معلوم أن القرية إذا أطلقت يراد بها المدينة، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ} [البقرة: 58]
معلوم أن القرية إذا أطلقت يراد بها المدينة، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ} [البقرة: 58]، ويبينه قوله تعالى في قصة موسى والخضر: {{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ}} [الكهف: 77]، ثم ذكر هذه القرية بقوله: {{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ}} [الكهف: 82]
وقد وجدت أثراً يبين أن القرية قد تطلق على القرى الصغيرة التي تكون في ضواحي المدن، فعن عبادة بن نسي قال: «كان رجل بالشام يقال له: معدان، كان أبو الدرداء يقرئه القرآن، ففقده أبو الدرداء، فلقيه يوما وهو بدابق، فقال له أبو الدرداء: يا معدان ما فعل القرآن الذي كان معك؟ كيف أنت والقرآن اليوم؟ قال: قد علم الله منه فأحسن، قال: يا معدان، أفي مدينة تسكن اليوم أو في قرية؟ قال: لا، بل في قرية قريبة من المدينة، قال: مهلا، ويحك يا معدان، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من خمسة أهل أبيات لا يؤذن فيهم بالصلاة، وتقام فيهم الصلوات إلا استحوذ عليهم الشيطان، وإن الذئب يأخذ الشاذة)) فعليك بالمدائن، ويحك يا معدان» . «رواه أحمد في مسنده (27513) وحسنه الأرناؤوط».
والمدينة المذكورة في هذا الحديث هي حمص، فقد روى النسائي (847) هذا الحديث من طريق السائب بن حبيش الكلاعي عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: قال لي أبو الدرداء: أين مسكنك؟ قلت: في قرية دوين حمص، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة؛ فإنما يأكل الذئب القاصية» )) قال السائب: يعني بالجماعة الجماعة في الصلاة. [ورواه أيضا أبو داود (547) وابن خزيمة في صحيحه (1486) وحسنه الألباني] .
Source link