الصدق في العمل – طريق الإسلام

لا بطولة فيه، بل صناعة سر، تتعامل فيه مع «الله» هنا المركزية، وهذا مقام الاختبار، وعنده تتساقط كل مسارات التَّعَلّق، أو التَّمَلُّق، على الواحد منّا أن يراجع صَمته قبل صوته..”

لا بطولة فيه، بل صناعة سر، تتعامل فيه مع «الله» هنا المركزية، وهذا مقام الاختبار، وعنده تتساقط كل مسارات التَّعَلّق، أو التَّمَلُّق، على الواحد منّا أن يراجع صَمته قبل صوته، وظِلّه قبل أثره، الحياة ابتلاء لا ارتواء «مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ»! تَتَعَدّد فيك الجِراح والدّواء واحد!

قد تظن أنك على ضَعف، لا بأس، لكن لا تخذلك نفسك، ولا توقفك خطوتك، ولا تقف لأن البعض وَقَف، ولا تترك لأن البعض تَرَك، رَحَلَ دليلك؟ غاب صديقك؟ اختفى قائدك؟ لو صَدَقتَ ما تَرَكت، ولو انتبَهتَ ما التَفَتَّ «فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ» وتلك القلّة، هي المُتَّكأ، هي السّند 

الكثرة لا تدل على فخامة الأمر، ولا هي عنوان الطريق، كم من صديق خَذَل، كم من مشروع فَشَل، كم من ثقةٍ سَقَط، الحَبلُ النّاظم لكل شيء «قلبك» بقدر ارتباطه بالله، بقدر الصدق والإخلاص، بقدر الثبات يكون الإنبات، ولو كنت وحدك! «كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ» لولا «بإذن الله» ما كانت الغَلَبة ولا كان الانتصار، وهنا رسالتي لك 

لا تبحث عن أدوار البطولة ولا أضواء البشر، لو أراد الله لعَرَّف الناس بك، وأضاء عليك الأرض، واتَّسَعَت عليك الدنيا بما حَوَت، وأتاكَ الخير من كل صَوب، لكن القياس «خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ » بمكانك، وما آتاك، هو اختارك، بسقف المُمكن الذي عندك، بالقَدر الذي عليك، بالإطار الذي لك، التَفِت حولك؛ ليس معك أحد؟ لكنه معك، ليس يراك أحد؟ لكنه يراك، لا يشعر بك أحد؟ لكنه الوَدود، السّميع، اللّطيف، أتنساه وهو يُذَكِّرُك؟ 

انتبه معي، هذا الكلام لي، لكني أفكّر بصوتٍ تسمعه، لنَعُد قليلًا للغاية! لماذا نعمل كل ما نعمل؟ لماذا كل هذا الجهد والتعب والإعياء؟ لماذا كل تلك الساعات والحركات والمحاولات؟ [الغاية = جنة] [والثمن = نفوسنا] [والوجهة = ما أمَر] [والرجاء = رضاه] فكل ما دون ذلك دون، أليس كل هذا يُصَبّر قلبك؟ أليست دنيا زائلة؟ إذًا تهون.

أهمس لك ختامًا [وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] 
تكفيك لتُكمل سَيرَك، رغم اهترائك.. 

كن بخير.

___________________________
المصدر: منصة قُصَيّ عاصِم العُسَيلي


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

الجَنّة أغلى مِن أن تَقِف

الّذي يُريد.. أن يترُكَ أثرًا حقيقيًّا في النّاس ويَحمل هَمّ أُمّة، عليه أن يضبط نفسه، ويُرتّب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *