علامات سوء الخاتمة .. قبل الموت وعند التغسيل

هناك علامات تكون قبل الموت، وعلامات عند التغسيل، وعلامات عند الدفن، وعلامات بعد الدفن.

 

الشيخ ندا أبو أحمد

هناك علامات تكون قبل الموت، وعلامات عند التغسيل، وعلامات عند الدفن، وعلامات بعد الدفن.

 

علامات سوء الخاتمة قبل الموت:

فبعضهم يقعُ عند اشتداد المرض في التسخُّط والاعتراض على قضاء الله، أو الجحود والكفر بـ: (لا إله إلا الله)، أو يصرخ بأنه لا يستطيع أن ينطق بكلمة التوحيد، وأنه يحال بينه وبينها والعياذ بالله، أو يتكلَّم بكلام يُغضِب الله – عز وجل.

 

وقد ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – في “جامع العلوم والحكم” (صـ50)، عن عبدالعزيز بن أبي روَّاد أنه قال: “حضرتُ رجلاً عند الموت يلقَّن الشهادة – لا إله إلا الله – فقال في آخر ما قال: “هو كافر بما تقول”، ومات على ذلك، قال: فسألتُ عنه فإذا هو مُدمِن خمر، وكان عبدالعزيز يقول: “اتقوا الذنوبَ؛ فإنها هي التي أوقعته”.

 

وذكر الشيخ عبدالرحيم الطحان في محاضرة له بعنوان “الخوف من سوء الخاتمة”، فقال – حفظه الله -: “منذ سنوات جَرَت حادثة في القصيم، وتطايرت أخبارها هنا وهناك، وحاصلها أن رجلاً في حال احتضارِه ظهر عليه من الاعتراض على ربه ما ظهر، فجاء بعض أصحابه ممن كان يصلِّي معه في المسجد – والله أعلم بما في القلوب – ومعه المصحف فجعل يُذكِّره بالله، ويُلقِّنه كلمة التوحيد، فقال الرجل: هو كافر بالمصحف، وبـ: (لا إله إلا الله)، وخُتِم له على ذلك الحال، فنعوذ بالله – تعالى – من الخِذلان، ومنهم مَن كان في سكرات الموت، فيقولون له: قل: (لا إله إلا الله)، فيقول: “هل رأى الحبُّ سُكَارى”، ومنهم مَن قال: “إن ربي ظلمني”؛ اهـ (من محاضرة الشيخ عبدالرحيم الطحان).

 

• كان هناك رجلٌ كثير الصوم والتعبُّد، اشتدَّ به الألم عند الموت، فقال: “لقد قلَّبني الله في أنواع البلاء، فلو أعطاني الفردوس ما وفَّى بما يجري عليَّ، ثم صار يقول: وأي شيء في هذا الابتلاء من المعنى، إن كان موتًا فيُجَوز، وأما هذا التعذيب فأي شيء مقصود منه؟ ثم هلك”.

 

فهذا الرجل مُعترِض على قضاء الله، جاهل بحكمة الابتلاء، والتي هي لمَحْو الذنوب، أو لرفع الدرجات، فالرجل تكون له عند الله المنزلة فما يبلُغها بعمله، فما زال الله يبتلِيه بما يكره، حتى يبلغه إياها.

 

قال ابن القيم – رحمه الله – كما في كتابه “طريق الهجرتين” (ص308):

“والحكايات في هذه كثيرة جدًّا، فمَن كان مشغولاً بالله وبذكره ومحبته في حال حياته، وجد ذلك أحوج ما هو إليه عند خروج روحه إلى الله، ومَن كان مشغولاً بغيرِه في حال حياته وصحته، فيعسر عليه اشتغاله بالله وحضوره معه عند الموت، وما لم يُدرِكه عناية ربه، ولأجل هذا كان جديرًا بالعاقل أن يُلزِم قلبه ولسانه ذكر الله حيثما كان؛ لأجل تلك اللحظة التي إن فاتت شقِيَ شقاوة الأبد، فنسأل الله أن يُعِيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته”.

 

علامات سوء الخاتمة عند التغسيل:

يقول الشيخ القحطاني في محاضرة له بعنوان “تذكرة الإخوان بخاتمة الإنسان” (صـ47):

“إن بعض الأموات عندما كنتُ أُغسِّلهم كان بعضهم تنقلب بشرتُه إلى السواد، وبعضهم يَقبِض يده اليمنى، وبعضهم يُدخِل يده في فَرْجِه، وبعضهم تشمُّ رائحة الشِّواء من فَرْجِه، وبعضهم تسمع كأن أسياخًا من نار أُدخِلت في فرجه، يقول: ولقد جِيء بميتٍ، فما ابتدأنا بتغسيله حتى انقلب لونه كأنه فحمة سوداء، وكان قبل ذلك أبيض البشرة، فخرجتُ من مكان التغسيل وأنا خائف، فوجدت رجلاً، فقلت: أنت أبوه؟ قال: نعم، قلت ما شأن الرجل؟ قال: هذا الرجل كان لا يصلِّي، فقلت له: خُذْ ميتك فغسِّله”.

 

وقال الشيخ القحطاني أيضًا:

“ولقد حدَّثني عدد ممَّن يُغسِّلون الموتى من مناطقَ مختلفة عن بعض ما شاهدوه أثناء التغسيل من هذه العلامات، والغريب في الأمر أنهم يتَّفِقون على صفات معينة يرونها على هؤلاء الموتى؛ من ذلك أن الرجل الذي يموت على الخير يبدو وكأنه نائم، وأما مَن مات على خلاف ذلك، فيظهر عليه الفزع وخوف الموت مع تغيُّر في وجهه.

 

ولقد حدَّثني أحدُهم، فقال: “غسَّلتُ رجلاً وكان لونه مصفرًّا، وفي أثناء التغسيل أخذ لونه يتغيَّر إلى السواد من رأسه إلى وسطه، فما انتهيتُ من التغسيل فإذا به قد أصبح كالفحمة السوداء.

 

وحدَّثني مُغَسِّلٌ آخر، فقال: “إنه غسَّل رجلاً وكان لونه مصفرًّا، فلما فرغوا من التغسيل اسودَّ وجه ذلك الرجل، فقلت له: أسود مثل لحيتي، قال: لا، أسود كالفحم، قال: ثم صار يخرج من عينيه دم أحمر، وكأنه يبكي الدم والعياذ بالله”.

 

وحدَّثني مُغَسِّلٌ آخر فقال: “إنه دخل ذات مرة على بعض الإخوان وهم يغسِّلون ميتًا، قال: فرأيت وجهَه مسودًّا كأنه قرص مُحتَرِق، وجسمه أصفر، ومنظره مخيف، ثم جاء بعض أهله لينظروا إليه، فلما رأوه على تلك الصورة فرُّوا هاربين خوفًا منه”.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

(مالكم لا ترجون لله وقارا) من أعظم التوقير إحسان الشكر

ومَن تأمَّل حاله وتدبَّر شأنه، وجد أنَّه مغمورٌ بنِعَمٍ لله تعالى لا يُحصيها؛ فالعافيةُ نعمةٌ، والأمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *