منذ الإعلان عن إنهاء تمرد قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، بوساطة رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، وتفاصيل الصفقة التي بموجبها غادر بريغوجين البلاد غير واضحة تماماً رغم الإعلان عن بعض النقاط.
فقد أوضح الكرملين على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي اتفقا على وساطة مينسك لتسوية الوضع، وتحديداً بسبب العلاقة القديمة بين لوكاشينكو وبريغوجين التي تعود لعشرين عاماً.
لكن تفاصيل الاتفاق مازالت غير واضحة تماماً، خصوصاً أن مكان بريغوجين غير معروف لهذه اللحظة ومستقبله ضبابي، رغم إعلان مينسك استضافته على أراضيها.
والمعلومات التي نعرفها عن تفاصيل الوساطة شحيحة جداً ما عدا ما نشرته الصحافة الروسية نقلاً عن السلطات، وهذه أبرز نقاطها منذ بداية الأزمة.
مغادرة بريغوجين
أدى لوكاشينكو دور الوسيط بين الكرملين وفاغنر للتوصل إلى اتفاق يوم السبت بعد ساعات من إعلان التمرد بوافقة بوتين، وينص الاتفاق بشكل خاص على أن يغادر رئيس المجموعة المسلّحة يفغيني بريغوجين إلى بيلاروسيا ووقف تحركات المجموعة في روسيا والتمرّد المسلح بضمانات أمنية لمقاتلي فاغنر من أجل وقف القتال.
تسليم سلاح فاغنر
عقب ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء، أن مقاتلي فاغنر يستعدون لتسليم أسلحتهم الثقيلة لقوات الجيش الروسي في منطقة العملية الروسية في أوكرانيا.
طي صفحة الماضي
في المقابل، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي طيّ التحقيق في قضية التمرد المسلح، مشيراً إلى أن التحقيقات في قضية التمرد أثبتت أن المشاركين فيها تراجعوا عن التمرد، وعدلوا عن الجريمة، معلنة إغلاق القضية الجنائية.
3 خيارات
إلا أنه رغم تلك الوساطة، وتأكيد الرئيس الروسي أن أمام مقاتلي فاغنر 3 خيارات إما السفر إلى بيلاروسيا أو توقيع عقود مع الجيش ووزارة الدفاع، أو العودة إلى منازلهم، فلا يزال العديد من المراقبين يطرحون الأسئلة حول مصير بريغوجين.
بريغوجين يشير على الخريطة لمناطق القتال
أين بريغوجين؟
وعلى الرغم من انتهاء التمرد وإعلان جهاز الأمن الاتحادي الروسي أنه أسقط التهم الجنائية المتعلقة بذلك فلا يزال الغموض يلف مصير “طباخ بوتين”، فبعد خروجه من روستوف اختفت آثار الرجل وبدأت التكهنات حول مكانه.
وذلك الغموض يطرح تساؤلاً عن الدور الذي سيلعبه مستقبلاً، خصوصاً أن الرئيس البيلاروسي صرح مؤخراً أن بلاده من الممكن أن تستفيد من خبراته!
كما ستبقي أعينها عليه وعلى مجموعته طيلة فترة إقامته هناك.
إعلان التمرد
تجدر الإشارة إلى أنه في ليلة السبت الماضي، استولى مقاتلو فاغنر على مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في مقاطعة روستوف جنوب غربي روسيا.
خروج قوات فاغنر من روستوف (رويترز)
وهدد بريغوجين بالتقدم نحو العاصمة الروسية موسكو، وأسقطت قواته طائرتين روسيتين، فيما أعلنت السلطات التأهب في العاصمة والطرق الرئيسية.
ووصف بوتين قائد فاغنر وعملية زحفه نحو العاصمة موسكو، والمشاركين بتلك الحملة بالخونة، متوعداً بإنزال عقاب صارم في حقهم.
إلا أنه عاد وطرح لاحقاً عدة خيارات أمام هؤلاء المقاتلين، دون أن يتطرق إلى مصير بريغوجين، حليفه السابق، الذي طعنه في ظهره، بالاسم.
Source link