رقية المريض بقول: باسم الله أَرقيك، وقول: باسم الله يبريك

منذ حوالي ساعة

كان إذا اشتكى رسول الله ﷺ رقاه جبريل، فقال:  «باسم الله يُبريك، ومن كل داء يَشْفِيك، ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد، وشرِّ كل ذي عين»

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى جبريلُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا محمد، اشتكيتَ؟ فقال: «نعم»، قال: باسم الله أَرقيك من كل شيء يُؤذيك، من شر كل نفسٍ ـ أو عينٍ حاسدٍ ـ الله يشفيك، بسم الله أرقيك»؛ (رواه مسلم برقم (2186)).

 

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل، فقال:  «باسم الله يُبريك، ومن كل داء يَشْفِيك، ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد، وشرِّ كل ذي عين»؛ (رواه مسلم برقم (2185)).

 

معنى قوله صلى الله عليه وسلم: باسم الله يبريك، ومن كل داء يَشْفِيك، ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد، وشرِّ كل ذي عين:

قال العلامة الإتيوبي: في “البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج” (35 /699): قوله: بِاسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ من الإبراء، يُقال: برئ من المرض.

 

قوله: وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ: الداء بالمد: المرض؛ أي: من كلِّ مرض.

 

وقوله: يَشْفِيكَ من شَفاه يَشفيه: بَرَأه، وطلب له الشفاء؛ كأشفاه.

 

قوله: وَمِنْ شَرّ حَاسِدٍ: خصَّه بعد التعميم لخفاء شرِّه.

 

إِذَا حَسَدَ: أي: إذا أظهر حَسَده، وعَمِل بمقتضاه من بغي غوائل الحسود؛ لأنه إذا لم يُظهر أثر ما أضمره، فلا ضرر منه يعود على المحسود، بل هو الضارُّ لنفسه؛ لاغتمامه بسرور غيره، وقد يُراد بشرِّ الحاسد إثمه، وسماجة حاله في وقت حسده، وإظهار أثره.

 

والحسد: هو الأسف على الخير عند أهل الخير، أو تمني زوال نعمة الغير.

 

وإنما خُتم الشرور في الآية بالحسد؛ ليُعلَم أنه شرُّها، وهو أول ذنب عُصِي الله به في السماء من إبليس، وفي الأرض من قابيل.

 

والحسد أن يَرَى الرجل لأخيه نعمة، فيتمنى أن تزول عنه، وتكون له دونه.

 

وقوله: وَشَرِّ كُل ذِي عَيْنٍ: من عَطْف الخاص على العام؛ لأن كل عائنٍ حاسدٌ، ولا عكسَ، فلما كان الحاسد أعمَّ، كان تقديم الاستعاذة منه أهمَّ.

 

وهي أي: العين: سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحوَ المحسود والمعيون، تُصيبه تارةً، وتُخْطئه أخرى، فإن صادفته مكشوفًا، لا وقاية عليه، أَثَّرت فيه، ولا بدَّ، وإن صادفته حَذِرًا، شاكي السلاح، لا منفذ فيه للسهام خابت، فهو بمنزلة الرمي الحسيِّ، لكن هذا من النفوس والأرواح، وذلك من الأجسام والأشباح.

 

ولهذا قال ابن القيم: استعاذ صلى الله عليه وسلم من الحاسد؛ لأن روحه مؤذية للمحسود، مؤثرة فيه أثرًا بيِّنًا، لا يُنكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية، وهو أصل الإصابة بالعين، فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيَّف بكيفية خبيثة، تقابل المحسود، فتُؤثِّر فيه بتلك الخاصة والتأثير، وكما يكون بالاتصال قد يكون بالمقابلة، وبالرؤية، وبتوجُّه الروح، وبالأدعية، والرُّقى، والتعوُّذات، وبالوهم والتخييل، وغير ذلك، والله تعالى أعلم.

 

وقال القرطبي: في هذا الحديث دليلٌ على أن الحسد يُؤثَّر في المحسود ضررًا يقع به، إمَّا في جسمه بمرض، أو في ماله، وذلك بإذن الله تعالى، ومشيئته، كما قد أجرى سُنَته، وحققَ إرادته، فربط الأسباب بالمسببات، وأجرى بذلك العادات، ثم أمرنا في دفع ذلك بالالتجاء إليه، والدعاء، وأحَالَنا على الاستعانة بالْعُوذ، والرُّقى؛ اهـ مختصرًا.

___________________________________________
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *