لا ينبغي للمتصدر للوعظ و الدرس الشرعي أن يشغل المبتدئين بمقالات المبتدعة و الرد عليه ،و إلا يكون قد خرج عن المقصود.
لا ينبغي للمتصدر للوعظ و الدرس الشرعي أن يشغل المبتدئين بمقالات المبتدعة و الرد عليه ،و إلا يكون قد خرج عن المقصود.
فتلك الطريقة لها آفتان:
●الأولى: أنها تُقسِّي قلب الطالب و الذي قد أودعه بين يدي شيخه أمانةً ليُزيل عنه تلك القسوة.
●الثانية: ربما استقر الكلام البِدعيُّ في قلب الطالب و زينه له الشيطان و لم يقنِّعه بالرد عليه، فيهلك.
● ولله در الإمام الفذ أبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى، فإنه لما اختصر كتاب إحياء علوم الدين للإمام للغزَّالي رحمه الله تعالى و نقحه و خلصه مما فيه من الشطحات و الآثار الواهيات في كتابه (منهاج القاصدين)، صنف كتابا آخر مستقلا سماه (إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء) ثم ضرب صفحا عن تلك الأغلاط في مختصره للإحياء، و ذكر علة ذلك في مقدمته له فقال:
و إنما لم نذكر أغلاطَه ها هنا (١) لئلا يتكدر قلبٌ قد شرعنا في تصفيته،(٢) أو يتأذى بالتخليطِ سقيمٌ قد رأينا أولَ عافيته. (انتهى كلامه رحمه الله تعالى)
● فأنت ترى -أيها المتصدر للدعوة و الوعظ- أن المانعَ للإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى من ذكر أغلاط الإحياء في كتابه (منهاج القاصدين) العلتان المذكورتان آنفا.
______________________________________________
الكاتب: أمجد سمير
Source link