أخي المسلم: لقد ضمن الله تعالى لك الغلبة على نفسك وهواك وعدوّك الجنيّ والإنسيّ إذا كنت من جنده، ولن تكون جنديًّا لله إلا إذا كنت خاضعًا له، ممتثلاً أوامره، منْتهيًا عن نواهيه.
أخي المسلم: لقد ضمن الله تعالى لك الغلبة على نفسك وهواك وعدوّك الجنيّ والإنسيّ إذا كنت من جنده، ولن تكون جنديًّا لله إلا إذا كنت خاضعًا له، ممتثلاً أوامره، منْتهيًا عن نواهيه.
وقد أكّد الله تعالى هذا المعنى في غير آية، كقوله تعالى عن إبليس: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فلا يقدر الشيطان أن يتسلّط عليك ويتمكّن من إغوائك وضرّك ما دُمْت عبْدًا مطيعًا لله.
وإذا ضعُفت عبوديّتك لله عظُم تسلّط الشيطان عليك.
فإذا كنت تشتكي من تسلّط الشيطان، وضعف الإيمان، وغلبة الهوى، وطغيان الشهوة المحرّمة: فاعلم علم اليقين أنك أخْلَلْتَ بشرْط الجنديّة.
إنّ الجنديّ الْمُنْظَمّ تحت لواء مَلِكٍ من ملوك الدنيا لا يعترض على أوامرِه ونظامِه وحُكْمِه، بل يعمل بما أَمَره به، ويكفّ عما نَهاه عنه، وإذا لم يفعل ذلك طَرَده من وظيفة الجنديّة؛ لأنه لا يصلح لها، ولا يُؤتَمَن عليها، ويسْتبدله بخيرٍ منه.
وإذا كان أكثر سمعًا وطاعة وانقيادًا وإخلاصًا واجتهادًا للمَلِكٍ: رفَع منزلتَه، وقَرّبه عنده.
ولله المثَلُ الأعلى، فكن من جنْد الله، الذين لا يخرجون عن طاعته، ولا يُهِمّهم إلا نصرُ دينه، وإعزازُ كلمته، وظهورُ حجّته، لينصرك ويرفعك ويثبّتك ويُدافع عنك.
وإن لم تفعل ذلك تركك في مواجهةِ عدوّك، وتخلّى عن حمياتك، وكيف تقْوى على مواجهة عدوّ لدُود حاقد؟
وسوف يستبْدل بك غيرك، كما قال تعالى: {وَأَن تَتَوَلَّوْا يسْتَبْدل قوما غَيْركُمْ ثمَّ لَا يَكُونُوا أمثالكم}.
اللهم اجعلنا من جندك وحزْبك المفلحين، إنك جواد كريم.
Source link
