قوة المسلمين تكمن في وحدتهم

في تاريخنا الإسلامي، كانت الأزمات والنكبات أحيانًا منطلقًا لبعث الروح من جديد في الأمة، ففي مقتل هؤلاء الأبطال وفي تضحيّاتهم تكمن رسائل الإحياء والتحفيز للأمة.

على مر التاريخ، لم تستطع القوى الكبرى، مثل الروم، أن تهزم المسلمين إلا في حال انشغال الأمة بحروب داخلية وصراعات بين صفوفها.

فقد أدرك الأعداء أن قوة المسلمين تكمن في وحدتهم، وإذا نجحوا في زعزعة هذه الوحدة، تصبح الأمة فريسة سهلة لغزوهم ومؤامراتهم.

لكن التاريخ أيضًا يحمل بين طياته صفحات مشرفة، تبين أن هذه الأمة ما تلبث أن تستعيد عافيتها، وأن الله يبعث فيها الروح من جديد ويقودها نحو النصر.

في تاريخنا الإسلامي، كانت الأزمات والنكبات أحيانًا منطلقًا لبعث الروح من جديد في الأمة، كما حدث في القرن الخامس الهجري، حينما تفرقت صفوف المسلمين وتعرضت بلادهم لغزو الفرنج.

إلا أن الله سبحانه وتعالى بعث للأمة قائدًا شجاعًا، هو الشهيد عماد الدين زنكي، الذي قاد المسلمين نحو استعادة كرامتهم وأراضيهم المغتصبة، مما مهّد الطريق لنهضة جديدة. لقد أعاد هذا القائد ترتيب الصفوف وغرس روح الصمود في النفوس، ليعود الأمل ويزدهر النصر.

واليوم، ونحن نشهد ما يجري، ففي مقتل هؤلاء الأبطال وفي تضحيّاتهم تكمن رسائل الإحياء والتحفيز للأمة. رغم أن استشهادهم يشكل خسارة فادحة، إلا أن دماءهم تسري في عروق الأمة لتجدد الأمل في قلوب أبنائها، ولتشعل فيهم روح المقاومة والتحدي. 

إن سقوط القادة لا يعني نهاية الطريق، بل قد يكون بداية جديدة لصمود الأمة، إذ تستلهم من تضحياتهم شجاعة لمواصلة المسيرة.

إن استشهادهم، كما هو حال عظماء من قبلهم، يُظهر أن الأمة في لحظات ضعفها قد تجد في دماء الشهداء مصدر إلهام وقوة، وكما قال الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون}. 
فالشهداء في حياتهم أو بعد استشهادهم يبقون منارات للأمة، تحفزها على المضي قدمًا في مسار الكرامة والحرية.

وهكذا، فإن الأمل يظل معقودًا بأن الله سبحانه يبعث في الأمة من يحمل راية النصر، حتى في أحلك الظروف. وإن كان التاريخ قد علمنا شيئًا، فهو أن الأمة الإسلامية لا تنهار بغياب قادتها، بل تستمد من تضحياتهم القوة لتنهض وتواجه التحديات. 

ومهما اشتد بأس العدو، فإن روح التضحية والصمود لدى الأمة لا يمكن أن تنطفئ، بل تظل وقودًا لإحياء الأمل وبعث العزيمة في قلوب الأجيال القادمة.

______________________________________________

الكاتب: كتبه إياد العطية


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *