12/ 352، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (3104) 7/ 279.
[4] أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6313) 8/ 69، ومسلم في صحيحه برقم (2710) 4/ 2082.
[5] أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6320) 8/ 70، ومسلم في صحيحه برقم (2714) 4/ 2084.
[6] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2715) 4/ 2085.
Source link