شيخ السبعين عاماً الذي كسر غرور نابليون على أسوار عكة

منذ حوالي ساعة

والي عكا، رجلٌ تقدمت به السنون، لكنه كان يحمل قلب أسد، وهمة فارس، وإيمان مجاهد لا يلين. حين أرسل له نابليون رسالة متغطرسة يدعوه فيها للاستسلام، كان رد الجزار واضحاً صارماً

هناك لحظات في التاريخ لا تُقاس بالأيام أو السنوات… بل تُقاس بعظمة الرجال الذين وقفوا في وجه العواصف، وتحدّوا جحافل الجيوش، وأثبتوا أن الإيمان والكرامة أقوى من المدافع والسيوف.

في أواخر القرن الثامن عشر، كان نابليون بونابرت — القائد الفرنسي الذي لم يعرف طعم الهزيمة — يكتسح المدن والبلدان كالسيل الجارف، حتى ظن أن لا شيء سيوقفه. لكن القدر خبأ له عند أسوار مدينة عكا رجلاً سبعينياً، شيخاً مُهاباً، اسمه أحمد باشا الجزار… الرجل الذي جعل نابليون يقف ذليلاً حزيناً، ويقول كلمته المشهورة:

 “هنا تحطمت آمالي أمام أسوارك يا عكا!”

من هو أحمد باشا الجزار؟

والي عكا، رجلٌ تقدمت به السنون، لكنه كان يحمل قلب أسد، وهمة فارس، وإيمان مجاهد لا يلين. حين أرسل له نابليون رسالة متغطرسة يدعوه فيها للاستسلام، كان رد الجزار واضحاً صارماً:

 “لن أسلم لكم شبراً من هذه المدينة حتى أبلغ مرتبة الشهادة.”

بدأت المدافع الفرنسية تدك الأسوار، واستمر الحصار 64 يوماً… ومع كل يوم كان الفرنسيون يتكبدون الخسائر، بينما يقف رجال عكا — ومعهم الأسطول العثماني — صفاً واحداً، يثبتون أن الشجاعة ليست في العدد، بل في الصمود.

وعندما أيقن نابليون أن لا أمل له، أمر بفك الحصار في مايو 1799، منهزماً لأول مرة في حياته العسكرية. تلك الهزيمة لم تكن أمام الحجارة أو الأبراج… بل أمام إرادة رجل مؤمن وشعب أبيّ.

هذه القصة ليست مجرد ذكرى تاريخية… إنها رسالة لكل زمان: أن الاحتلال زائل، وأن من حملوا راية الحق لن تنكسر عزيمتهم، كما انكسر نابليون أمام أبواب عكا.

ولأحفاد نابليون من الصهاينة نقول: كما رحل أجدادكم مهزومين… سترحلون. والتاريخ سيكتب أن إرادة المؤمنين كانت وما زالت السور الذي تتحطم عنده أحلام الغزاة.

من صفحة : عظماء خدموا الإسلام 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

الجيش الصهيوني قتل 238 صحفياً فلسطينياً منذ 7 اكتوبر

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، يوم الاثنين، عن ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *