جذوة المصلحين – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

ينبغي للعبد أن يلح دائما على ربه في تثبيت إيمانه، وأن يحسن له الخاتمة، وأن يجعل خير أيامه آخرها، وخير أعماله خواتمها، فإن الله كريم جواد..

يتصدى ثلة من الغيورين وأهل الفضل والعلم لبيان الباطل وكشف زيفه وبطلانه، وتحذير المؤمنين منه؛ وهذا عمل عظيم، بل هو من أفضل ما عبد الله به، لأن من مقاصد القرآن العظيمة: {ولتستبين سبيل المجرمين} ).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ” فإن بيان العلم والدين عند الاشتباه والالتباس على الناس أفضل ما عبد الله عز وجل به هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى ودين الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ على الدين كله وكفى بالله شهيدًا). انظر: الرد على السبكي (٢/٦٧٨). بيد أن هناك أمرا ينبغي التنبه له خاصة لمن اصطفاه الله لهذا المقام، مقام مقارعة الباطل والرد على أعداء الدين.

وهذا الأمر هو: أن تبقى حرارة الخوف من الزيغ والضلال في القلب، وأن لا يشعر المرء لحظة أنه في مأمن من الانحراف، وأنه لا خوف عليه من الضلال، حتى لا يوكل إلى نفسه فيهلك ويزيغ، فقد يأتيه الشيطان، ويزين له عمله، وأنه حام حمى العقيدة وسورها الأعظم، فيتسلل الأمن من مكر الله إلى قلبه، ويشعر أنه في مأمن من الانحراف والزيغ كيف وهو الذي يبين زيف هذا الباطل ويدحض حججه، ومن أعلم الناس بتهافته.

فجميل بمن سلك الله به سبيل مواجهة أعداء الدين وأهل الباطل وكشف زيفهم؛ أن يعظم في قلبه الخوف من الله، ويكثر من اللجوء إلى ربه، بأن يحفظ إيمانه، ويثبته وأن لا يكله إلى نفسه، ويتضرع كثيرا ويلهج بـ (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك حتى لا ينطفئ حملة المصابيح. وهذا باب من أبواب العلم بالله، فكلما كان العبد بالله أعرف كان منه الخوف. فنبي الله إبراهيم الذي حطم الأصنام بيده كان من دعائه واجنبني وبني أن نعبد الأصنام، فمن يأمن البلاء بعد إبراهيم.

و أبو بكر الصديق الذي حارب المرتدين وثبت الله به الملة؛ كان يقرأ في الركعة الثالثة من صلاة المغرب بهذه الآية: ( {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ} )، وكان قراءته لها في أيام حربه مع أهل الردة، وكان سيفه مصلتا عليهم، ولنا في هؤلاء العارفين أسوة فكلما ازداد الإنسان علمًا، وأكرمه الله بمجابهة الباطل ودحضه عليه أن يزداد خوفه على نفسه وإيمانه، وأن يكون دائم الوجل من أن تزول سماء أرضه وإيمانه من مكانهما.

والخلاصة ” أنه ينبغي للعبد أن يلح دائما على ربه في تثبيت إيمانه، وأن يحسن له الخاتمة، وأن يجعل خير أيامه آخرها، وخير أعماله خواتمها، فإن الله كريم جواد “رحيم” كما قال السعدي في تيسير اللطيف المتان (٢٨٦).

فإن من أعظم أبواب توفيق الله للعبد أن يسلك به سبيل التضرع، ويوقفه دوما على باب المناجاة والافتقار ويبين له فقره وحاجته وأن لا غنى له عن ربه طرفة عين.

_________________________________________________
الكاتب: طلال بن فواز الحسان


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *