فوائد تهم خطيب الجمعة منتقاة من مؤلفات العلامة العثيمين – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

مجموعة من الفوائد التي تهم خطيب الجمعة, منتقاة من مؤلفات العلامة العثيمين, رحمه الله, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه مجموعة من الفوائد التي تهم خطيب الجمعة, منتقاة من مؤلفات العلامة العثيمين, رحمه الله, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

الخطبة تعليم للعلم, وتعلّم له:

& قوله تعالى: {﴿ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾} [الجمعة:9] يفيد أن الخطبة من ذكر الله تعالى, ونستفيد من هذا فائدة مهمة, وهي أن العلم تعليمه  وتعلّمه من ذكر الله تعالى, لأن الخطبة ما هي إلا تعليم للعلم, وتعلّم له. 

بَدء الخطبة بالحمد والثناء على الله عز وجل:

& ينبغي البداءة في الخطبة _ ولو كانت عارضة _ بالحمد والثناء وهذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

المقصود من الخطبة:

& المقصود من الخطبة هو أن يُؤثّر الإنسانُ على من يخطب فيهم, حتى يلينوا للحق قال الله تعالى: {﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ ﴾} [الرعد:28] فإذا لانت القلوب وذرفت العيون فقد حصل المقصود.

& لا بد من خطبة تتحرك بها القلوب, وتحصل بها الفائدة…ينبغي للإنسان أن يخطب خطبة بحيث يقول الناس: ليته استمر, ولا يقولوا: هذا أطال ومللنا, والإنسان يعرف من نفسه قبول الناس لخطبته وكلامه وعدم قبول ذلك.

&الخطبة ينبغي أن تحرك القلوب, وتؤثر في النفوس, وذلك في موضوعها, وفي كيفية أدائها,….لا بد من خطبة تثير المشاعر, ويحصل بها الموعظة, والانتفاع.

الإيجاز في الخطبة:

& خطبة الجمعة…لا ينبغي للإنسان أن يطيل على الناس, كلما قصر كان أحسن لوجهين: الوجه الأول: ألا يمل الناس. الوجه الثاني: أن يستوعبوا ما قال. لأن الكلام إذا طال ضيع بعضه بعضًا فإذا كان قصيرًا مهضومًا مستوعبًا انتفع به الناس.

& الإنسان…في الخطبة…يعظ الناس ويوجههم وكلما قصر كان أكمل وأنفع…حتى ولو كان من أشد الناس تأثيرًا إذا أطال الكلام ملّ الناس وسئموا. 

& ينبغي أن تكون الخطبة كلماتٍ, والمعنى أنها تكون كلمات يمكن أن تُعدّ بحيث تكون واضحة مُركزة…. إذا كانت الخطبة قصيرة تمكنوا من استيعاب المعنى وحفظه, وإذا كثر ضاع عليهم…وينبغي في الخُطبة اجتناب الحشو واللغو.

& في تقصير الخطبة فائدتين 1- ألا يحصل الملل للمستمعين, لأن الخطبة إذا طالت لاسيما إذا كان الخطيب يلقيها إلقاءً عابرًا لا يحرك القلوب...فإن الناس يملون ويتعبون 2- أن ذلك أوعى للسامع, أي: أحفظ للسامع لأنها إذا طالت أضاع آخرها أولها

& من الفقه أن يقصر الإنسان الخطبة حتى تكون وجيزة بليغة.

& أحيانًا تستدعى الحال التطويل, فإذا أطال الإنسان أحيانًا لاقتضاء الحال ذلك, فإن هذا لا يخرجه عن كونه فقهيًا, وذلك لأن الطول والقصر أمر نسبي.

البيان والفصاحة في الخطبة:

& الأفضل للخطيب أن يأتي بالكلام الموجز البليغ المؤثر, والتطويل المكرر لا فائدة منه, وإنما يحدث الملل والضجر حتى يقوم الناس إلى الصلاة وهم في ملل وكسل.

& ينبغي أن يكون الخطيب ذا بيان وفصاحة حتى يجذب الناس, والبيان قد يكون بتركيب الجمل بعضها إلى بعض وقد يكون في صفة الأداء وانفعال النفس عند الخطبة

الانفعال مع الخطبة:

& كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب, يعني يوم الجمعة, (( «احمرت عيناه, وعلا صوته, واشتد غضبه » )) وإنما كان يفعل هذا لأنه أقوى في التأثير على السامع.

& تجد فرقًا بين خطيب يُحيى الناس ويوقظهم ويجعلهم يُتابعون ما يقول, وبين خطيب يأخذ صحيفة ويسردها سردًا, تجد فرقًا عظيمًا في التأثير, فكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه من شدة انفعاله.

& الناس إذا رأوا الخطيب منفعلًا انفعلوا معه, وصاروا يمشون وراءه, ولكن إذا كان الخطاب يُقرأ باطمئنان وهدوء فإن الناس ينامون.

& ينبغي للخطيب أن يكون كمنذر الجيش الذي يقول: صبحكم ومساكم, لأن الخطيب مُنذر بغضب الله على من خالفه, مُبشر بطاعة الله لمن أطاعه.

المسائل الفقهية في الخطبة:

& لا مانع من أن تتضمن خطبة الجمعة المسائل الفقهية, ولا سيما المسائل الكبيرة العظيمة التي يحتاج إليها الناس, وأنه لا يشترط أن تكون الحطبة خطبة وعظ فقط, بل حسب ما تقتضيه الحال.

الخطبة بلغة القوم الذين يخطب فيهم:

& إذا كان يخطب قي عرب, فلا بد أن تكون بالعربية.

& إذا يخطب في غير عرب, فقال بعض العلماء: لا بد أن يخطب أولًا بالعربية, ثم يخطب بلغة القوم الذي عنده. وقال آخرون: لا يشترط أن يخطب بالعربية, بل يجب أن يخطب بلغة القوم الذي يخطب فيهم, وهذا هو الصحيح.

&إذا مرَّ بالآية فلا بد أن تكون بالعربية لأن القرآن لا يجوز أن يغير عن اللغة العربية

فتح باب الأمل للناس في الخطبة:

& ينبغي للخطيب أن يفتح للناس باب الأمل والرجاء…هذا هو الأصل في الخطبة, لكن إذا دعت الحاجة إلى قوة الزجر والتهديد والتخويف فلا حرج أن يُخوِّف الإنسان, مثل ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل أحيانًا في خُطبه.

الخطبة بقراءة سورة (ق):

& ينبغي للإنسان أن يقرأ هذه السورة سورة (ق) بتأمل ونظر, ويراجع كلام أهل العلم عليها, حتى يستفيد منها, لأنها كفى بها واعظًا, ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بها يوم الجمعة يخطب الناس بها لما فيها من المواعظ العظيمة.

عدم رفع اليدين في الدعاء لغير الاستسقاء:

& لو رفع الخطيب يديه في الدعاء لغير الاستسقاء فإن هذا ينكر عليه لأن الصحابة أنكروا على بشر بن مروان حين خطب يوم الجمعة فدعا فرفع يديه فقالوا: قبح الله هاتين اليدين…فلو دعا ولو بنصر الإسلام والمسلمين فإنه لا يرفع يديه لا هو ولا المأمومين

تلاوة الآيات مجودة أثناء الخطبة:

& كثُر السؤال عن استعمال بعض الخطباء عند تلاوة الآيات أن يتلوها على حسب التلاوة المجودة وهو في أثناء الخطبة… فالجواب أنه جائز, وأنه لا بأس تُحول النغمة أو الأداء من الأداء المعتاد في الخطبة إلى الأداء المعتاد في القراءة عند تلاوة الآيات.

قراءة الإمام في الصلاة بآيات تناسب موضوع الخطبة

& إذا خطب بعض الأئمة في موضوع يقرأ في الصلاة آيات تناسب الموضوع…ينكر عليه…أن هذا خلاف السنة لأن النبي كان يخطب ولا يبالي بموضوع الخطبة هل يناسب قراءة “سبح, والغاشية ” أم لا

& إذا أراد أن يأتي بآيات تناسب الخطبة فليكن ذلك في نفس الخطبة.

& إذا قرأ في الصلاة آيات تناسب موضوع الخطبة فهذه سنة من عنده, وهو من الاجتهادات الخاطئة, ولهذا يكون أقل أحواله الكراهة.

& قول بعض المتأخرين: إنه ينبغي أن تكون الآيات التي تقرأ في الصلاة مناسبة لموضوع الخطبة فإن هذا لا أصل له, وذلك لأن القرآن في الصلاة معينة من قبل النبي عليه الصلاة والسلام فتارة يقرأ: الجمعة والمنافقين وتارة يقرأ سبح والغاشية.

القراءة في صلاة الجمعة:

& ﴿ سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾, ﴿هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ﴾ يسن قراءة هاتين السورتين في صلاة العيد وفي صلاة الجمعة.

& سورة الجمعة والمنافقين….استحباب قراءة هاتين السورتين في صلاة الجمعة, واستحباب قراءتهما كاملتين, يعني لا ينصفهما فيقرأ واحدة ويجعلها نصفين في كل ركعة نصف, بل يكمل.

& أما سورة الجمعة فالمناسبة أظهر من الشمس لأن فيها ذكر الأمر بالسعي إلى صلاة الجمعة وأيضًا ذكر الله فيها الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها أي لم يعملوا بها أن مثلهم كمثل الحمار ففيه تحذير للمسلمين أن يتركوا العمل بالقرآن فيصيروا مثل اليهود أو أخبث

&أما المنافقون فالمناسبة ظاهرة أيضًا من أجل أن يصحح الناس قلوبهم ومسارهم إلى الله تعالى كل أسبوع, فينظر الإنسان في قلبه, هل هو من المنافقين أو من المؤمنين؟ فيحذر ويطهر قلبه من النفاق, وفيه أيضًا فائدة أخرى أن يقرع أسماع الناس التحذير من المنافقين كل جمعة

ــــــــــــــــــــ                    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *