إذا أردت أن تعرف معدن الرجل… فانظر إلى أثر السلطة في قلبه.
كان أبو بكر رضي الله عنه يحلب الغنم لجيرانه، فلما بويع بالخلافة، قالت جارية: الآن لا يحلب لنا.
فسمعها وقال: “بلى، لعمري، لأحلبنها لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه.”
إذا أردت أن تعرف معدن الرجل… فانظر إلى أثر السلطة في قلبه.
فمن الناس من تبقيه المناصب على طبعه، لا تُفسده، ولا تنفخ فيه ما ليس منه.
لا يطلب مقامًا، ولا يتحوّل إذا قُدّم، ولا يرى في السلطان إلا مسؤوليةً يزيد بها تواضعه.
لم يغيّره المنصب… بل هو الذي علّم المنصب التواضع.
ثمّ تفهم:
أنّ بعض النفوس لم تفسدها السلطة… بل كشفتها.
فبانت طبائعٌ… كانت مستترة خلف العجز.
__________________________________
الكاتب: عبد العزيز رحومة
Source link