والذي يُتعب القلب، ويُثقِل الكاهل، ليس وقوع الخطأ، بل التمادي فيه، والاستئناس به كأنّه مأمنٌ لا يُسأل فيه أحد، والناس إذا أُعطوا مساحة الرحمة، بالغوا في استثمارها حتى يُوشك أن يضيع ميزان العدل.
يا صاحبي، لكلّ نفسٍ حظّها من الزلل، وسهمها من العثار، فلن تكتمل طبائع الخلق وفيهم بقايا طين، ونفَسٌ من العجز يسري في العروق سريانَ الدم، فالغلط أوّل الطريق، والتعثّر من دلالة السعي، ومن رام الكمال في ابتدائه، فقد طلب المحال.
لكن الذي يُورث الأسى، ويُقيم الحزن في القلب، أن يألف المرء عثرته، ويأنس بموطن نقصه، حتى يُصبح الخطأ له كالوطن، لا يستنكره، ولا يغترب عنه، بل يسكن إليه سُكنى المُطمئن، وكأنّ العفو دائم، والصفح ممدود بلا حساب.
والذي يُتعب القلب، ويُثقِل الكاهل، ليس وقوع الخطأ، بل التمادي فيه، والاستئناس به كأنّه مأمنٌ لا يُسأل فيه أحد، والناس إذا أُعطوا مساحة الرحمة، بالغوا في استثمارها حتى يُوشك أن يضيع ميزان العدل.
يا هذا… المجّانية فتنة!
تُنسيك حجمك، وتُغريك بالإفراط، حتى إذا امتدّ بك الرجاء في الحِلم، نسيت أن الحليم لا يغفل، وأن الكريم لا يُستدرج، ولذلك من كمال العقل أن يستحي المرء من تكرار السقوط، وإن كان مغفورًا.
Source link