معركة الإسلام – أحمد بن يوسف السيد

إن ميادين التدافع والصراع بين الحق والباطل لم تعد اليوم مقتصرة على ميدان واحد أو صورة واحدة؛ فمساحة المعركة ممتدة وواسعة ومتنوعة، ولا خيار للمسلم اليوم في موقفه تجاهها؛ فقد وُضع سائر المسلمين في وسط المعركة سواء اختاروا خوضها أم جبنوا عنها

إن ميادين التدافع والصراع بين الحق والباطل لم تعد اليوم مقتصرة على ميدان واحد أو صورة واحدة؛ فمساحة المعركة ممتدة وواسعة ومتنوعة، ولا خيار للمسلم اليوم في موقفه تجاهها؛ فقد وُضع سائر المسلمين في وسط المعركة سواء اختاروا خوضها أم جبنوا عنها، هكذا أراد الأعداء من الخارج والداخل الذين جعلوا الإسلام وأصوله وأرضه وتاريخه وتراثه ورموزه وأنصاره في وجه نيرانهم المستعرة منذ 100 سنة، وازداد استعارها ولهيبها في العامين الأخيرين منذ بداية أحداث غزة وطغيان الكيان الصهيوني وعربدته في كل الأقطار المحيطة به ومسارعة المنافقين في خدمته ومحاربة أعدائه؛ مما يزيد من الواجب ويؤكّد المسؤولية ويحتّم البذل والتضحية.

ولا شيء يثير العجب والغرابة اليوم كحال كثير من المسلمين الذين يخوضون معاركهم الحياتية الشخصية بعيدا عن معركة الإسلام العامة التي تحيط بهم وتستعر من حولهم وكأنهم لا يرونها.

وقد يقول قائل: هذه شعارات عفا عليها الزمن فنحن في زمن الدول الحديثة والسياقات الوطنية والمنظومات الدولية فما وجه قولك: “معركة الإسلام”؟
وهذا السؤال لا يحتاج إلى كبير جواب معرفي وواقعي وتاريخي؛ لأن شواهد كل ذلك مبثوثة كثيرة محيطة متجددة يوميا؛ 
بل يحتاج إلى إيقاظ للقلب وإحياء للعزة والكرامة التي يؤدي فقدانها إلى تيه الفكر والعقل.

إن إعادة مفاهيم العزة والكرامة والتضحية في سبيل الله وإيثار الآخرة على الدنيا، وتعزيز مفاهيم الولاء والبراء على نصرة الإسلام لمن أهم ما ينبغي تحقيقه في النفوس والقلوب والعقول بكل قوة وصدق وأمانة،
وإن اختيار سبيل نصرة الإسلام وأهله لم يعد باباً مستحباً فحسب؛ بل بات فرضاً واجباً وأمراً مؤكداً بحسب استطاعة كل إنسان وقدرته.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القادر, القدير, المقتدر) – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

من أسماء الله الحسنى: القادر, القدير, المقتدر. وللسلف رحمهم الله أقوال في معاني هذه الاسماء, …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *