في عيد الأضحى: يبدأ التكبير من عصر يوم عرفة، ويَسْتَمِرُّ حتى عصر آخر أيام التشريق الثلاثة.
والتكبير شعيرة من شعائر الفَرَح اللازم في هذين اليومين، وليس أدلُّ على فرح المؤمن من تكبيره لله تعالى، والله تعالى يقول في شأن التكبير في عيد الفطر: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185].
– تكاسُل كثير من الشباب والرِّجال عن الذهاب إلى صلاة العيد في المصلَّى:
– إما لأنهم نائمون؛ لسَهَرِهم طَوالَ الليل في الكلام والثرثرة، ونحو ذلك.
– وإما لاعتقادهم خطأ التجمع في مثل هذه الصورة.
– وإما لاستحيائهم من الناس أن يُوجَدوا بينهم.
– عدم خروج النساء والفتيات، والصغيرات والكبيرات إلى المصلَّى؛ لنفس أسباب تهاون الشباب والرجال، أو لاعتقاد البعض منهن – أو من أولياء أمورهن – أن صلاة العيد غير واجبة عليهن، وهذه سلوكيات مرفوضة؛ لقول أم عطية – رضي الله عنها -: ((أُمِرْنا أن نخرج العواتق والحُيَّض في العيدين؛ يشهدْن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحُيَّضُ المصلَّى))؛
(متفق عليه) .– وإن خرجت النسوة والفتيات، فمنهن المُتَبَرِّجات والسافرات، ومنهن المتعطرات، ومنهن المُقَلِّدات الرجالَ في ملابسهم وشعورهم وغير ذلك.
– مصافحة الرجالِ النساءَ من غير المحارم لهن؛ وما مسَّت يدُ النبي – صلى الله عليه وسلم – يَدَ امرأة لا تَحِلُّ له أبدًا.
– التهنئة على خلاف السُّنَّة، كقول البعض: “كلَّ سنة وأنت طيب”، ونحو ذلك، والسنَّة في التهنئة للرجال: المصافحة عند اللقاء، وعند القدوم من السفر المعانقة فقط،[1] وأما النساء، فليس لهن فيما بينهن إلا المصافحة فقط، ويجوز أن يقال: “تُقُبِّلَ مِنّا ومِنْك”[2].
– زيارة المقابر يومَ العيد، وهذا من البدع الإضافية في دين الله تعالى؛ وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: ((من أحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ))[3]، أي: مردودٌ عليه وِزرُه، ووِزرُ مَن عمل به يوم القيامة، من غير أن يُنْقص من أوزارهم شيء.
– اللهو والمرَح على خلاف السنَّة، نعَم، العيد فرحة، ولكن بأمر الله تعالى؛ فقد قال الله تعالى:
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]، ففرحتنا تكون باتباع أوامر الله تعالى وذكره؛ كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد:28-29].وفرحتنا تكون بالدعاء أن يتقبل الله منا الصيام، والقيام، وسائر الطاعات في شهر رمضان، ونسأله أن يُبلِّغنا رمضان.
وفرحتنا تكون بأداء الصلوات وإعطاء الصدقات، وإخراج الزكَوَات، والإحرام بالحج والعمرة.
فرحتنا تكون بنصرة المسلمين في كل مكان؛ قال الله تعالى:
{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم4:-5].إن فرحتنا تتم بتحرير فلسطين، وطرد أحفاد القردة والخنازير من كل شبر من الأرض المباركة، وعودة المسجد الأقصى شامخًا عزيزًا إلى رحاب المسلمين، وإلى أن يتم ذلك، فكيف نطعم طعم اللهو، والأبرياء يتساقطون صباحَ مساءَ؟!
فاللهم، عودًا حميدًا إلى دينك، ونصرًا أكيدًا على أعدائنا، آمين.
وفي الختام: تُقُبِّل منا ومنكم صالحُ الأعمال.
[1] رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح.
[2] قال ابن حجر: إسناده صحيح.
[3] متفق عليه.
________________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالله بن عبدالله السخت
Source link