إشارات القرآن الكريم إلى أحداث المستقبل

منذ حوالي ساعة

إشارات القرآن الكريم إلى أحداث المستقبل (ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)

 

يقول تعالى مخاطبا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم:  {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}  [ النحل: 89]وكلمة (كل شيء) تجمع كل ما يخطر على بالك، لكننا سنحاول التركيز على جانب واحد فقط في مقالاتنا التالية وهو علامات الساعة والأحداث المهمة في آخر الزمان.
قال الشوكاني في تفسير الآية: “ومثل هذه الآية قوله سبحانه: (
{ما فرّطنا في الكتاب من شيء} ). ومعنى كونه تبيانا لكل شيء: أن فيه البيان لكثير من الأحكام، والإحالة فيما بقي منها على السّنّة، وأمرهم باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم فيما يأتي به من الأحكام وطاعته، كما في الآيات القرآنية الدالة على ذلك. وقد صحّ عنه ص أنه قال: (إني أُوتيتُ القرآن ومثله معه)”. انتهى
وسوف نقوم في هذه المقالات بالربط بين القرآن والسّنّة محاولين استشراف المستقبل من خلالهما، مع الانتباه للإشارات القرآنية. ذلك أن القرآن الكريم إذا لم ينص على الشيء أشار إليه إشارة، ولنأخذ مثالا على ذلك. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

[كان عمر رضي الله عنه يُدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لِمَ يُدخل هذا معنا، ولنا أبناء مثلُه؟ فقال عمر: إنه مَن قد علمتم. فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيتُ أنه دعاني يومئذ إلا لِيُريَهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح)؟ فقال بعضهم: أُمِرْنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرَنا وفتح علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئا. فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلتُ: لا. قال: فما تقول؟ قلتُ: هو أجَل رسول الله صلى الله عليه وسلّم أعْلمَه له قال: (إذا جاء نصر الله والفتح) وذلك علامة أجلِك (فسبّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّابا)، فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول] . [ البخاري: 4686]قال ابن عثيمين في شرحه هذا الحديث في رياض الصالحين:
“وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يفطن لمغزى الآيات الكريمة، فإن المعنى الظاهر الذي يُفهم من الكلمات والتركيبات هذا أمر قد يكون سهلا، لكن مغزى الآيات الذي أراده الله تعالى هو الذي يخفى على كثير من الناس، ويحتاج إلى فهم يؤتيه الله تعالى من يشاء”. انتهى
إذن الآيات القرآنية قد تتضمن إشارات إلى أمور كثيرة، ومنها ما يشير إلى أمور ستقع في المستقبل. وقد وجدتُ أنه بهذه الطريقة – لا من خلال النص الصريح – أشار القرآن إلى كثير من الأمور.
فأحيانا تكون الإشارة عن طريق عدد الآيات ورقم الآية وكذا عدد الكلمات وعدد الحروف، ومثال ذلك:
إشارة القرآن الكريم أن ليلة القدر هي ليلة 27 رمضان، من خلال: تكرار كلمة (ليلة القدر) ثلاث مرات في سورة القدر، ومجموع حروف ذلك 27 حرفا، بالإضافة إلى جعل عدد كلمات السورة 30 كلمة بعدد أيام الشهر، ثم جعل كلمة (هي) الكلمة رقم 27 في إشارة إلى ليلة القدر.
وهناك طريقة قرآنية أخرى للإشارة إلى أحداث المستقبل، اكتشفتُها شخصيا (وأرجو أن آخذ عليها براءة اكتشاف).
فقد كنتُ يوما أتدبر الآيات التي تناولت إفساد بني إسرائيل في صدر سورة الإسراء، محاولا الربط بينها وبين ما تفعله دولة إسرائيل اليوم، ثم انتبهتُ فجأة – بفضل الله تعالى – إلى أن سورة الإسراء تقع في النصف الأول من الجزء الخامس عشر من المصحف، ونحن وإسرائيل اليوم نعيش في النصف الأول من القرن الخامس عشر الهجري، فهل يا تُرى يوجد تقابل بين أجزاء القرآن والقرون الهجرية؟ وهل سورة الإسراء تتحدث عن جيلنا تحديدا؟
وهكذا فتح الله لي بابا لم يُفتح لأحد من قبل – ولله الحمد والمنّة -، فولَجْتُه، فقادني إلى سلسلة من المفاجآت والاكتشافات، فتكوّنت أمامي صورة لا بأس بها عن أحداث المستقبل.
وحين نفترض أن القرآن الكريم يوازي التاريخ الهجري، أي أن الجزء الخامس عشر يقابل القرن الخامس عشر للهجرة، والجزء السادس عشر يقابل القرن السادس عشر، فإن هذا يجعلنا ننتبه ونفتّش في كل جزء عن إشارات قد تدل على وقوع أحداث في القرن المقابل له. لكن هل يعني هذا أن عمر الأمة الإسلامية هو ثلاثون قرنا بعدد أجزاء المصحف؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في مقال قادم إن شاء الله.

كتبه: حسين البيضاني 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

الغنيمة المنسية ( دعاء الوالدين )

إن سرَّ صلاحِ الأبناء هو كثرةُ الدعاء لهم، والتضرع إلى الله تعالى أن يصلحهم ويوفقهم. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *