منذ حوالي ساعة
أيها الآباء، علِّموا أولادكم أن يختاروا من الأصحاب، مَن يتحلى بالأخلاق الحسنة، ومن يكون بارًّا بوالديه، ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن يتقي الله ويخافه
الصاحب هو شخص تربطك به علاقة ودية أو اجتماعية، وقد تتطور إلى علاقة وثيقة يسودها الثقة والتفاهم والاحترام، وهو شخص تشعر معه بالارتباط العاطفي والتعاطف معه، يدعمك ويقف بجانبك في الصِّعاب، والصاحب يكون عادة موجودًا في حياتك وتُمضي أوقاتك معه، يشاركك أفراحك وأحزانك، وتفتح معه عن أسرارك، وقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار الصاحب الصالح؛ فقال: «لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ»؛ (رواه أبو داود)، وقال صلى الله عليه وسلم: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل»؛ (أخرجه الترمذي).
أيها الآباء، إن من طبيعة الأولاد الميلَ إلى تكوين علاقات وجماعات صغيرة، وإلى إبراز شخصيتهم مثل حب السيطرة والسخرية، والمنافسة وحب المساعدة؛ ولذا علينا كآباء أن نساعد أبناءنا وبناتنا في اختيار الصحبة الصالحة؛ حتى يحققوا الفوائد الآتية:
• الصحبة كالبيئة، إما أن تكون نظيفة أو ملوَّثة؛ فمن عاش في بيئة ملوثة، زادت عنده الأمراض والأوبئة الْمُهْلِكة.
• الإعانة على الطاعة؛ فالصديق الصالح يذكِّرك ويشجِّعك دومًا بأعمال الخير والبر، فتَقْوى عزيمتك على مجاراته.
• الحصول على بركة الصالحين؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إنما مَثَلُ الجليس الصالح، وجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير، إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثةً»؛ (صحيح الجامع).
• الصحبة مرآة النفس، فالصاحب الصالح يكشف لك محاسن ومساوئ نفسك؛ قال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن مرآةُ المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكُفُّ عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه»؛ (رواه أبو داود).
• التنافس على الأعمال الصالحة؛ لأن التنافس مع الصالحين يخلو من الحسد والضغينة والغَيرة؛ لأنه يقتدي بهم، وهم حريصون على توجيهه وهدايته.
• الثبات على الدين، والإكثار من الجلوس مع الصالحين وسيلة مهمة من وسائل الثبات على الدين، وفي مواجهة الفتن والمغريات.
• تهذيب السلوك؛ فالصاحب الصالح يتحلى بالأخلاق الحسنة والصفات الحميدة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»؛ (رواد أبو داود).
• محبة الله تعالى؛ قال تعالى في الحديث القدسي: «وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، وللمتجالسين فيَّ، وللمتزاورين فيَّ»؛ (رواه أبو داود).
أيها الآباء، علِّموا أولادكم أن يختاروا من الأصحاب، مَن يتحلى بالأخلاق الحسنة، ومن يكون بارًّا بوالديه، ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن يتقي الله ويخافه، ومن يُحسن إلى عباده، ومن يساعد الناس، ومن يكون صدره سليمًا تجاه الآخرين، ومن يضبط نفسه عند الغضب.
أسأل الله العظيم أن يصلح أولادنا، وأن ينبتهم نباتًا حسنًا، وأن يُطهِّر قلوبهم من الشهوات والشُّبهات، وأن يحفظهم من كل شر وفتنة، وصلى الله على سيدنا محمد.
______________________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش
Source link