قال جل جلاله: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}، تبين هذه الآية المكية منزلة محاربة المنافقين والعلمانيين وأصحاب الشُّبُهات في الوقت المعاصر ببيان الحق ودحض الباطل.
قال جل جلاله: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52]؛ أي: جاهدهم بالقرآن، وهذا جهاد العلماء.
تبين هذه الآية المكية منزلة محاربة المنافقين والعلمانيين وأصحاب الشُّبُهات في الوقت المعاصر ببيان الحق ودحض الباطل.
قال ابن القيم في «جلاء الأفهام» ت الأرنؤوط (ص415): “فالدعوة إِلَى الله تَعَالَى هِيَ وَظِيفَةُ الْمُرْسلين وأتباعهم وهم خلفاء الرُّسُل فِي أممهم، وَالنَّاس تَبَعٌ لَهُم، وَالله سُبْحَانَهُ قد أَمر رَسُوله أَن يبلغ مَا أنزل إِلَيْهِ وَضمن لَهُ حفظه وعصمته من النَّاس، وَهَكَذَا المبلغون عَنهُ من أمته لَهُم من حفظ الله وعصمته إيَّاهُم بِحَسب قيامهم بِدِينِهِ وتبليغهم لَهُم.
وَقد أَمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عَنهُ وَلَو آيَة، ودعا لمن بلغ عَنهُ وَلَو حَدِيثًا، وتبليغ سنته إِلَى الْأمة أفضل من تَبْلِيغ السِّهَام إِلَى نحور الْعَدو؛ لِأَن ذَلِك التَّبْلِيغ يَفْعَله كثير من النَّاس، وَأما تَبْلِيغ السُّنَن فَلَا تقوم بِهِ إِلَّا وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وخلفاؤهم فِي أممهم جعلنَا الله تَعَالَى مِنْهُم بمَنِّه وَكَرَمه”.
ولهذا سمي جهاد المنافقين باللسان والبيان والحجة، بجهاد الخاصة الذين هم ورثة الرسل، وهو جهاد الأئمة، وهو أفضل الجهادين، من هذا الجانب، لعظم منفعته وعسر مؤنته، وتخَلُّف غنيمته، وكثرة أعدائه.
ينظر للاستزادة: وسائل الثبات في زمن المتغيرات للدميجي.
Source link