اصنع موقفك «الصادق» مع ربك

المتأمل في سير الصالحين، يجد أن بعضهم له موقفاً أو عبارة أو جملة أو كلمة خلدها أهل السير وانتشرت بيننا، ويا حبذا أن يكون للخلف تتبعاً لأثر السلف في ذلك..”

المتأمل في سير الصالحين، يجد أن بعضهم له موقفاً أو عبارة أو جملة أو كلمة خلدها أهل السير وانتشرت بيننا، ويا حبذا أن يكون للخلف تتبعاً لأثر السلف في ذلك، بأن يكون لك شيئاً يُنشر عنك بعد مماتك، لكن الأهم أن يكون هذا الشيء – مهما كان – هو عنوان صدقك مع ربك عز وجل، شيء تقدمه مثلما قدم أجدادك رضوان الله عليهم مثل:

– الفضيل بن عياض رحمه الله، وموقفه الصادق مع ربه حينما قال: “واسوأتاه منك وإن عفوت” لتظل جملة خالدة عن التائب الصادق النادم على ذنوبه ومعاصيه وصاحب الحياء من ربه.

– أبو مسلم الخولاني رحمه الله، وجملته الشهيرة المعروفة الصادقة “أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا، كلا والله! لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلَّفوا وراءهم رجالاً” والتي سطر بها أثراً خالداً في التاريخ لأصحاب الهمة العالية والراغبين في مزاحمة الصحابة رضوان الله عليه والتابعين رحمهم الله، أو

– السلطان علاء الدين خوارزم شاه رحمه الله، والذي كان صدقه مع ربه في بذله وتعبه وجهده، فقال عنه أهل السير :
– قال المُوَفَّق البغدادي عن السلطان علاء الدين خوارزم شاه: كان شجاعًا، شَهْمًا، مِغوارًا، مِقْدامًا، ويقطع المسافات الشاسعة في زمان لا يتوهم العدو أنه يقطعها في أضعافه، وكان هَجَّامًا، فاتِكًا، وكان قليل النوم، كثير اليقظة، طويل النَّصَب، قصير الراحة، يخدم في الغارات أصحابه، ويَهْجَعون وهو يحرسهم، وثيابه وعُدَّة فَرَسِه لا تبلغ دينارًا، لذَّتُه في نَصَبه، وراحَتُه في تَعَبِه.

وقال ابن الأثير رحمه الله تعالى عنه: كان صبورًا على التَّعَب، وإدْمان السَّيْر، غير مُتَنَعِّمٍ، ولا مُتَلَذِّذ، إنما نَهْمَتُه في المُلْك وتدبيره، وحِفظه، وحِفْظ رَعِيَّته.”

– ذو القرنين رحمه الله، الملك الصالح وصاحب العلم الموسوعي الذي كانه علمه رحمة من ربه للناس ودافعاً لصائل المعتدين عليهم حينما سخر علمه للدعوة إلى الله عز وجل وصنع السد المانع المنيع بأمر الله ليكون آية وعلامة من علامات الساعة الكبرى

هذه المواقف مجرد غيض من فيض، والعامل المشترك بينها جميعاً: الصدق
قال تعالى:{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ  فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ  وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

فما هو موقفك الصادق تجاه ربك؟


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

(مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا)

منذ حوالي ساعة لا أحد قادر على أن يرحمك ويسوق لك الخير والله عز وجل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *