المقاطع القصيرة – طريق الإسلام

إن المرء إذا داوم على أكل الطعام الرديء، وركن إلى المأكولات السريعة، خمدت قوّته، وكلَّ ذهنه، وتراخى جسده، حتى صار كالآلة المعطوبة، لا تنتفع بها ولا تنتفع هي بنفسها.

وكذلك شأن العقل، إذا غذاه صاحبه بالمقاطع القصيرة والسريعة ( ريلز – تيك توك – تغريدات)  وأطعمه من الأفكار السقيمة، وأشغله باللغط والقيل والقال، أورثه ذلك همًّا في القلب، وقلقًا في النفس، واكتئابًا لا دواء له.

وإنّ الناس لجهلهم ليطلبون العافية والسكينة بهوس في ما يجب عليهم فعله ليصبحوا أفضل وأصح، ويغفلون عن درء ما يضرّ.

وما علموا أنّ السلامة في الترك أوفى منها في الجمع، وأنّ الحكمة كلّها في أن يعرف المرء ما ينبغي له أن يعرض عنه، كما يعرف ما ينبغي له أن يُقبل عليه.

فالعقل الرشيد هو الذي يعرف مواضع الزلل، فيكفّ عنها، ويميز بين الغثّ والسمين، فلا يقرأ إلا ما زكّى الفكر، ولا يخوض إلا في حديث يُثمر، ولا يلعب إلا ما زاد في الفطنة، لا ما جرّه إلى السخف والفتنة.