منذ حوالي ساعة
إلى كل داعية مسلم: جاءت هذه الآية الكريمة موضحةً من هو الداعية المسلم!
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ} [فصلت – 33]
إلى كل داعية مسلم: جاءت هذه الآية الكريمة موضحةً من هو الداعية المسلم!
جاءت هذه الآية ترسم صورة الداعية إلى الله، ووصف روحه ولفظه، وحديثه وأدبه. وكل داعية من أمة الإسلام. فهذا هو منهج الداعية المسلم كما حدده الله له.
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 33 – 36].
إن الدعوة إلى الله هي أحسن عمل يقوم به الإنسان على الأرض، وهي من العمل الطيب الذي يصعد إلى السماء.
ولكن واقع الدعوة الآن قد اتخذها كثير من الناس تجارة مادية يتربحون منها الكثير من الأموال، وقد امتهنها الكثير من الذين يدعون أنهم دعاة للدين رغم أنهم لا يمتلكون إلا أسلوب الكلام والخطابة والبراعة في جذب الناس إليهم بمخاطبة العواطف والمشاعر والغرائز.
وقد زاد هذا الأمر انتشارًا مع تقدم وسائل النشر وإغراءاتها بالصوت والصورة والحركة. وتزداد خطورة هؤلاء بإثارة المذاهب والطوائف والفرق والمسميات التي قال عنها ربنا – سبحانه -: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ} [النجم: 23].
إن النهوض بواجب الدعوة إلى الله تعالى، في مواجهة إلتواءات النفس البشرية، وجهلها، واعتزازها بما ألفت، وحرصها على شهواتها وعلى مصالحها، وعلى مركزها الذي قد تهدده الدعوة إلى الله.
إن النهوض بواجب الدعوة في مواجهة هذه الظروف أمر شاق، لكنه شأن عظيم: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
وهنا لا بد أن ندقق النظر إلى أمر غاية في الأهمية، وهو قول الله: {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}؛ فإن واقع أكثر الدعاة الآن يناقض هذا الأمر… فبعضهم قرآني، وبعضهم صوفي، وشيعي، وعلوي، وأشعري… أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وكأنه يتبرأ من الإسلام ويدعو إلى غير دين الله، رغم تأكيد الله على أن ينتسب الداعية المسلم للإسلام وحده، فيقول: إنني من المسلمين..
ولو عدنا إلى القرآن لوجدنا أن كل الرسل نسبوا أنفسهم للإسلام وحده دون ما عداه من أسماء ما أنزل الله بها من سلطان.
لكن للأسف واقع معظم المتاجرين بالدين على هذا الحال… يثيرون الشقاق والفتن بين المسلمين، ولم يعد خافيًا على أحدٍ أن اليهود من وراء كل هؤلاء، يعدونهم لهذا الدور؛ لنشر المذهبية والطائفية والشرك والإلحاد في صفوف المسلمين، والجامعة الإسلامية بتل أبيب (؟!) أكبر مثال للتأكد من ذلك.
وقد حذرنا الله من ذلك في القران الكريم في قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: 109]، وقال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ ٱسْتَطَٰعُواْ ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ} [البقرة – 217].
______________________________________________________
الكاتب: أ. د. فؤاد محمد موسى
Source link