منذ حوالي ساعة
أكثر ما يقلق الآباء: مستقبل أولادهم بعد وفاتهم، خاصة إن كانوا صغارًا أو في ضيق الحال.
رجل أفنى عمره في جمع المال لأولاده، فضيَّع الصلاة، وقصَّر في برِّ والديه وصِلة رحِمه، فلم يمضِ وقت طويل بعد وفاته حتى تبدد المال، وضاع الأولاد.
ورجل آخر كان متوسط الحال، صالحًا، يتقي الله، يقيم الصلاة، يقول الكلمة الطيبة، يصِل رحِمه، ويُحسن لأولاد غيره، ترك مالًا يسيرًا، فبارك الله فيه، وحفظ ذريته؛ كما قال تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82].
أكثر ما يقلق الآباء: مستقبل أولادهم بعد وفاتهم، خاصة إن كانوا صغارًا أو في ضيق الحال.
لكنَّ كثيرين يخطئون الطريق؛ فيُفنون أعمارهم في جمع المال، ويضيِّعون الصلاة والقرآن وصلةَ الرحم، أو يعيشون شُحًّا على أنفسهم وأهليهم، أو يقعون في المحرمات بحجة تأمين المستقبل؛ والله تعالى قال: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]، والنجاة بيَّنها القرآن في موضعين:
الأول: قوله تعالى: {فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]؛ أي: إن تقوى الله والقول المستقيم هما السياج الحقيقي لحفظ الذرية.
الثاني: في قصة الغلامين اليتيمين: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]؛ فصلاح الأب كان سببًا في حفظ أبنائه ومالهم.
ثم إن الله يرُد للعبد في أولاده ما يفعله مع أولاد غيره، ومن رعى ذرية ضعيفة، حفظ الله ذريته، ومع ذلك، لا يمنع الشرع من الكسب والادخار، لكنه يأمر بالتوازن؛ «إنك أن تذَرَ ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم عالة»، أولادك لا يحفظهم المال الكثير، بل يحفظهم الله بتقواك، وصلاحك، وكلمتك الطيبة، وإحسانك للآخرين؛ فابنِ مستقبلهم بالقرب من الله قبل رصيد البنوك.
_________________________________________________
الكاتب: عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
Source link