ما حكم شهر العسل للعرسان – خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

ما يسمى بشهر العسل هل هذا حدث في عهد الرسول صلى اللَّه عليه وسلم بإعتبار من يفعله يعتقد أنه شرط من شروط الزواج وهل هذا عادة وتشبه بالنصارى لأنهم يعتقدون إعتقادات غريبة ومحرمة.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:

فإن ما يعرف بشهر العسل ليس من شروط الزواج بل لا يعرف له أصل صحيح في القرون الخيرية، وإنما هو من العادات والتقاليد التي تسربت إلى المسلمين عن طريق غيرهم، كفستان الفرح وكثير من ملابس الرجال، وغيرها.

وضابط الحل ألا يكون فيه محظور شرعي، وأن يستعمله المسلمون فيصبح غير قاصر على الكافرين، ولا يقصد بلبسه تقليد الغرب الكافر، كفستان الفرح الأبيض فهو في الأصل مأخوذ عن الكفار ولكنّ المسلمين استعملوه بكثرة بغير قصد للتشبه بالكافرات، حتى غدا من لباس المسلمين.

إذا تقرر هذا علم أن شهر العسل من جملة المباحات؛ للضابط المذكور، ولكن مع وضع ضوابط شرعية يجب مراعاتها:  ألا يقصد بفعله تقليد غير المسلمين، وعدم إضاعة الأموال الكثيرة، والبحث عن أماكن لا يكثر فيها العري أو الخمور أو السفر إلى بلاد الإباحية والفساد، وغير ذلك مما حرمه الله؛ فصيانة للدين والعرض من الواجبات المحتمات.

والحاصل أن الشارع الحكيم لا يمنع من الترويح عن النفس وإسعادها، بل هو مطلوب لغيره، ولكن لا يعني هذا عدم التزام الزوجان بحدود الله، ومن حدود الله تحريم اختلاط الرجال بالنساء في جو من التعري والابتذال والنظر إلى العورات، مما يشيع الفاحشة ويدعو إلى الزنا؛ قال الله تعالى: { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة: 187]، وقال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229]، وقال: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } [الطلاق: 1]،، والله أعلم.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

لو كان نعيم الجنة تنعم مخلوق بمخلوق ما استحقت البقاء وعدم الفناء! – خالد عبد المنعم الرفاعي

الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *