منذ حوالي ساعة
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن الحال كما ذكرت، و كانت المرأة مطاوعة له فهذا ذنب قبيح وفيه ظلم للآخر؛ لأنه بموافقته أعان الآخر على مضرة نفسه، خصوصًا إن كان أحدهما هو الذي دعا الآخر إلى الفجور؛ فيكون قد سعى في ظلمه وإضراره، ولكن كل من الرجل والمرأة قد نال غرضه الذي هو من جنس غرض الآخر، فيسقط هذا بهذا ويبقى حق الله عليهما موجبًا للتوبة النصوح.
أمَّا حقيقيّة الزنا: فهو تغْيِيب الحشَفة – رأْس الذَّكَر – في فرْج المرأة، وهذا هو ما وردة فيه من القوارع التى تتصدع لها القلوب، وترجف لها الأفئدة، وهو موجب للحدَّ الشَّرعي.
أمَّا ما يحصل بين الرجل المرأة من المباشرة والضم والتقبيل والمفاخذة غيرها، فهو من الزِّنا المجازي وليس من الزنا الحقيق الموجب للحد؛ ففي الحديث متَّفق عليْه عن أبي هُريْرة عن النَّبيّ – صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((كُتِبَ على ابْنِ آدم نصيبُه من الزِّنا، مُدرِكٌ ذلك لا محالة، فالعَيْنان زِناهُما النَّظر، والأُذُنان زناهُما الاستِماع، واللِّسان زناه الكلام، واليد زِناها البطْش، والرِّجْل زِنَاها الخُطَى، والقلب يَهوَى ويَتَمنَّى، ويُصَدِّق ذلك الفَرج ويُكَذِّبُهُ)).
قال النَّووي – رحِمه الله تعالى – في “شرح مسلم”: “إنَّ ابن آدم قدِّر عليْه نصيبُه من الزنا، فمِنْهم مَن يكون زناه حقيقيًّا، بإدْخال الفرْجِ في الفرْج الحرام، ومنهم من يكون زِناه مجازًا، بالنَّظر إلى الحرام، أو الاستِماع إلى الزِّنا وما يتعلَّق بتحصيلِه، أو بالمسِّ باليد، بأن يمسَّ أجنبيَّة بيدِه أو بتقْبِيلِها، أو بالمشْي بالرِّجْل إلى الزِّنا، أو النَّظر، أو اللَّمس، أو الحديث الحرام مع أجنبيَّة، ونحو ذلك، أو بالفِكْر بالقلب، فكل هذه أنْواع من الزِّنا المجازي”. اهـ.
عن عبد الله بن مسعود، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، إني أخذت امرأة في البستان، ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها، قبلتها ولزمتها، ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئت، فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فذهب الرجل، فقال عمر: لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه. قال فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، فقال: “ردوه عليّ”، فردوه عليه، فقرأ عليه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].
إذا علم هذا، فالواجب على من وقع في تلك الأفعال المسارعة بالتوبة؛ فالعبد إذا أذْنَبَ ثمَّ ندم وتاب توبةً نصوحًا، فإنَّ الله يتوب عليْه، مهْما بلغ ذنبُه، وهذا من سَعَة رحْمة الله بعبادِه؛ قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزَّمر: 53]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 67 – 70]، وقال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
وعن أنس بن مالك – رضِي الله عنْه – قال: سَمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليْه وسلَّم – يقول: ((قال الله – تعالى -: يا ابن آدَم، إنَّك ما دعوْتني ورَجَوْتني، غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابنَ آدم، لو بلغت ذُنُوبُك عنان السَّماء ثمَّ استغفرْتني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنَّك لو أتيتَنِي بِقُراب الأرْض خطايا، ثُمَّ لقِيتَني لا تشرك بي شيئًا، لأتَيتُك بقُرابها مغفرة))؛ رواه التِّرْمذي، وصحَّحه الألباني،، والله أعلم.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن الحال كما ذكرت، و كانت المرأة مطاوعة له فهذا ذنب قبيح وفيه ظلم للآخر؛ لأنه بموافقته أعان الآخر على مضرة نفسه، خصوصًا إن كان أحدهما هو الذي دعا الآخر إلى الفجور؛ فيكون قد سعى في ظلمه وإضراره، ولكن كل من الرجل والمرأة قد نال غرضه الذي هو من جنس غرض الآخر، فيسقط هذا بهذا ويبقى حق الله عليهما موجبًا للتوبة النصوح.
أمَّا حقيقيّة الزنا: فهو تغْيِيب الحشَفة – رأْس الذَّكَر – في فرْج المرأة، وهذا هو ما وردة فيه من القوارع التى تتصدع لها القلوب، وترجف لها الأفئدة، وهو موجب للحدَّ الشَّرعي.
أمَّا ما يحصل بين الرجل المرأة من المباشرة والضم والتقبيل والمفاخذة غيرها، فهو من الزِّنا المجازي وليس من الزنا الحقيق الموجب للحد؛ ففي الحديث متَّفق عليْه عن أبي هُريْرة عن النَّبيّ – صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((كُتِبَ على ابْنِ آدم نصيبُه من الزِّنا، مُدرِكٌ ذلك لا محالة، فالعَيْنان زِناهُما النَّظر، والأُذُنان زناهُما الاستِماع، واللِّسان زناه الكلام، واليد زِناها البطْش، والرِّجْل زِنَاها الخُطَى، والقلب يَهوَى ويَتَمنَّى، ويُصَدِّق ذلك الفَرج ويُكَذِّبُهُ)).
قال النَّووي – رحِمه الله تعالى – في “شرح مسلم”: “إنَّ ابن آدم قدِّر عليْه نصيبُه من الزنا، فمِنْهم مَن يكون زناه حقيقيًّا، بإدْخال الفرْجِ في الفرْج الحرام، ومنهم من يكون زِناه مجازًا، بالنَّظر إلى الحرام، أو الاستِماع إلى الزِّنا وما يتعلَّق بتحصيلِه، أو بالمسِّ باليد، بأن يمسَّ أجنبيَّة بيدِه أو بتقْبِيلِها، أو بالمشْي بالرِّجْل إلى الزِّنا، أو النَّظر، أو اللَّمس، أو الحديث الحرام مع أجنبيَّة، ونحو ذلك، أو بالفِكْر بالقلب، فكل هذه أنْواع من الزِّنا المجازي”. اهـ.
عن عبد الله بن مسعود، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، إني أخذت امرأة في البستان، ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها، قبلتها ولزمتها، ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئت، فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فذهب الرجل، فقال عمر: لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه. قال فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، فقال: “ردوه عليّ”، فردوه عليه، فقرأ عليه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].
إذا علم هذا، فالواجب على من وقع في تلك الأفعال المسارعة بالتوبة؛ فالعبد إذا أذْنَبَ ثمَّ ندم وتاب توبةً نصوحًا، فإنَّ الله يتوب عليْه، مهْما بلغ ذنبُه، وهذا من سَعَة رحْمة الله بعبادِه؛ قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزَّمر: 53]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 67 – 70]، وقال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
وعن أنس بن مالك – رضِي الله عنْه – قال: سَمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليْه وسلَّم – يقول: ((قال الله – تعالى -: يا ابن آدَم، إنَّك ما دعوْتني ورَجَوْتني، غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابنَ آدم، لو بلغت ذُنُوبُك عنان السَّماء ثمَّ استغفرْتني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنَّك لو أتيتَنِي بِقُراب الأرْض خطايا، ثُمَّ لقِيتَني لا تشرك بي شيئًا، لأتَيتُك بقُرابها مغفرة))؛ رواه التِّرْمذي، وصحَّحه الألباني،، والله أعلم.
Source link