أكثر مواقف بكى فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة مراحل المرحلة الأولى عند فراق الأحباب والمرحلة الثانية عند هجر الأوطان والمرحلة الثالثة وهي أهم مرحلة وهي عند عبادة الديان.
الحمد لله الرؤوف الرحيم، البر الجواد الكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العظيم، له الأسماء الحسنى، والصفات العليا، والإحسان العميم، وله الرحمة الواسعة، والحكمة الشاملة، وهو العليم الحكيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي قال الله فيه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه، الذين هُدُوا إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
أمّا بعد:
أيّها الناس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التقوى، والزَموا التَّقوى حتى يأتيكم الموت.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
اتّقوا ربَّكم، فتقوى الله سببٌ لمحبَّةِ الله لكم والله يحبّ المتقين.
عباد الله: كلما هل هلال ربيع الأول تذكرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه ولد فيه ومات فيه.
ويوم المولد يُذكّرنا باتباع الحبيب -صلى الله عليه وسلم- القائل: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ» (أخرجه أحمد (4/ 126)، وأبو داود في السنة، باب: لزوم السنة (4607)، والترمذي في العلم، باب: ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (2676)، والألباني في صحيح أبي داود (3851).
يوم المولد يذكّرنا يقوله -صلى الله عليه وسلم-: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى» (أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام (7280) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-).
يوم المولد يذكرنا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: فيما روى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهب، ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه».
كذب من ادعى حب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يعصيه وهو ينكر سنته ويسب أصحابه.
لو كان حُبك صادقًا لأطعته ** إن المحب لمن يحبّ مطيع
اليوم سنعيش وإياكم مع النبي المصطفى والرسول المجتبى صاحب الحوض المرود واللواء المعقود والمقام المحمود.
أيها المؤمنون: أحسن حياة وأحلى حياة يعيشها المسلم حين يتأسى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وحياة النبي -صلى الله عليه وسلم- كلها عجب ودروس وعبر وعظات كيف لا والله جل وعلا جعله نبراساً وهدى وقدوةً للعالمين قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
اليوم سنقف مع جزء من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع مواقف من حياته بكى فيها -صلى الله عليه وسلم-، وبكاء النبي -صلى الله عليه وسلم- غالٍ، ودموعه سامية لا يبكي إلا لأمر ٍلجلل.
يظن البعض بأن البكاء لا يصدر إلا من ضعيف، وأن البكاء من خصال وصفات النساء، وأن الرجل القوي الشجاع لا يبكي، وكل هذا غير صحيح.
وكانت أكثر مواقف بكى فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة مراحل المرحلة الأولى عند فراق الأحباب والمرحلة الثانية عند هجر الأوطان والمرحلة الثالثة وهي أهم مرحلة وهي عند عبادة الديان.
ولد -صلى الله عليه وسلم- يتيماً وماتت أمه بالأبواء وهو صغيراً وعمره ست سنوات وكانت معه أم أيمن رضي الله عنها وقال لام أيمن: أنت أمي بعد أمي -صلى الله عليه وسلم- وصدق الله القائل {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى: 6].
ومرت الأيام والشهور والسنين وتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة بنت خويلد التي كانت نعم الزوجة والسكن والمعين ضحّت بمالها وبكل ما تملك.
وكانت آخر المواقف يوم حوصر النبي -صلى الله عليه وسلم- وبني هاشم في شعب أبي طالب لتعاني من شدة الجوع والعطش والألم والمرض والاضطهاد ثلاث سنوات وكانت قد بلغت من العمر اثنين وستين عاما وتحملت كل ذلك فداءً للنبي -صلى الله عليه وسلم- واستحقت أن ينزل جبريل يخترق السبع الطباق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول له: «السلام يقرئك السلام ويقول لك أقرئ خديجة من ربها السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب» (أخرجه البخاري في: 63 كتاب مناقب الأنصار: 20 باب تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة وفضلها).
ثم ماتت خديجة وبعدها أبى طالب الذي كان يدافع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضد أذى المشركين وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يرافقه حتى في آخر لحظات حياته.
وتزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- مارية القبطية ورزقه الله منها إبراهيم ويموت وهو صغير فأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- يُقبّله ويشمّه وهو يبكي قال له ابن عوف -رضي الله عنه-: وأنت يا رسول الله؟! فقال عليه الصلاة والسلام: «يا ابن عوف، إنها رحمة»، ثم أتبعها بأخرى وقال: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون» (أخرجه البخاري في الجنائز (1303)، ومسلم في الفضائل (2315) من حديث أنس -رضي الله عنه- بنحوه).
ومن مواقف بكاؤه بعد غزوة احد حين عاد -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة حزينًا أسيفًا كَسِيفًا، بعد ما وقع في غزوة أُحد وبعد أن رأى عمه حمزة ممثلاً به مجدوع الأذنين, مجدوع الأنف, مشقوق البطن, مستخرج الكبد, حالته لا يطاق النظر إليها, فيرى نساءَ الأنصار يبكون قتلاهم في أحد، فتتقاطر الدموعُ على وجْنَتيه الشريفتين بأبي هو وأمي، ويقول: [ولكنّ حمزة لا بواكي له، ولكنّ حمزة لا بواكي له]، فطَفِقْن نساءُ الأنصار يقلن: نحن نبكيه ونندبه يا رسول الله، نحن نبكيه ونندبه يا رسول الله، فنهاهن عن ذلك وأبى النياحة.
وبعد غزوة مؤته تلك المعركة التي حدّد -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من الصحابة قادة ثم قال: «إن أصيب زيدٌ فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحه على الناس». نقل الرسول -صلى الله عليه وسلم- المعركة على الهواء و نعاهم لأصحابه بالمدينة في نفس اللحظة، فقال: «أخذ الراية زيد فأُصيب، ثم أخذ جعفر فأُصيب، ثم أخذ عبد الله بن رواحة فأُصيب ـ وعيناه تذرفان ـ، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم».
رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- ودخل على زوجة جعفر أسماء بنت عميس فقال لها ائتني ببني جعفر فلما جاءت بهم أخذهم النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبلهم وهو يبكي ويقول: «أتخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة» ؟! [ (أحمد في المسند، ح (1750)، وأبو داود مختصراً، ح (4192)، وصححه الألباني، تلخيص الجنائز، ص 73. وفي الحكمة من حلق رؤوسهم قال العظيم آبادي: لما رأى من اشتغال أمهم أسماء بنت عميس عن ترجيل شعورهم بما أصابها من قتل زوجها في سبيل الله فأشفق عليهم من الوسخ والقمل عون المعبود 11/ 164)..
كيف لا يفعل ذلك وهو الذي أوصانا بصلة الرحم وأوصانا بكفالة الأيتام وقال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. (رواه البخاري في صحيحه (6005) كتاب الأدب).
ومن مواقف بكاؤه -صلى الله عليه وسلم- يوم صعد بلال واستوى على الكعبة يوم فتح مكة ليخاطب الدنيا بشهادة الحق إلى يوم الدين، فلما أذّن بكى الناس، ومن الذي يرى هذا المشهد، ويرى هذه الصورة، ويسمع هذا الصوت، ويعيش هذه التفاصيل، ثم لا يبكي، شيء عجيب يوم الفتح الأكبر، الفاتح رسول الله عليه الصلاة والسلام، الدين الإسلام، المؤذن بلال، من بلال؟ المولى الأسود، وأين يؤذن؟ على سطح الكعبة المشرفة، وكان صوته جميلاً ندياً، يشجي القلوب، وتطرب له الآذان.
وبكى رسول الله عليه الصلاة والسلام، سالت دموعه، لأنه تذكر المعاناة، تذكر الأيام العصيبة التي عاشتها هذه الطائفة المؤمنة، وتذكر فضل الله عليه وإنعامه بهذا النصر المبين، لقد انتصر محمد -صلى الله عليه وسلم-، وها هو مولاه وحبيبه الذي كان مطارداً معذباً مهاناً، أصبح المؤذن الأول في التاريخ، وها هو صوت بلال يجلجل في هضبات مكة وأوديتها، يزلزل الدنيا بلا إله إلا الله.
أما البكاء عند فراق الأوطان فيوم خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- يبحث عن من يحمي هذا الدين، ويبلغ هذا الدين فخرج إلى الطائف على قدميه الشريفتين أكثر من 90 كيلو متر لا يركب دابة، ولما وصل إلى الطائف كان الجواب كما تعرفون الاستهزاء الضرب بالحجارة حتى أدموا قدمه الشريفتين -صلى الله عليه وسلم- وهو من هو سيد الأولين والآخرين.
فينصرف حزيناً، باكياً فيأتي ظلّ شجرة، فيجلس، ثم يقول: «اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة؛ أن ينزل بي غضبك، أو يحلّ بي سخطك، لك العُتبى حتى ترضى ولا قوة إلا بالله» (قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 38) رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات).
وعندما جاء الإذن بالهجرة إلى المدينة، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- سيترك الوطن ومسقط الرأس يترك المكان الذي تعبد الله فيه يترك المكان الذي تربى فيه والأهل والديار ويخرج وهو ينظر إلى مكة وهو يبكي ويقول: «والله، إنّكِ لأحَبّ البقاعِ إلى الله وأحبّ البقاع إليَّ، ولولا أني أُخرِجتُ منك ما خَرَجتُ» [مسند أحمد (4/ 305)، سنن الترمذي: كتاب المناقب (3925)، سنن النسائي الكبرى (4252، 4253، ) وهو في صحيح سنن الترمذي (3082).
عباد الله: أما بكاؤه -صلى الله عليه وسلم- عند عبودية الديان فالنبي -صلى الله عليه وسلم- هو اتقى الناس وأخشى الناس لله عزوجل.
فهو القائل-صلى الله عليه وسلم-: «إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أَطَّتِ السَّمَاءُ وحُقَّ لها أن تَئِطَّ، ما فيها موضع أربع أصابعَ إلا وفيها ملك واضع جَبْهَتَهُ ساجدًا لله» (سنن الترمذي كتاب الزهد (2312)، ومسند الإمام أحمد (5/ 173)، وأخرجه أيضا ابن ماجه في الزهد، باب: الحزن والبكاء (4190). من حديث أبي ذر -رضي الله عنه-).
كيف لا يبكي -صلى الله عليه وسلم- بين يدي ربه وهو القائل: «سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: منهم رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه» (متفق عليه). كيف لا يبكي هو القائل: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله» (رواه مسلم رقم (2566) في البر والصلة، باب في فضل الحب في الله، والموطأ (2/ 952) في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله).
كيف لا يبكي -صلى الله عليه وسلم- وهو القائل: «لا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ» (رواه الترمذي ح (1633)، والنسائي ح (3108)، وأحمد (10182).
أخي الحبيب: متى آخر مرة بكيت من خشية الله؟
متى نبكي على تفريطنا وتقصيرنا في حق الله قبل أن نبكي الدم يوم القيامة؟
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرأ سورة الفرائض فقرأ النساء حتى إذا بلغ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، فقال له بيده أمسك أمسك، قال فبكى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأكثر البكاء وامسك ثم قال: «أعد» فقرأها من أولها حتى إذا بلغ هذه الآية بكى أيضاً وامسك عبدالله حتى فعل ثلاث مرات.
وعن عبيد بن عمير -رحمه الله-: أنه قال لعائشة – رضي الله عنها -: أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فسكتت ثم قالت: لما كانت ليلة من الليالي.
قال: «يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي»
قلت: والله إني أحب قُربك، وأحب ما يسرك.
قالت: فقام فتطهر -صلى الله عليه وسلم-، ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي، حتى بل حِجرهُ.
قالت: وكان جالساً فلم يزل يبكي -صلى الله عليه وسلم- حتى بل لحيته!
قالت: ثم بكى حتى بل الأرض! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: « أفلا أكون عبداً شكورا؟! لقد أنزلت علي الليلة آية، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها» ! {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190] الآيات [رواه ابن حبان ( 2 / 386 ) وغيره، وصححه الشيخ الألباني]
وفي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ قول الله عز وجل عن إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36]، ثم تلا قوله تعالى عن عيسى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، ثم بكى -صلى الله عليه وسلم-، فأرسل الله إليه جبريل، وقال له: سله ما يبكيك؟ والله أعلم بما يبكيه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «أمتي أمتي» -يبكي على أمته- فقال الله عز وجل: «يا جبريل! اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك» ؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله. فأخبره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما قال. وهو أعلم. فقال الله: «يا جبريل! اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك» [ (رواه مسلم (3/ 78) الإيمان: باب بشارة الأمة).
عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: بينما نحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ بَصُرَ بجماعة، فقال: «على ما اجتمع هؤلاء» ؟ قيل: على قبر يحفرونه، ففزع رسول الله، فبدر بين يدي أصحابه مسرعًا حتى انتهى إلى القبر، فجثا عليه، قال: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع، فبكى حتى بل الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا فقال: «أي إخواني، لمثل هذا اليوم فأعدوا» (رواه أحمد وابن ماجه عن البراء وهو حديث حسن).
.. هذا وصلوا – عباد الله: – على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين…
____________________________________________________
الكاتب: د. أمير بن محمد المدري
Source link