منذ حوالي ساعة
والحصيف من يحمد الله على نعمه ويتفكر في الجمال والخير فيمن عنده؛ ولينظر في حياة من حوله فسيجد أن الله فضله على كثير من خلقه
بعض الناس لا يعرف قيمة من حوله لأنه لم يُجرب غيرهم؛ ويظن الناس كلهم كمن عنده؛ حتى إذا فرّط فيهم؛ وجرّب الناس ندم أشد الندم؛ وأحيانا يعود معتذرًا نادمًا، فيكسب صاحبه؛ وأحيانًا لا يمكن العود؛ وحينها يكون الندم مضاعفًا..
أولاد خرجوا على هذه الحياة ووجدوا أبًا طيبًا كريمًا، وأمًا صالحة متفانية في إرضائهم؛ فيظنون كل الآباء والأمهات كوالديهم، ثم يظلون ساخطين متأففين متعبين لوالديهم؛ حتى إذا كبروا وجربوا الناس عرفوا قيمة والديهم؛ فيعودون فمنهم من يدرك والديه فيعوضهم عما فات، وعن سوء صنيعه معهم، ومنهم من لا يجدهم إلا في المقابر؛ فيعتذر للقبور، ولكن لا مجيب!
زوج يرزقه الله زوجة صالحة؛ أو العكس زوجة يرزقها الله زوجًا صالحًا؛ فلا يعرفان قيمة بعضهما؛ ولأنه الزواج الأول؛ والعقلية مثالية؛ يظلان يبحثان عن القبح في عمق الجمال؛ فيتعبها أو تتعبه حتى يتم الطلاق؛ فإذا جربا غيرهما ندما ندمًا شديدًا..
أب وأم يرزقهما الله أولادًا صالحين؛ فيظلان يبحثان عن الأخطاء، ويكثران عليهم النقد اللاذع واللوم؛ فإذا انحرف الولد أو سافر أو مات عرفا قيمته، وتمنيا أن يعود..
والحصيف من يحمد الله على نعمه ويتفكر في الجمال والخير فيمن عنده؛ ولينظر في حياة من حوله فسيجد أن الله فضله على كثير من خلقه بمن حوله من والد وزوج وولد؛ وليكثر من الثناء عليهم وبيان جمالهم وفضلهم وخيرهم؛ كيلا يُحرم من هذه النعم؛ فالنعم لا تستقر في مكان لا تُشكر فيه..
_____________________________________________
الكاتب: أ. د. مرضي بن مشوح العنزي
Source link