صحة الفكر – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

فليس الفكر السليم هو ذاك الذي لا يضطرب، بل الذي يهتدي في اضطرابه، ويعرف كيف يعود إلى نفسه إذا ضلّ الوجهة، وأضاع السبيل.

إلى الذي سألني يومًا: ما معنى أن يكون الفكر صحيحًا؟

كتبت إليك، لا لأنني أعلم أكثر مما تعلم، بل لأني جرّبتُ كثيرًا من الأشياء التي كنتُ أظنّها صحيحةً، فإذا هي عليلة، وركضتُ خلف ما حسبتُه راحةً، فإذا هو تعبٌ مستتر.

صحة الفكر، يا صاحبي، ليست أن تمضي يومك ضاحكًا لا همّ لك، ولا أن تنام ليلك قرير العين، لا يشغلك شاغل.
بل هي أن تستيقظ من نومك وفي قلبك قصد، وفي فكرك غاية، وفي روحك شوق إلى غدٍ تختاره أنت، لا يُفرض عليك.

هي أن تُدرك ما تريد، لأنك اخترت، لا لأنّ غيرك اختار عنك، وأن تزرع في عقلك فكرةً طيبة، تُثمر مع السنين وعيًا، وسكينة، وثباتًا.

وأن تتعلّم – مع الأيام – كيف تُعرض عن ما لا يزيدك إلا ضياعًا، وتعرف كيف تصون وقتك عن العبث، وتُقبِل على ما يقيمك، لا ما يُفنيك.

فليس الفكر السليم هو ذاك الذي لا يضطرب، بل الذي يهتدي في اضطرابه، ويعرف كيف يعود إلى نفسه إذا ضلّ الوجهة، وأضاع السبيل.

يا صديقي، إن أعظم ما يُرزق به المرء: عقلٌ لا يبتذله، وقلبٌ لا يخونه، وسعيٌ لا يخذله.
ومن عرف كيف يقود تفكيره، عرف الطريق إلى كلّ شيء.

 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

ذكر سيد الاستغفار بالصبح والمساء – مهران ماهر عثمان

سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *