منذ حوالي ساعة
“فمنهج صحابة رسول الله ومن سار على هديهم هو أكمل المناهج، والشرف كل الشرف في الاجتهاد في تحقيقه وتتبعه، لا في مناهضته ومجافاته”
من أعظم ما يجب أن يُربّى عليه الناشئة في هذا الزمن؛ تعظيم الصحابة الكرام رضي الله عنهم وبيان عظيم مكانتهم وحقهم.
وحب الصحابة وتعظيمهم والسير على هديهم من الأعمال العظيمة، وسبب من أسباب الاهتداء والبركة، لأنهم النقلة الذين اصطفاهم الله من بين العالمين لنقل الدين والشريعة لمن بعدهم.
وما أصدق الأديب الرافعـي حين قال:
” لقد كان للكرة الأرضية ثلاث دورات، واحدة حول الشمس، وثانية حول نفسها، وثالثة حول أصحاب النبي ﷺ “.
فهم أزهار الإنسانية ومنبع النور ونجوم الاهتداء.
ولذا كان الطعن فيهم طعناً في الدين ولاريب.
ومما هو مشاهد أنه ما وقع أحد فيهم بلمز أو طعن أو انتقاص إلا وكانت عاقبة أمره خسرًا، فسنة الله ظاهرة في الانتصار لهم والذب عنهم، وتأمّل من كان ديدنه الطعن فيهم والإزراء بهم أو بفهمهم ستجد أنه يتخبط في الضلال وقسوة القلب والانسلاخ من الدين، وقد رأيت بعضًا ممن تشرب أفكار الذين يحملون راية الطعن في عدالة الصحابة واتهامهم بالسوء كيف انقلبت أحوالهم جذريًا، وأصبحوا في حالة يُرثى لها من ناحية الدين والإيمان، وكيف صاروا معظمين لزبالات أفهام الفلاسفة والملاحدة، كانوا كمن ترك النبع الصافي العذب، وأخذ يرتشف من المستنقعات الآسنة، ولا عجب! فقد قال الله: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين}.
” فمنهج صحابة رسول الله ومن سار على هديهم هو أكمل المناهج، والشرف كل الشرف في الاجتهاد في تحقيقه وتتبعه، لا في مناهضته ومجافاته”
ومن الكتب الجميلة التي زرعت حب الصحابة في قلوبنا ونحن صغار، وبيّنت لنا عظيم حقهم وجهادهم، وصور من تضحياتهم، هذا الكتاب المبارك: (مع الرعيل الأول) لمحب الدين الخطيب رحمه الله الذي كتبه بروحه قبل قلمه، وبدموعه قبل مداد حبره ..
رجوتك أن تقرأ هذا الكتاب، وتتدارسه مع من حولك من الأسرة والطلاب، تعمقوا في معانيه، وقفوا مع عجائبه التي سطرها بين دفتيه ..
فلا تعلم حجم الإضافة الإيمانية والتربوية التي ستغرسها في نفسك أولًا وفيهم ثانيًا.
__________________________________________
الكاتب: قناة طلال الحسّان
Source link