ممنوع الاقتراب – طريق الإسلام

“ممنوع الاقتراب”، من أخطار بيَّنها لنا سبحانه؛ فأولى بنا أن نكون أشد التزامًا، وأعظم استجابة لله تعالى، ليس حفاظًا على دنيانا فحسب، وإنما حفظًا لدنيانا وأُخرانا.

“ممنوع الاقتراب” جملةٌ نراها مكتوبةً عند أماكن الخطر المهدِّد للحياة؛ عند المفاعلات النووية، عند حقول الألغام، عند أكشاك الكهرباء، فإذا بنا نمتثل امتثالًا تامًّا لتنفيذ هذا التحذير؛ صيانة لحياتنا، وصونًا لأرواحنا، ولكن المؤمن يعلم عِلْمَ يَقينٍ أن الله عز وجل أطلق فينا نفس التحذير: “ممنوع الاقتراب”، من أخطار بيَّنها لنا سبحانه؛ فأولى بنا أن نكون أشد التزامًا، وأعظم استجابة لله تعالى، ليس حفاظًا على دنيانا فحسب، وإنما حفظًا لدنيانا وأُخرانا.

 

“ممنوع الاقتراب” من مال اليتيم؛ قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} [الأنعام: 152]، فاحذر أكل مال اليتيم؛ {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنِّي أُحرِّج حقَّ الضعيفين: اليتيم والمرأة»؛ (مسند أحمد 15 / 416).

 

“ممنوع الاقتراب” من الزنا؛ قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32]، ولن يحقق المرء ذلك إلا بغضِّ البصر؛ قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30، 31]، وبيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم حقَّ الطريق فقال: «غضُّ البصر، وكفُّ الأذى، وردُّ السلام، وأمرٌ بالمعروف، ونهيٌ عن المنكر» (البخاري: ح 2465)، فاحذر النظرَ إلى المحارم.

 

“ممنوع الاقتراب” من الزوجة أثناء الحيض؛ قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [البقرة: 222]، ومعنى تقربوهن هنا: تجامعوهن، وقد حذَّر الأطباء قديمًا وحديثًا من الجماع أثناء الحيض، وأكدوا أن في ذلك أذًى صحيًّا مُحقَّقًا؛ لأنه يؤدي إلى أمراض خطيرة لكلا الزوجين.

 

“ممنوع الاقتراب” من الفواحش الظاهرة والباطنة؛ قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: 151]، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا أحدَ أغيرُ من الله؛ ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن»(البخاري: ح 4634).

 

“ممنوع الاقتراب” من حدود الله؛ قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187]، فاحذر أن تقترب من حدود الله؛ لأنها محارمه، واعلم أن من صفات المؤمنين الذين بشَّرهم الله عز وجل بالجنة أنهم الحافظون لحدود الله: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 112]، فعليك بتقوى الله، ولا تجعل الله تعالى أهونَ الناظرين إليك.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

__________________________________________________
الكاتب: نجاح عبدالقادر سرور


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح دعاء الهم والحزن – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *