الإكثار من الأعمال الصالحة – إمهال المُعسر والتجاوز عنه – إماطة الأذى عن الطريق – الذِّكر – الاستغفار – آية الكرسي – دعاء السوق – سؤال الجنة – قول: لا إله إلا الله – الصلاة – الصيام – الإنفاق – حُسن الخلق …”
1 – الإكثار من الأعمال الصالحة:
عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «لو أنَّ رجلاً خرَّ على وجهه من يوم وُلِد إلى يوم يموت؛ هرَمًا في طاعة الله – عزَّ وجلَّ – لَحَقَّره ذلك اليومَ، ولودَّ أنه رُدَّ إلى الدنيا؛ كي يزدادَ من الأجْر والثواب»؛ (رواه أحمد، ورُواته رُواةُ الصحيح؛ “صحيح الترغيب والترهيب”، ص (228).
وسبب احتقار ما قدَّموه يعود إلى أمرين:
1- أنهم يَرون ثواب الأعمال، فيَحتقرون ما بذَلوه بجوار ما عايَنوه.
2- لِما يَرونه من هول ذلك اليوم، يودُّ المرء أن يَفتدي نفسَه بأيِّ ثمنٍ، فلنُكثر من خصال الخير؛ فرُبُّ خَصْلة واحدة تكون سببًا لدخول الجنة.
2- إمهال المُعسر والتجاوز عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ رجلاً لَم يعمل خيرًا قطُّ، وكان يُداين الناس، فيقول لرسوله: خُذْ ما تيسَّر، واتْرُك ما عَسِر، وتجاوَزْ؛ لعلَّ الله يتجاوز عنَّا، فلمَّا هَلَك، قال الله تعالى: هل عَمِلت خيرًا قطُّ؟ قال: لا، إلاَّ أنه كان لي غلام، وكنتُ أُداين الناس، فإذا بَعَثتُه يتقاضى، قلتُ له: خُذْ ما تيسَّر، واتْرُك ما عَسِر، وتجاوَزْ؛ لعلَّ الله يتجاوز عنَّا، قال الله: فقد تَجاوَزتُ عنك»؛ (هذا حديث صحيح على شرْط مسلم، ولَم يُخَرِّجاه).
3- إماطة الأذى عن الطريق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «نزَع رجلٌ – لَم يَعمل خيرًا قطُّ – غُصن شوكٍ عن الطريق – إمَّا كان في شجرة مُقطَّعة فألْقَاه، وإمَّا كان موضوعًا، فأَماطَه – فشَكَر الله له بها، فأدْخَله الجنة»؛ (رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني).
4- الذِّكر:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسرِي بي، فقال: يا محمد، أقْرِئ أُمَّتك مني السلام، وأخْبِرهم أنَّ الجنة طيِّبة التُّربة، عَذْبةُ الماء، وأنها قِيعان، غِراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»؛ (رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني في “السلسلة الصحيحة” (1/ 165).
ولنا أن نتأمَّلَ ما هو شكلُ غَرْس شجرٍ في الجنة؟
فيوضِّح لنا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما في الجنة شجرةٌ، إلاَّ وساقُها من ذهبٍ»؛ (رواه الترمذي في “سُننه”).
وما طولُها وأبعادُها؟
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ في الجنة لشجرةً، يسير الراكب الجَوَاد المُضَمَّر السريع في ظلِّها مائةَ عامٍ، ما يَقطعها»؛ (رواه البخاري في كتاب الرقائق، باب صفة الجنة، فتْح الباري: (11/ 416)، ورواه مسلم في كتاب الجنة باب: إنَّ في الجنة شجرة: (2/ 2176)، ورَقْم الحديث (2828).
4- الاستغفار:
عن شَدَّاد بن أَوْس رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «سيِّد الاستغفار أن تقول: اللهمَّ أنت ربي، لا إله إلاَّ أنت، خَلقتني وأنا عبدُك، وأنا على عهْدك ووَعْدك ما اسْتَطَعت، أعوذ بك من شرِّ ما صَنَعت، أبوءُ لك بنعمتك عليّ، وأَبوء لك بذنبي، فاغْفِر لي؛ فإنه لا يَغفر الذنوب إلاَّ أنت»، قال: «ومَن قالها من النهار مُوقِنًا بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي، فهو من أهل الجنة، ومَن قالَها من الليل، وهو مُوقِنٌ بها، فمات قبل أن يُصبحَ، فهو من أهل الجنة»؛ (رواه البخاري).
5- آية الكرسي:
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن قرَأ آية الكرسي دبر كلِّ صلاة مكتوبة، لَم يَمنعه من دخول الجنة إلاَّ أن يموتَ»؛ رواه النسائي في “عمل اليوم والليلة”، والطبراني في “الكبير”، وصحَّحه ابن حِبَّان في كتاب الصلاة.
من شمائلها:
♦ اشتمالها على اسم الله الأعظم.
♦ أنها تَطرد الشيطان، وتُجير منه على مدار اليوم إذا حُوفِظ عليها.
♦ تُقال عَقِب الصلوات (الخمس)، وفي الأذكار (مرَّتين).
6- دعاء السوق:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «مَن دخَل السوق، فقال: لا إله إلاَّ الله، وَحْده لا شَريك له، له المُلك وله الحمد، يُحيي ويُميت، وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير وهو كلِّ شيء قدير – كتَب الله ألفَ ألف حسنة، ومَحَا عنه ألفَ ألف سيِّئة، ورَفَع له ألفَ ألف درجةٍ، وبَنَى له بيتًا في الجنة»؛ (حديث حسن؛ رُواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه).
السبب:
♦ لأنَّه ذِكْرٌ وسط غافلين.
♦ وأنه أشقُّ على النفس.
7- سؤال الجنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «ما استجارَ عبدٌ من النار سبعَ مرَّات، إلاَّ قالت النار: يا ربِّ، إنَّ عبدك فلانًا استجارَ مني، فأَجِرْه، ولا يَسأل عبدٌ الجنةَ سبعَ مرَّات، إلاَّ قالت الجنة: يا ربِّ، إنَّ عبدك فلانًا سأَلني، فأَدْخِله الجنة»؛ (صحَّحه الألباني في “السلسلة الصحيحة”، رقْم (2506).
8- قول: لا إله إلا الله:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن كان آخر كلامه لا إله إلاَّ الله، دخَل الجنة»؛ (أبو داود في الجنائز (3116)، وأحمد (5/ 233).
9- الصلاة:
♦ عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه سَمِعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «خَمس صلوات كتَبهنَّ الله على العباد، فمَن جاء بهنَّ، لَم يُضَيِّع منهنَّ شيئًا؛ استخفافًا بحقِّهنَّ – كان له عند الله عهدٌ أن يُدخله الجنة، ومَن لَم يأتِ بهنَّ، فليس له عند الله عهدٌ، إن شاء عذَّبه، وإن شاء أدخَله الجنة»، (وقد رواه أبو داود (2/ 62) من طريق مالك بلفظه، وقد رواه النسائي (1/ 186).
♦ عن أبي بكرٍ عن أبيه، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن صلَّى البردَيْن، دخَل الجنة»؛ (رواه البخاري، ومسلم، والبَرْدان: الصُّبح والعِشاء).
♦ صلاة اثني عشرة ركعة نافلة، تَبني له بيتًا في الجنة؛ كما في الحديث عن أمِّ حبيبة – رضي الله عنها – زوج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قالت: سَمِعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «مَن صلَّى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلةٍ، بُنِي له بهنَّ بيتٌ في الجنة»؛ (رواه مسلم (728).
♦ إذا أَرَدتَ أن تَعلو درجاتك، فما عليك إلاَّ أن تَزيد من سجداتك؛ لِما جاء في حديث ربيعة بن كعب الأسْلمي، قال: “كنتُ أبيتُ مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأتيتُه بوضوئه وحاجته، فقال لي: «سَلْ»، فقلت: أسألك مُرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك»؟، قلتُ: هو ذاك، قال: «فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود»؛ (رواه مسلم، والنسائي، وأبو داود).
10- الصيام:
عن حُذيفة عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «مَن خُتِم له بصيام يومٍ، دخَل الجنة»؛ (رَواه الأصبهاني، وصحَّحه الألباني في “صحيح الترغيب” (1/ 579).
11- الإنفاق:
العلاقة بين الجنة والإنفاق في سبيل الله واضحةٌ جدًّا؛ لأنَّ الله اشتَرى من كلِّ واحدٍ منَّا نفسه ومالَه، وجعَل ثمنَها الجنةَ؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما من مسلمٍ يُنفق من كلِّ مالٍ له زوجين في سبيل الله، إلاَّ اسْتَقْبَلته حَجبَةُ الجنة، كلُّهم يدعوه إلى ما عنده»؛ (رواه أحمد، والنسائي، والدارمي، وصحَّحه الألباني في “صحيح الجامع” برقْم (5774).
♦ السيدة أسماء بنت أبي بكر بشَّرها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بالعِوَض في الجنة قائلاً: «أبْدَلك الله بنطاقك هذا نطاقَيْن في الجنة»؛ (رواه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (69/ 6)، ونقَله ابن عبدالبر في “الاستيعاب” (4/ 1782)، وابن حجر في “الإصابة” (7/ 487).
♦ حكيم بن حِزام كان بيده حين أسلَم “دار الندوة”، فقال له ابن الزبير: بِعْت مَكْرُمة قريش؟ فقال له حكيم: ابن أخي، ذَهَبت المكارم، فلا كرَمَ إلاَّ التقوى، يا ابن أخي، إني اشْتَريتُها في الجاهلية بزق خمرٍ، ولأَشْتَرِيَنَّ بها دارًا في الجنة، أُشهدك أني قد جعَلتها في سبيل الله، وهذه الدار كانتْ لقريش بمنزلة دار العدل، وكان لا يَدخلها أحدٌ إلاَّ وقد صار سنُّه أربعين سنة، إلاَّ حكيم بن حِزام، فإنه دخَلها وهو ابن خمس عشرة سنة”.
♦ عثمان بن عفان، لَمَّا قَدِم المسلمون المدينة احْتاجوا إلى الماء، وكانت لرجلٍ من غفار عينٌ يُقال لها: “رُومَة”، فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَبيعها بعينٍ في الجنة»؟، فقال: ليس لي يا رسول الله عينٌ غيرها – لا أستطيع ذلك – فبَلَغ ذلك عثمان، فاشْتَراها بخمسة وثلاثين ألف درهمٍ، ثم أتى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: أتَجعل لي مثلَ الذي جعَلت له عينًا في الجنة إن اشْتَرَيتُها؟ قال: «نعم»، قال: اشْتَريتُها وجعَلتها للمسلمين؛ (رواه البخاري).
♦ عثمان، لَمَّا ضاقَ المسجد بالمسلمين، حثَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أصحابَه على شراء بُقعة بجوار المسجد، فقال: «مَن يَشتري بقعةَ آل فلان – فيَزيدها في المسجد – بخيرٍ منها في الجنة»؟، فاشْتَراها عثمان من صُلب ماله.
12- الحرص على برِّ الوالد، فهو أوسط أبواب الجنة:
عن عائشة – رضي الله عنها – أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «دَخَلتُ الجنة، فسَمِعت فيها قراءةً، فقلتُ: مَن هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان»، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «كذلك البرُّ كذلك البرُّ»؛ هذا حديث صحيح على شرْط الشَّيْخين، ولَم يُخرِّجاه.
13- حُسن تربية البنات:
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن كان له ثلاثُ بنات – يُؤويهنَّ، ويَكفيهنَّ، ويَرحمهنَّ – فقد وَجَبت له الجنة البتَّة»، فقال رجلٌ من بعض القوم: وثِنتين يا رسول الله؟ قال: «وثنتين»؛ (إسناده صحيح على شرْط مسلم، وصحَّحه الألباني في “السلسلة الصحيحة”، رقْم (1027).
14- الزوج:
عن الحُصين بن مِحْصَن الأنصاري، عن عمَّةٍ له أنَّها أتَتْ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لحاجةٍ لها، فلمَّا فَرَغت من حاجتها، قال: «أذاتُ زوجٍ أنتِ؟»، قالت: نعم، قال: «فكيف أنتِ له»؟، قالت: ما آلوه إلاَّ ما عَجَزتُ عنه، قال: «فانظري أين أنتِ منه، فأحْسِني؛ فإنه جنَّتك ونارُك»؛ (رواه الإمام أحمد، والنسائي).
15- حُسن الخلق:
سُئِل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة، قال: «تَقوى الله، وحُسن الخُلق»، وسُئِل عن أكثر ما يُدخل الناس النارَ، قال: «الفم والفَرْج»؛ (رواه الترمذي، وابن ماجه، ومعناه في مسند الإمام أحمد).
16- شهادة الناس:
عن أبي بكر بن أبي زُهير الثَّقفي عن أبيه، قال: خطَبنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالنباوة أو البناوة، قال: والنباوة من الطائف، قال: «يُوشك أن تَعرفوا أهلَ الجنة من أهل النار»، قالوا: بِمَ ذاك يا رسول الله؟ قال: «بالثناء الحَسَن، والثناء السيِّئ، أنتم شُهداء الله بعضُكم على بعضٍ»؛ (صحَّحه الألباني في تخريج الطحاوية (489).
_________________________________________________
الكاتب: أمة الله الفاروق
Source link