الباقة الخامسة من تأملات في آيات، نسأل الله أن ينفع بها كاتبها وناشرها وقارئها
الحمد لله منزل الكتاب، مجري السحاب والصلاة والسلام على صفوة العباد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعدك
فهذه الباقة الخامسة من تأملات في آيات، نسأل الله أن ينفع بها كاتبها وناشرها وقارئها:
➊ {(إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)} [العنكبوت : 6]
- من غنى الله تعالى عنا، أن طاعتنا لا تنفعه، ومعصيتنا لا تضره، فالطاعة لك أيها الإنسان وعاقبتها {(الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)} ومعصيتك وبال عليك ومآلها {( أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)} .
- الله هو الغني ونحن الفقراء، فما أشد حاجتك أيها المخلوق الفقير إلى الخالق الغني.
- (الدعاء هو العبادة) ومن صرفها إلى غير الله كصنم أو قبر أو نبي أو ولي فإنما أشرك بربه الغني، فالدعاء افتقار، ولا يصح الافتقار إلى فقير (مخلوق) وإنما الواجب الافتقار إلى الخالق الغني سبحانه.
- (الْعَالَمِينَ) كل ما سوى الله، وهو خالقهم ورازقهم مع كمال غناه عنهم، ما أعظمك يا ربّ!
- من الناس من يسأل الله الغني أن يغنيه في الدنيا، وينسى أو يتناسى أن يكثر من سؤال الله غنى الآخرة الذي وصفه الله بقوله {(نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا)} .
➋ {(وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ)} [القمر:3]
- الله تعالى نور ووحيه نور وكل من وصله النور ولم يصدِّقه ويتِّبعْه فقد اتبع هواه.
- إما أن تتبع ما أنزل الله تعالى أو تتبع هواك، لا توسط بين الحق الباطل. { (فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُ)}
- التكذيب للرسل يتبعه اتباع الأهواء، بينما التصديق بهم هو عين الفطرة (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ).
- المتبع لهواه لا تجدي معه الحجج، وإنما الحجج تنفع المتجرد للحق لا المتبع للهوى.
- اتباع الهوى شر مستطير فقد أعمى أصابه وقد رأوا المعجزات بأم أعينهم {(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)}
➌ { (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) } [الشعراء: 12]
- تكذيب الداعية أمر جلل، حتى إن الأنبياء خافوه.
- على الداعية إلى ينزل مخاوفه بربه عز وجل؛ فأمر الدعوة ثقيل (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)
- طريق الدعوة ليس مفروشًا بالورود، بل فيه التكذيب والاتهام والحبس والنفي وربما التعذيب أو القتل.
- قص الله علينا عن الأنبياء الشيء الكثير، حتى نعرف الطريق الذي ساروا فيه ونتوقع نتائج دعوتنا مسبقًا ولا نفاجئ بالعقبات والمعوقات.
- التكذيب أقضَّ مضاجع أنبياء الله لذلك كان جزاءه الهلاك {(فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ)} .
➍ { (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ)} [سبأ:15]
- إذا لم يُقرَن الرزق بالشكر انقلب من نعمة إلى نقمة.
- شكرك ربك على ما رزقك رزقٌ آخر يحتاج إلى الشكر، فهو منة وتوفيق من الله.
- زرقك ورزق كل المخلوقات من الله وحده ولذا وجب شكره وحده وذلك بعبادته لا شريك له.
- من استشعر أن الزرق من ربه استحيا أن يعصيه، وإن عصاه فما أسرع آوبته وعودته.
- لربكم رزق في الدنيا أعطاه المؤمن والكافر، وفي الآخرة رزق اختص الله به المؤمنين (أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
- كما أن الرزق ضرورة للعباد ولا يستغنى أحد عنه أحد، فكذلك الشكر لا فلاح للعباد في الدنيا والآخرة إلا به.
➎ {(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)} [المؤمنون: 1]
- الإيمان والفلاح قرينان إذا غاب أحدهما فُقِد الآخر، وفلاح المؤمنين يعني (الحصول على ما يطلبون، والنجاة مما يرهبون)
- بزيادة إيمانك يزيد فلاحك، والعكس بالعكس.
- لزيادة الإيمان أسباب، فتعلُّمها والعمل بها يزيد الإيمان وبالتالي يحصل الفلاح.
- الإيمان يزيد بطاعة الله تعالى و(طاعة الله تقود إلى الفلاح في الدنيا والآخرة).
- فلاح المؤمنين شامل للجسد والروح والدِّين والدنيا والآخرة والأولى.
- المؤمنون درجات أعلاهم الأنبياء والمرسلين فبالاقتداء بهم بكون من أشياعهم ويشملك فلاحهم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحاتُ.
Source link