مع حديث: بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ – أبو الهيثم محمد درويش

منذ حوالي ساعة

«بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ »

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

عن ظلمة يوم القيامة  قال ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهايةثُمَّ يَنْتَهِي النَّاسُ بَعْدَ مُفَارَقَتِهِمْ مَكَانَ الْمَوْقِفِ إِلَى الظُّلْمَةِ الَّتِي دُونَ الصِّرَاطِ -وَهُوَ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ- كَمَا تَقَدَّمَ عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ؟ فَقَالَ: “هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ”. انتهى.

بالله عليك وسط هذه الظلمة وهذه الكربات ألا تريد أن تلتمس من الآن مصباحاً؟؟؟؟

قال صلى الله عليه وسلم:

«بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ »

[الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود]

الشرح من موسوعة الحديث (الدرر السنية) :

صَلاةُ الجَماعةِ لها فَضلٌ كَبيرٌ، وخاصَّةً الصَّلَواتِ التي يَتَكاسلُ عنها النَّاسُ في اللَّيلِ، كما يُبيِّنُ هذا الحَديثُ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “بَشِّرِ المشَّائينَ” والخِطابُ لِكُلِّ مَن يَتَولَّى لِتَبليغِ الدِّينِ ويَصلُحُ له، والبِشارةُ: الإخْبارُ بما يُظهِرُ سُرورَ المُخبَرِ به، والمشَّاؤونَ جَمعُ المشَّاءِ، وهمُ الَّذينَ يُكثِرونَ المَشْيَ والسَّعْيَ، “في الظُّلَمِ إلى المَساجِدِ” سواءً في أوَّلِ اللَّيلِ لِصَلاةِ العِشاءِ أو في آخِرِهِ لِصَلاةِ الفَجْرِ في جَماعةٍ، فبشَّرَهم النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم “بالنُّورِ التَّامِّ يَومَ القيامةِ” حيث يكونُ جزاؤُهُ يَومَ القيامةِ نورًا دائِمًا حيث يموجُ النَّاسُ في الظُّلُماتِ.
قيل: وفي وَصفِ النُّورِ بالتَّامِّ، وتَقْييدِهِ بيَومِ القِيامةِ: تَلْميحٌ إلى وَجهِ المُؤمِنِ يومَ القِيامةِ في قَولِهِ تَعالى: {{نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}}  [التحريم: 8] ، وإلى وَجهِ المُنافِقينَ في قَولِهِ تَعالى: {{انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}}  [الحديد: 13] .
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضلِ صَلاةِ العِشاءِ والفَجْرِ في الجَماعاتِ.
وفيه: بيانُ فَضلِ المشيِ إلى الصَّلاةِ، سواءٌ كان المشيُ طويلًا أو قصيرًا.
وفيه: حثٌّ وتَحْضيضٌ على كَثْرةِ السَّعْيِ إلى المَساجِدِ في ظُلُماتِ اللَّيالي .أ هـ.

إذن والحل الآن بإذن الله بين أيدينا وباختيارنا : هيا بنا نسلك طريق الله كما ينبغي ونلتمس النور في طريقنا إلى الله بالمحافظة على أوامر الله واجتناب مناهيه وبداية الطريق في صلاة الجماعة والرفقة الصالحة وهم أهل المساجد.

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية – أبو الهيثم محمد درويش

منذ حوالي ساعة منصات التعلم الإلكترونية من أهم أدوات التعليم الإلكتروني الحديثة، وقد أسهمت تلك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *