{ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} – إبراهيم العمري

فخم الله تعالى شأن القرآن في هذا الموضع وأظهر علو مكانته بأربعة أمور:

قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}.
 فخم الله تعالى شأن القرآن في هذا الموضع وأظهر علو مكانته بأربعة أمور:
الأمر الأول: استعمال اسم الإشارة “ذلك”، الذي يدل على بعد شأنه وعلو قدرته.
الأمر الثاني: استعمال لفظ الكتاب معرفا، فكأنه هو الكتاب الذي لا يحق لغيره من الكتب أن يوصف بهذا الوصف.
الأمر الثالث: نفي الريب والشك عنه.
 الأمر الرابع: إثبات كونه هداية للمتقيـن.

وهذه الأمور الأربعة بعضها متعلق بعلو القرآن في نفسه، فهو ذلك الكتاب العالي في قدره، وبعضها متعلق بثبوته، وأنه ثابت بلا شك ولا ريب، وبعضها متعلق بأثره، وهو أنه هداية للمتقين.

وذكر هذه الأوصاف الأربعة في أول سورة من سور القرآن له أثر بليغ في نفوس المؤمنين، فكتابهم الذي يعتمدون عليه في دينهم يتصف بمثل تلك الأوصاف الجليلة، واستحضار هذه الأوصاف يغرس في قلوب المؤمنين الفخر بمصدر دينهم، والأمان بالكتاب الذي سيتعمدون عليه في بناء عقائدهم وإيمانهم بربهم.

ومن أهم المعاني التربوية والمنهجية المتضمنة في هذا الموضع أن من أوجب ما ينبغي على الدعاة والمصلحين أن يثبّتوا مصادر الاستدلال على الحق، ويبنوا التصور الصحيح عنها، ويجلوا كل ما يمكن أن يكون قادحا في المصادر التي يعتمد عليها في الحق. 

فإن ثبوت الإيمان بمصادر الاستدلال على الحق وتحقق اليقين بها من أقوى ما يعين على تأسيس القناعة بالحق وقوة التمسك به، فهو درس بليغ جدا يقابل القارئ للقرآن في أول مواجهة له معه.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

في طريق الصلاة… وقفة مع النفس – إبراهيم حسن صالح

كنت في طريقي إلى المسجد لصلاة العشاء، لاحظت على المقهي جموع تشاهد مباراة كرة قدم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *