منذ حوالي ساعة
الإنسان في هذه الدنيا لا يخلو من مطالب ورغبات وأهداف تنزع إليها نفسه، وكل الناس يغدو في ذلك، والمسدد من وفقه الله فيما يطلب، وأرشده إلى المطالب العالية والمقامات الرفيعة من العلم والإيمان والهدى.
الإنسان في هذه الدنيا لا يخلو من مطالب ورغبات وأهداف تنزع إليها نفسه، وكل الناس يغدو في ذلك، والمسدد من وفقه الله فيما يطلب، وأرشده إلى المطالب العالية والمقامات الرفيعة من العلم والإيمان والهدى، وطلب ما ينفع في الآخرة، ويسر سبيلها له.
وإذا أردت ما يعينك في سبيل المطالب العالية، لتسلك به السبيل ويبصرك فيما أنت بصدده؛ فدونك صفوة بني آدم أنبياء الله، فإنهم أهدى الخليقة وأزكى البشرية وصفوة الخلق وخيرة الله من عباده، فمطالب هؤلاء أعظم المطالب، وهمم أعلى الهمم، ومن أعظم البصيرة أن يرشد الله عبده إلى هذه المعنى ويسلك به هذا السبيل..
وكلما اعتنى العبد بسير الأنبياء عليهم السلام، وعرف مطالبهم، وأدعيتهم وابتهالاتهم إلى ربهم، وطريقتهم في الدعوة والإصلاح، ومنهجهم في سياسة العباد نال النصيب الأوفى من الهدى والخير {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَتْهُمُ اقْتَدِهُ}.
وجميل بنا أن نجعل لنا ختمة قرآنية لاستنباط شيء واحد وهو ماذا كان يطلب الأنبياء، وما الذي يسعون إليه ؟ وفي أي شيء كانت تصب دعواتهم وابتهالاتهم ؟
ولا ريب أن من فعل ذلك وطبّقه، وسأل الله الهدى والسداد؛ ستتغير حياته من جذورها، وتعلو اهتماماته ومطالبه، وسيرى الدنيا على حقيقتها، وستعظم عنده الآخرة والعمل الصالح، والسبب: عيشه مع هؤلاء الأنبياء وقصصهم وأخبارهم.. لأن معايشة الشيء تلقي بظلالها على صاحبها، فكيف إذا كانت المعايشة مع صفوة بني آدم وأهدى وأزكى البشرية؟
وكان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي وأصحابه ؟
وكان بعض العلماء ممن له اهتمام بسيرة ابن المبارك يقول أن من أعظم أسباب فرادته وتميزه من خلال دراسة سيرته كثرة معايشته لآثار الأنبياء والصحابة.
فبهذا صار ابن المبارك، ومن المطالب العظيمة التي وقفت عندها؛ طلب موسى عليه السلام عندما {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لَّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي، وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي، هَرُونَ أَخِي أَشَدُدْ بِهِ أَزْرِي ، وَأَشْرِكَهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ، وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا}.
نعم، كل هذا حتى نسبحك كثيرًا، ونذكرك كثيرًا، فهذا مثال على مطلب عظيم حرصوا عليه وهو التسبيح والذكر، نستفيد من خلاله مركزية هذا الأمر حتى نحرص عليه.
____________________________________________________
الكاتب: طلال بن فواز الحسان
Source link