وسواس اليمين – خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

 

لديَّ صديق، وقد قام بحلاقة لشعره، وهي ليست بحلاقة عادية، وأبى أن يغيرها، مع أنني تكلمت معه عن تقليد اللاعبين، والمشاهير الأجانب، وقد قال لي: إنه لن يغيرها ما دمت لم آته بحديث صحيح يبين صحة قولي.

 لذلك؛ أرجو من المشايخ والعلماء الكرام أن يأتوني بحديث صحيح يبين أن التقليد الأعمى في الشعر مكروه أو حرام، وفي انتظار أجوبتكم بفارغ الصبر، وشكرًا،،

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:                                           

فإذا كانت طريقة الحلاقة التي يفعلها صاحبك هي طريقة خاصة ببعض أهل الكفر والفسوق، فلا تجوز؛ لما تشتمل عليه من تشبُّهٍ بهم، وقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك، فقال: ((من تشبه بقوم فهو منهم))؛ رواه أبو داود في سننه، وقال الشيخ الألباني: “حسن صحيح”.

قال – في “عون المعبود” (9 / 54) -:

“قال القاري: أي من شبه نفسه بالكفار – مثلًا – من اللباس وغيره، أو بالفساق، أو الفجار، أو بأهل التصوف، والصلحاء الأبرار، فهو منهم؛ أي: في الإثم والخير”. اهـ.

أمَّا إن كان يحلق بعض رأسه دون بعض، فهذا هو القَزْعُ الذي نهى عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – ففي الصحيحين عن ابن عمر: ((أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهى عن القزع))، قال: قلت لنافع: وما القَزْعُ؟ قال: يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه.

وروى أبو داود والنسائي – بإسناد صحيح – عن ابن عمر – رضي الله عنهما -: ((أن النبي – صلى الله عليه وسلم – رأى صبيًّا قد حلق بعض رأسه وترك بعضه، فنهاهم، وقال: احلقوه كله أو دعوه كله)).

قال ابن القيم – في “تحفة المولود” (ص: 100) -:

“قال شيخنا: وهذا من كمال محبة الله ورسوله للعدل؛ فإنه أمر به حتى في شأن الإنسان مع نفسه، فنهاه أن يحلق بعض رأسه ويترك بعضه؛ لأنه ظلم للرأس؛ حيث ترك بعضه كاسيًا، وبعضه عاريًا…، والقَزْعُ أربعة أنواع:

 أحدها: أن يحلق من رأسه مواضع من ها هنا وها هنا، مأخوذ من تقزع السحاب، وهو تقطعه.

 الثاني: أن يحلق وسطه ويترك جوانبه، كما يفعله شمامسة النصارى.

 الثالث: أن يحلق جوانبه ويترك وسطه، كما يفعله كثير من الأوباش والسفل.

 الرابع: أن يحلق مقدمه ويترك مؤخره، وهذا كله من القَزْع، والله أعلم”. اهـ.

قال – في “كشاف القناع عن متن الإقناع” (1 / 221) -:

“ويكره القزع، وهو حلق بعض شعر الرأس وترك بعضه؛ لقول ابن عمر: ((إن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى عن القزع، وقال: احلقه كله، أو دعه كله))؛ رواه أبو داود، فيدخل في القزع حلق مواضع من جوانب رأسه وترك الباقي؛ مأخوذ من قزع السحاب، وهو تقطعه، وأن يحلق وسطه ويترك جوانبه، كما تفعله شمامسة النصارى، وحلق جوانبه وترك وسطه، كما يفعله كثير من السفلة، وأن يحلق مقدمه ويترك مؤخره.

ويكره حلق “القفا” بالقصر، منفردًا عن الرأس، إذا لم يُحْتَجْ إليه لحجامة، أو غيرها، قال المروزي: سألت أبا عبد الله عن حلق القفا: فقال: هو من فعل المجوس؛ ومن تشبه بقوم، فهو منهم”. اهـ.

وعليه فإن كان من يحلق شعره يتشبه بالكفار أو الفجار، فلا يجوز ، وكذلك يحرم التشبه بالكفار،، والله أعلم.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

حكم المسح على الخفين الخفيفتين إذا لبس على غير وضوء – خالد عبد المنعم الرفاعي

منذ حوالي ساعة السؤال: ما حكم لبس الخفين الخفيفتين دون الوضوء والمسح عليهم الإجابة: الحمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *