هذه الفضائل والمناقب توجب لهم حقوقًا كثيرة, يقول الشيخ سعد بن ناصر الشثري: الصحابة لهم مزية ليست لغيرهم…
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فلا يخفى أن فضائل الصحابة رضوان الله عليهم كثيرة, ومناقبهم عديدة, فلهم مميزات ليست لغيرهم من جاء بعدهم, يقول الإمام السفاريني رحمه الله:
ولـــــــــــــــيس في الأمة كالصحابة في الفضل والمعروف والإصابة
فإنهم قد شاهدوا المختـــــــــــــــارا وعاينوا الأســــــــــرار والأنـــــــــــــوار
وجاهــــــــــــــــــدوا في الله حتى بانا ديــــــــــن الهدى وقد سما الأديانا
وقد أتى في محـــــــــــــــــكم التنزيل من فضلهم ما يشفى للغــــــليل
وفي الأحـــــــــــــــــاديث وفي الآثار وفي كلام القوم والأشـــــــــــــــــــعارٍ
وهذه الفضائل والمناقب توجب لهم حقوقًا كثيرة, يقول الشيخ سعد بن ناصر الشثري: الصحابة لهم مزية ليست لغيرهم…وهذا يوجب عددًا من الحقوق لهم, منها: أولًا: عدم إيذائهم بسبهم أو بجعل القلوب تحمل غلًا عليهم, وثانيًا: أن ندعو لهم, وأن نثني عليهم, وأن نذكرهم بأحسن صفاتهم, قال تعالى: {﴿ وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيم﴾ } [الحشر:10] ومن هنا نحن نتقرب إلى الله بذكر فضائلهم ومحاسنهم وبتعداد سيرهم ومناقبهم وقراءة هذا السير.
للسلف رحمهم الله أقوال في فضائل الصحابة رضي الله عنهم, يسّر الله الكريم فجمعتُ بعضًا منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
& قال الإمام ابن عبدالبر المالكي رحمه الله: في فزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتبهوا لما فاتهم من صلاتهم, أوضح الدلائل على ما كان القوم عليه من الوجل والإشفاق والخوف لربهم.
& قال الإمام الغزالي رحمه الله: الصحابة رضوان الله عليهم, وقد كان بعضهم يقول: يا ليتني لم تلدني أمي خوفاً من خطر العاقبة...
ولما فتحت أبواب الدنيا على الصحابة رضي الله عنهم, قالوا: ابتلينا بفتنة الضراء فصبرنا, وابتلينا بفتنة السراء فلم نصبر.
& قال الإمام ابن القيم رحمه الله: من تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف, ونحن جمعنا بين التقصير – بل التفريط- والأمن.
فهذا الصديق كان يمسك بلسانه ويقول: هذا أوردني الموارد.
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه…كان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل, واتباع الهوى, قال: فأما طول الأمل فينسي الآخرة, وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق
وهذا أبو الدرداء كان يقول: إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي: يا أبا الدرداء قد علمت, فكيف عملت فيما علمت ؟
وكان أبو ذر يقول: يا ليتني كنت شجرة تعضد, ووددت أي لم أخلق.
& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: لما تقرر عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية, خشي بعضهم على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخشوعه عند سماع الذكر, برجوعه إلى الدنيا, والاشتغال بالأهل والأولاد والأموال, أن يكون ذلك منه نفاقاً.
& عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه، قال: أدركتُ ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كُلُّهم يخافُ النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل؛ [أخرجه البخاري]، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجلِّهم: عائشة وأختها أسماء وأم سلمة، والعبادلة الأربعة وأبو هريرة…، وقد جزَم بأنهم يخافون النفاق في الأعمال، وذلك لأن المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يشوبه مما يخالف الإخلاص، ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعُهم منهم، بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى رضي الله عنهم. قال ابن بطال: لأنهم طالت أعمارهم حتى رأوا من التغير ما لم يعهدوه, ولم يقدروا على إنكاره, فخافوا أن يكونوا داهنوا بالسكوت.
& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ومن فوائد الحديث: شدةَّ مخافة الصحابة رضي الله عنهم من الله؛ لأنه لما ذكر بعث النار، وقال: (( من كل ألفٍ تسعمائةٍ وتسعة وتسعين.))، يعني: وواحد في الجنة، شقَّ ذلك عليهم حتى تغيَّرت وجوههم، وفي رواية أُخرى: قالوا: يا رسول الله، أيُّنا ذلك الواحد؟ يعني: الذي ينجو، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن أن منَّا واحدًا، ومن يأجوج ومأجوج تسعمائةٍ وتسعةً وتسعين.
& قال الإمام ابن القيم رحمه الله: في سجود كعب حين سمع صوت المبشِّر دليل ظاهر أن تلك كانت عادة الصحابة وهي سجود الشكر عند النعم المتجددة, والنقم المندفعة وقد سجد أبو بكر الصديق لما جاءه قتل مسلمة الكذاب, وسجد علي بن أبي طالب لما وجد ذا الثُّديَّة مقتولاً في الخوارج.
- بكاؤهم ورقة قلوبهم:
& قال الإمام ابن القيم رحمه الله: الصديق…كان يبكي كثيراَ, ويقول: ابكوا, فإن لم تبكوا فتباكوا. وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة الطور حتى بلغ: {﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَٰقِعٞ ﴾} [الطور:7] فبكى, واشتد بكاؤه, حتى مرض وعادوه.
وكان في وجهه رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء.
وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته.
وكان عبدالله بن عباس أسفل عينيه مثل الشرك البالي من الدموع.
وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية, فلما أتى على هذه الآية: {﴿ أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾} [ الجاثية: 21] جعل يرددها ويبكى حتى أصبح.
& قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: رقة قلوب الصحابة رضي الله عنهم…كانوا إذا ذكّروا ووعظوا فقلوبهم كانت لينة تستجيب, فتوجل القلوب من التذكير, وتذرف الدموع خشية لله عز وجل ومحبة للنبي صلى الله عليه وسلم.
& سئل ابن عمر رضي الله عنه: هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال: نعم, والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال.
& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: دخلوا على بعض الصحابة في مرضه, ووجهُهُ يتهلل, فسألوه سبب تهلل وجهِهِ, فقال: ما من عمل أوثق عندي من خصلتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني, وكان قلبي سليماً للمسلمين
& قال الإمام الغزالي رحمه الله: الأخلاق عطايا يضعها الله حيث يشاء وليس بعد الإيثار درجة في السخاء وقد أثنى الله على الصحابة رضي الله عنهم فقال: {﴿وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ﴾} [الحشر:9]
وقد نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيف فلم يجد عند أهله شيئاً, فدخل عليه رجل من الأنصار فذهب بالضيف إلى أهله ثم وضع بين يديه الطعام وأمر امرأته بإطفاء السراج وجعل يمد يده إلى الطعام كأنه يأكل ولا يأكل, حتى أكل الضيف فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم ((لقد عجب الله من صنيعكم الليلة إلى ضيفكم)) ونزلت: {﴿وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ﴾ } [الحشر:9]
وقال عمر رضي الله عنه: أهدي إلى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال: إن أخي كان أحوج مني إليه, فبعث به إليه, فلم يزل واحداً يبعث به إلى آخر, حتى تداوله سبعة أبيات, ورجع إلى الأول.
قال حذيفة العدوي: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي, ومعي شيء من ماء, وأنا أقول: إن كان به رمق سقيته, ومسحت به وجهه, فإذا أنا به, فقلت: أسقيك ؟ فأشار إلي أن نعم, فإذا رجل يقول: آه, فأشار ابن عمي إلي أن انطلق به إليه, فجئته فإذا هو هشام بن العاص, فقلت: أسقيك ؟ فسمع به آخر فقال: آه, فأشار هشام انطلق به إليه, فجئته فإذا هو قد مات, فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات, فرجعت إلى ابن عمي, فإذا هو قد مات, رحمة الله عليهم أجمعين.
& قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أنتم أطول صلاة, وأكثر جهاداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهم كانوا أعظم أجراً منكم.
قالوا: لِمَ يا أبا عبدالرحمن ؟
قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا, وأرغب في الآخرة.
& قال الإمام ابن القيم رحمه الله: كان الصحابة أعلم الأمة على الإطلاق، وبينهم وبين مَن بعدهم في العلم واليقين كما بينهم وبينهم في الفضل والدين، ولهذا كان ما فهمه الصحابة من القرآن أولى أن يُصار إليه مما فهمه من بعدهم، فانضاف حسن قصدهم إلى حسن فهمهم، فلم يختلفوا في التأويل في باب معرفة الله وصفاته وأسمائه وأفعاله واليوم الآخر، ولا يُحفظ عنهم في ذلك خلاف لا مشهور ولا شاذ. فكانت نصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلَّ في صدورهم وأعظم في قلوبهم من أن يعارضوها بقول أحد من الناس كائنًا من كان، ولا يثبت قدم الإيمان إلا على ذلك.
& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: فضل الصحابة على غيرهم ممن يأتي بعدهم من الأمة فضل لا يلحقهم فيه أحد, ولا يسبقهم أحد…بما خصهم الله عز وجل به على غيرهم, من مزايا لا توجد في غيرهم, أعظمها صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم…..وثانيًا ما خصهم الله به من العلم, فإنهم أعلم قرون الأمة, فإن الله سبحانه وتعالى هيأهم لحمل العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ورزقهم صفاء الذهن, وزكاة النفوس وطهارة القلوب وأعطاهم قوة الفهم, والحفظ, فهم أعلم قرون الأمة.ـ
- كراهيتهم للسؤال للمراء والجدال:
& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: التفقه في الدين, والسؤال عن العلم إنما يحمد إذا كان للعمل, لا للمراء والجدال. ولهذا المعنى كان كثير من الصحابة والتابعين يكرهون السؤال عن الحوادث قبل وقوعها, ولا يجيبون عن ذلك, وكان زيد بن ثابت إذا سئل عن الشيء, يقول: كان هذا؟ فإن قالوا: لا, قال: دعوه حتى يكون.
& قال الإمام ابن القيم رحمه الله: كان الصديق رضي الله عنه أعظم الأمة فراسةً, وبعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ووقائع فراسته مشهورة, فإنه ما قال لشيءٍ ” أظنه كذا ” إلا كان كما قال. وكذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه كان صادق الفراسة. وفراسة الصحابة رضي الله عنهم أصدق الفراسة.
& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قد كان للصحابة رضي الله عنهم, في باب الشجاعة, والائتمار بما أمرهم الله ورسوله به, وامتثال ما أرشدهم إليه, ما لم يكن لأحد من الأمم, والقرون قبلهم, ولا يكون لأحد من بعدهم, فإنهم ببركة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته فيما أمرهم فتحوا القلوب, والأقاليم شرقاً وغرباً في المدة اليسيرة, مع قلة عددهم بالنسبة إلى جيوش سائر الأقاليم, من الروم, والفرس, والترك, والصقالبة, والبربر, والحبوش, وأصناف السودان, والقبط, وطوائف بني آدم, قهروا الجميع, حتى علت كلمة الله, وظهر دينه على سائر الأديان, وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الله ومغاربها, في أقلّ من ثلاثين سنة, فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين, وحشرنا في زمرتهم إنه كريم وهاب.
& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: الصدق خصلة محمودة, ولهذا كان بعض الصحابة رضي الله عنه, لم تجرب عليه كذبة لا في الجاهلية, ولا في الإسلام, وهو علامة على الإيمان, كما أن الكذب أمارة على النفاق, ومن صدق نجا.
- مسابقتهم إلى الخيرات, والتنافس في درجات الآخرة:
& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: لما سمع الصحابة رضي الله عنهم قول الله عز وجل: {﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾} [البقرة:148] وقوله: {﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾} [الحديد:21] فهموا أن المراد من ذلك أن يجتهد كل واحد منهم أن يكون هو السابق لغيره إلى هذه الكرامة, والمسارع إلى بلوغ هذه الدرجة العالية, فكان أحدهم إذا رأى من يعمل عملاً يعجز عنه خشي أن يكون صاحب ذلك العمل هو السابق له, فيحزن لفوات سبقه, فكان تنافسهم في درجات الآخرة كما قال تعالى: {﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ } [المطففين:26] ثم جاء من بعدهم فعكس الأمر, فصار تنافسهم في الدنيا الدنية وحظوظها الفانية.
& قال الإمام ابن القيم رحمه الله: الجود بالعرض, كجود أبي ضمضم من الصحابة, رضي الله عنه, كان إذا أصبح قال: اللهم إنه لا مال لي فأتصدق به الناس, وقد تصدقت عليهم بعرضي, فمن شتمني أو قذفني فهم في حلٍّ, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( «من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم » )) وفي هذا الجود من سلامة الصدر, وراحة القلب, والتخلص من معاداة الخلق.
& قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: خمس كان عليها الصحابة والتابعون لهم بإحسان: لزوم الجماعة, واتباع السنة, وعمارة المساجد, والتلاوة, والجهاد.
- تقديمهم للشرع على العقل:
& قال الإمام الشاطبي رحمه الله: الصحابة ومن بعدهم لم يعارضوا ما جاء في السنن بآرائهم, علموا معناه أو جهلوه, جرى لهم على معهودهم أو لا, وهو المطلوب من نقله, وليعتبر فيه من قدم الناقص _ وهو العقل _ على الكامل, وهو الشرع.
الحاكم الأعلى هو الشرع لا غيره…وهذا مذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن رأى سيرهم والنقل عنهم وطالع أحوالهم علم ذلك علمًا يقينًا.
- أسئلتهم للرسول عليه الصلاة والسلام لطلب النجاة وبلوغ أعلى الدرجات:
& قال الإمام ابن العطَّار تلميذ الإمام النووي رحمهما الله: إنَّ من وقف لتدبُّر أحوال الصحابة رضي الله عنهم، اطَّلَع على عِظَمِ اجتهادهم في طلب النجاة، وحرصهم على بلوغ الدرجات، فهذا يسأل عن أركان الدين، وهذا يسأله عن عمل يُقرِّبُهُ من الجنة ويُبعِدُه عن النار، وهذا يسأل عن العمل الذي إذا عمله أحبَّه الله، وأحبَّه الناس، وهذا يقول: يا رسول الله أوصني، وهذا يقول: يا رسول الله، قُل لي قولًا لا أسأل غيرك، وهذا يسأل عن الأعمال التي تُدخِل الجنة…إلى غير ذلك، فالله تعالى يرضى عنهم، ويحشرنا في زمرتهم.
& قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: حرص الصحابة رضوان الله عليهم على ما ينفعهم وسؤالهم عن الأمور المهمة، وأن الصحابة اهتمُّوا بشأن الجنة، ورغبوا في تحصيلها، وذلك لعِظَم ما في الجنة من النعيم
& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كل أحد يعلم أن عقول الصحابة والتابعين وتابعيهم أكمل عقول الناس.
& قال الإمام ابن القيم رحمه الله: قال بعض الصحابة رضي الله عنهم: كنّا ندع سبعين باباً من الحلال مخافة أن تقع في باب من الحرام.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link