كغثاء السيل – إيمان الخولي

أمة كغثاء السيل :

 

قد يعجب البعض لما وصل به حال المسلمين من الذلة والمهانة وقد نزع الله من قلوب أعدائهم  المهابة لهم كيف وصلوا إلى ذلك والأعجب أننا نرى النصرة تأتى من غير بلاد المسلمين باسم الإنسانية وإنى لأعجب ممن يقولون كيف وصلنا إلى ذلك ؟ …….

كيف يتحقق النصر لأمة بدون عمل

وكيف يفيض الله عليها من الخيرات بدون حرث ولا زرع؟  فما قولك فى عزة دون استحقاق ولو أيد الله أحد بدون عمل فكان من الأولى أن يؤيد  النبى صلى الله عليه وسلم بدون أخذ بالأسباب لا فى رحلة الهجرة ولا فى غيرها ولا يضطره  إلى قتال ونزال وتضحيات وبذل أرواح فى سبيله

أين مسلمو اليوم من مسلمى العصور الأولى الذين كانوا يتهافتون على الشهادة فى سبيل الله وأن فارسهم ليقف فى المعركة ويكر ويقول إنى لأاشم ريح الجنة ولا يزال يكر فى المعركة حتى يلقى الله شهيدا وتراه يقول فزت ورب الكعبة

وليس فى عصر النبوة فقط  لنتأمل هذا المشهد للمقوقس عندما أرسل رسلًا إلى جيش عمرو بن العاص، فأبقاهم عمرو عنده يومين وليلتين، اطلعوا خلالها على حياة جند ربّاهم الإسلام، وهيّأهم لفتح أرض الكنانة، ولما عادت الرسل إلى المقوقس سألهم: كيف رأيتم؟ قالوا: “رأينا قومًا الموت أحبّ إليهم من الحياة، والتواضع أحب إليهم من الرفعة، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة، وإنما جلوسهم على التراب، وأكلهم على ركبهم، وأميرهم كواحد منهم، ما يعرف رفيعهم من وضيعهم، ولا السيد من العبد. وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد، يغسلون أطرافهم بالماء، ويخشعون في صلاتهم…”، فقال عند ذلك المقوقس: “والذي يحلف به، لو أن هؤلاء استقبلوا الجبال لأزالوها، وما يقوى على قتال هؤلاء أحد” ماذا حدث   لمسلمى اليوم ؟ وما هذا الانهزام  النفسى الذى حل بهم فوالله ما هو إلا لأنهم أناس لم يحملوا من الإسلام إلا اسمه وتحكمهم المصالح مع ضعف الإيمان والجهل بدينهم

 

إن من سنة الله فى النصر والتمكين أن يجعل له أسبابا  أولها  طاعة أوامره واجتناب نواهيه ولكن المسلمين اكتفوا بأنهم مسلمون على الورق  يطلبون   نصرا غير مشروط وهذا على غير ما بينه الله لنا ولينصرن الله من ينصره وإن كانت  الأعمال تقضى بالأدعية والاذكار ما قال الله تعالى :”وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39 ” وما قال ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ” و” أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ” وكيف يقبل الله الدعاء من قوم قعدوا وتخلوا وقد كان فى إمكانهم أن يبذلوا وأن ينهضوا

وما وصل إليه حال المسلمين اليوم من انحصار مفهوم العبادة فى بعض الطقوس فى الأعياد والمناسبات الدينية  فأصبحت الشعائر الدينية تؤدى بصورة تقليدية فلا يكون لها نفس الأثر الذى أرشدتنا إليه الآيات حين قال المولى عزوجل { “إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ ” } فترى الرجل يصلى فى المسجد ثم إذا خرج عن عتبة المسجد يحلف كذبا ويغش فى البيع والشراء ويأكل الربا ويقع فى أعراض الناس ثم تراه ينام مرتاح الضمير لا يؤ رقه ضميره وانحصار مفهوم العبادة على الخمس صلوات فى المسجد و الاهتمام بألفاظ القرآن ومخارج الكلمات عن العمل به وتطبيقه كمنهج حياة

والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة فى الوضوء والصلاة هى فى الأصل اختلاف مذاهب والتى أدت إلى الفرقة والتباعد بين المسلمين وتصنيفهم على حسب مذهبهم ونسوا أن مفهوم العبادة يتسع ليشمل الأخلاق والمعاملات وكل نشاط فى حياة المسلم إذ يقول تعالى :” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” أن

وإذا نظرنا فى غزوة بدر نجد متى كان الدعاء والتضرع إلى الله بعد أن اعدوا العدة وأخذوا بالأسباب وكانوا فى مواجهة أعدائهم فعلا  حينها يتوجه النبى صلى الله عليه وسلم بالدعاء إلى المولى عزوجل ويدعو اللهم إن تهلك هذه العصبة فلن تعبد فى الأرض نصرك الذى وعدت

وماذا عن المسلمين اليوم فقد جعلوا الصلاة والتضرع إلى  الله بديلا عن الأخذ بالاسباب فى طلب الرزق أو الشفاء أو النصرة

 ولكى ندرك مدى أهمية ان يعيش المسلم الدين  منهج حياة استمع لقول

  محمد قطب  ” فيوم كانت “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ  ” عبادة لم يجرو أحد على استلاب خيرات المسلمين ويوم كان طلب العلم فريضة لم يكن هناك تخلف علمى بل كانت الأمة التى علمت أوروبا فى مدارسها وجامعتها

ويوم كانت “ { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ}  “عبادة كانت المجتمعات الإسلامية أغنى مجتمعات الأرض

ويوم كانت {“وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ  “} عبادة لم تكن المرأة المسلمة قضية لأن كل الحقوق والضمانات كانت مكفوله للمرأة طاعة لله “

فما حلت أزمات ولا تكالب علينا الأعداء إلا بإفراغ الإسلام من مفهوم العبادة الشامل لكل مناحى الحياة

 

كما أن لانتشار الجهل والفقر والمرض والتخلف كل هذا جعل الناس تتعلق بالأساطير والخرفات وتبحث عن معجزة خارقة تخرجها من واقعها الأليم دون بذل مجهود فتجد كثر الحديث عن المهدى المنتظر وعلامات قيام الساعة وأين القيام بدورك أنت فى هذه الحيا ة قبل أن ترحل منها

وأنضم إلى ذلك ما أصاب بعض الناس من يأس وقنوط لتصورهم أن  أعداء الإسلام هم اليد العليا والفئة التى لا تغلب ولا سبيل إلى مغالبتهم فكانت النتيجة أن القليل من أعداء الإسلام استطاعوا أن يغلبوا الكثير من المسلمين وهذا عكس سنة الله فى القتال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة لماذا ؟  لحب الدنيا والانغماس فى الشهوات فعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل: يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت»

حقا يا رسول الله إنه الوهن الذى سيطر على القلوب فجعلهم لا يستطيعون الحراك من أجل إعلاء كلمة الله ويا ليت المسلمون يعلمون أنهم كلما  أثروا  السلامة ازدادوا  موتا  وكلما احتقروا الحياة ازدادوا حياة إذ يقول تعالى :” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ” آل عمران  

يقول أحد الصالحين :

 الأفراط فى حب الدنيا يمنع التمتع بها والغلو فى المحافظة على الحياة عاقبته زيادة التعرض للمهالك فالقرآن يأمر المسلم أن يضحى بحياته وبكل عزيز فى سبيل الله

واللهث وراء الشهوات  ينتج عنه  إنسان مصاب بالقلق والحيرة والجبن يحسب كل صيحة عليه هى نهايته يخشى أعداءه ولا يستطيع أن يقف أمامهم موقف عزة وكرامة واذا حدث نفسه يوما بالمواجة ضعف قلبه وقلت عزيمته  بسبب المعاصى والشهوات

قال ابن الجوزي: ((أشد الناس جهلاً منهوم باللذات، واللذات على ضربين: مباحة ومحظورة. فالمباحة لا يكاد يحصل منها شيء إلا بضياع ما هو مهم من الدين، فإذا حصلت منها حبَّةٌ، قارنها قنطار من الهمّ.. ثم لا تكاد تصفو في نفسها، بل مكدَّراتها ألوفٌ فهى  تهدم العمر، وتديم الأسى.. ومع ذلك فالمنهوم كلما عبّ من لذةٍ طلب أختها، فلا يزال كذلك إلى أن يختطف بالموت، فيلقى على بساط ندم لا يُستدرك.

فالعجب ممن همته هكذا مع قصر العمر، ثم لا يهتم بآخرته التي لذتها سليمة من كل شائب، منزهة عن كل عائب، دائمة الأمد، باقية ببقاء الأبد!! وإنما يحصل تقريب هذه بإبعاد تلك، وعمران هذه بتخريب تلك

وقد غفل هذا الغارق فى الملذات  عن عواقب هذا ليس فى الآخرة فقط بل عواقب فى الدنيا ينكوى بنارها المجتمع  بأكمله من انتشار الأمراض الفتاكة لم يسمع بها من قبل وتفكك أسرى وخيانات زوجية وانشغال كل طرف بإشباع غرائزه ومن عواقبها أيضا الذلة والمهانة التى فيها الأمة الآن من جراء اللهث وراء الدنيا والانغماس فى الشهوات  فكل ذلك ظهر بما كسبت أيدى الناس

 فمن سنة الله فى الأمم أن جعل هلاكها تباعا لفسق مترفيها  {﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ } تصور الآيات الترف وكانه السوس الذى ينخر فى جسد الامة فيفسد الفطرة ويغلظ المشاعر فتقسو القلوب ولا تتأثر بمن حولها كما يؤدى إلى الكبر والكفر بالنعمة

واستخدامها يما لا يرضى الله كما أن من أكبر أضراره الوقوف فى وجه الحق ومنع وصول النور إلى القلوب المظلمة  وهذا كله  سبب فى هلاك الأمم وفنائها ولنعتبر بما حدث لأقوام الأنبياء حين كذبوا الرسل واغتروا بقوتهم وبنيانهم المادى فأنهارت واندثرت تحت الرمال وأصبحت من الآثار التى  ينقب عنها ليكون عبرة لمن سار على دربه من الأمم

فالنصرالذى يبحث عنه الناس وينتظره لن يأتى على طبق من ذهب ولكن نصل إليه على جسر من التضحيات لذلك نريد جيلا  يسهل عليه أن يضحى بنفسه أو بماله فى سبيل الله وحتى يقف أمام عدوه فيجب عليه أولا أن يقف مع نفسه وقفة يفطمها عن الشهوات ويرغمها على طاعة الله حتى تأتيه راغبه فى رضى الله  والجنة 

ومن العوامل أيضا التى جعلتنا أمة غثاء هو علو النزعة الفردية عند الناس وانشغال كل إنسان بنفسه فقط غاب عنا أننا فى مركب واحد كلنا  أمة واحده ولكن أصبح كل منا  يرى المنكر ولا ينكره ولا يأمر بالمعروف بين الناس ونسى قول المولى عزوجل : {” وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ “

وماذا عن بنى اسرائيل حين تركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لعنوا وسقطوا من عداد الأمم ” لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ”  

وهناك نبرة يأس  نسمعها من بعض المسلمين إذ يقولون إن أعداء الإسلام

قد تفوقوا علينا بالعدة والمعدات الحديثة نعم هم كذلك ولكن  المعدات الحديثة والطائرات لا تصنع نصرا إنها آلات صماء مثلها مثل الحجر ولا يحرك الآلآت  الصماء الحديثة إلا عزائم قوية هى التى تحركها وتوقد نيران الحمية فى نفوس الناس

انخدع كثير من المسلمين فى وقتنا الحالى بالقوة المادية والثقافية لدى الغرب وسعيهم في تقليدهم والذى يعكس حالة الضعف التى وصل إليها  الأمة  لأن المغلوب يتشبه بالغالب عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. رواه البخاري ومسلم

ومما ساعد فى ما وصلت إليه الأمة الإسلامية من ضعف  تلك الحملات التى يشنها أعداء الإسلام  على الإسلام والتشكيك فى ثوابته وكل ذلك يجرى فى غفله من علمائه وجهل من الشباب والأجيال الجديدة بالعقيدة الصحيحة وخصائص هذه الرسالة فتضعف   نور الايمان فى قلوبهم ويفقدوا هويتهم الإسلامية فيجب على المسلم ان يسعى لتصحيح عقيدته ويعرف الم

إن المسلم المنهزم أمام ثقافات غربية مستوردة مسلم لم يكتمل إسلامه فهو لم يتعب نفسه فى الاطلاع على دينه ليصل فى النهاية للنبع الصافى الذى يغنيه عن كل وارد من الغرب

ومن العوامل التى أدت إلى حالة الإنهزامية التى وصل لها الأمة

الخلاف والتنازع :

قال الله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:46]. قال جمع من المفسرين الريح الدولة، وهذا ما رأيناه من تمزق الأمة وسقوط الخلافة الإسلامية والتشتت  الذى أصبحت فيه مما ضيع  هيبتها وسط الامم  وجعلها  فريسة لأعداءها تنهب  خيراتها وتزرع الشحناء والبغضاء بينهم ولذلك نجد النبى صلى الله عليه وسلم ربط بين الإيمان والأخوة فى الله فكلما علا الإيمان فى النفوس كلما توثقت هذه الرابطة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أوثق عرى الإيمان الموالاة فى الله والمعاداة فى الله و الحب فى الله والبغض فى الله

عاش المسلمون عقودا كثيرة بهذه العقيدة كانت مستقرة فى النفوس وكانت  الأمة كلها تحت مظلة الخلافة الإسلامية فإذا اشتكى مسلم  فى بلد من البلدان  تداعى له باقى البلدان  والأمصار لم يكن هناك فوارق بينهم كان المسلم يحس بإخوانه وما يحدث لهم من نكبات ولكن مع الوقت انفرط هذا العقد وتزعزعت هذه العقيدة  والذى أدى بدوره إلى تحزب المسلمين وتفرقهم إلى فرق ومذاهب  وأصبح كل حزب بما لديهم فرحون كل فرقة  تعتقد أنها على حق وصواب وغيرها على باطل وكل منهم يعتقد أنه يعمل للإسلام والإسلام برىء منهم كيف وأن الإسلام يدعو إلى الألفة والاجتماع ويعلى قيمته على حساب المصالح الشخصية وينبذ الانقسام وحب الأثرة والمنفعة

فلابد من تقوية العقيدة عند الأجيال الجديدة ليعرف عدوه الحقيقى يحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه الله هواه مع ما جاء به الشرع

وإن جهود أعداء الإسلام والعلمانين فى الأمة الإسلامية ما كانت لتؤتى ثمارها إلا لأن الناس انحرفوا عن شرع الله وضلوا طريق التمكين ومهما كانت هناك محاولات للنهوض  بالأمة اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا فلن تسفر عن شىء طالما هناك خواء عقائدى وبعد الناس عن منهج الإسلام فهو الهداية والرحمة بالمسلمين

لذلك يجب إعداد مسلم يعى بدوره فى الحياة يعرض تصرفاته على الشرع يفتخر بإسلامه ويضحى من أجله لا يخشى فى الله لومة لائم حتى لا نكون غثا كغثاء السيل


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

الصبر على الأمراض والأوجاع – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة إن من الخير خيرًا لا يقدُره الله إلا بالشر، وإن من العافية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *