فيما لا يزال آلاف السكان في جنوب أوكرانيا تحت أثر الصدمة من انهيار سد كاخوفكا الضخم، الذي يعود إنشاؤه إلى الحقبة السوفيتية والذي تسيطر عليه روسيا، غمرت المياه مساحات شاسعة
من البلدات والقرى في المنطقة. وغطت حتى أسطح المنازل في بعض الأماكن.
في حين نزح الآلاف من قاطني الجنوب الأوكراني إلى مناطق أخرى، هربا من الكارثة. لاسيما مع انحسار الخدمات الطبية، وشح مياه الشرب والطعام.
The situation in the occupied part of Kherson region is absolutely catastrophic. The occupiers simply abandoned people in these terrible conditions. Without rescue, without water, just on the rooftops in flooded communities. And this is another deliberate crime of Russia: after… pic.twitter.com/SPGzXyoCen
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) June 7, 2023
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فظهر في فيديو جديد بوقت متأخر ليل الأربعاء الخميس، مناشدا منظمات الإغاثة الدولية اتخاذإجراءات فورية
لمواجهة تداعيات تدمير السد الذي يُستخدم في توليد الطاقة الكهرومائية في البلاد.
كما اعتبر أن أي منظمة لا تقدم المساعدة على الأرض فهي ببساطة لا تتمتع بالكفاءة.
لاطعام ولا ماء
وقال في خطابه اليومي المصور “من الضروري أن تشارك المنظمات الدولية، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على الفور في عملية الإنقاذ ومساعدة الناس في الجزء المحتل من منطقة خيرسون”.
كما نبه إلى أن السكان في تلك المناطق التي تحتلها القوات الروسية جنوباً ليس لديهم ماء أو طعام أو خدمات طبية وإن من المستحيل تحديد عددالأشخاص الذين قد يموتون في تلك المناطق.
ومنذ تفجر السد يوم الثلاثاء تبادل الجانبين الروسي والأوكراني الاتهامات وتحميل المسؤوليات، فيما هجر آلاف الأوكرانيين منازلهم بعدما غمرت مياه الفيضانات مساحة شاسعة من جنوب البلاد. وخرج السكان إلى الشوارع، التي غمرتها المياه، حاملين أطفالهم على أكتافهم ومتعلقاتهم في أكياس بلاستيكية.
من خيرسون (رويترز)
بينما استخدم رجال الإنقاذ قوارب مطاطية لتمشيط المناطق التي ارتفع فيها منسوب المياه لنحو مترين.
في حين أكدت كييف أن “الفيضانات ستتسبب في حرمان مئات الآلاف من مياه الشرب وستغمر أراضي زراعية تصل مساحتها إلى عشرات الآلاف من الهكتارات”، في كارثة بيئية وانسانية كبرى، وجريمة حرب ( في حال تأكد ضلوع أي طرف فيها)، لاسيما أن اتفاقيات جنيف تحظر بشكل صريح استهداف السدود خلال الحروب.
أما السلطات الروسية التي تسيطر على إقليم خيرسون (جنوباً) ففرضت حالة الطوارئ.
يشار إلى أن هذا السد الضخم الذي يغذي مناطق الجنوب بالمياه، ومن ضمنها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014، يوفر ايضا خزان تفريغ للمياه التي تُبرد مفاعلات زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا
كما يشكل الخزان الكبير خلف السد أحد المعالم الجغرافية الرئيسية في البلاد، وكانت مياهه تروي أجزاء كبيرة من أوكرانيا، إحدى كبريات الدول المصدرة للحبوب في العالم