بعض الفوائد المختارة من المجلد الرابع عشر من تعليق العلامة محمد العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله والذي يضم الأحاديث من رقم (6304) إلى رقم (6771)
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الرابع عشر من تعليق العلامة محمد العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله والذي يضم الأحاديث من رقم (6304) إلى رقم (6771) وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& كلما قوي إيمان العبد كان نور قلبه أقوى, وكلما كان القلب أقوى نوراً كانت رؤيته للأشياء أقوى…فإذا استنار القلب بالإيمان فتح عليه من مسائل العلم ما لم يفتحه على من دونه.
& الاستغفار: طلب المغفرة, والمغفرة تتضمن شيئين: ستر الذنب, والتجاوز عنه… فإذا قلت: ” اللهم اغفر لي ” فأنت تسأل الله شيئين: أن يستر ذنوبك عن الناس, وأن يعفر عنك.
& إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه سبعين مرةً فما بالك بنا نحن؟! لو أحصينا ما استغفرنا في اليوم والليلة لبلغ المؤكد خمس عشرة مرّةً, وذلك في أدبار الصلوات, وفي الباقي نحن في غفلة.
& الإنسان إذا استغفر بقلبه ولسانه يجد سعةً وراحةً وطمأنينة وصلةً بالله عز وجل, ويجد لذَّةً لا تُوصف, لا يأكل الحلواء, ولا العسل, ولا بأي شيء, لكن بشرط أن يكون الاستغفار بالقلب واللسان.
& الدعاء لا بُد فيه من أمور: الأول: صدق الالتجاء إلى الله بحيث تسأل الإنسان ربه سؤال مضطر. الثاني: أن تدعو وأنت تؤمل الإجابة غير مستبعد لها. الثالث: ألا يعتدي في الدعاء. الرابع: أن يجتنب التغذي بالحرام.
& عدم سرعة الإجابة من نعمة الله عليك, من أحل أن تكثر من الدعاء, وكلما أكثرت من الدعاء ازدت رفعةً عند الله, لأن الدعاء عبادة, وفي النهاية سوف يستجيب الله لك.
& ينبغي للإنسان أن يكرر دعاء الله عز وجل, وألا ييأس…لأن الدعاء كله خير وبركة, ولو لم يكن منه إلا شعور الإنسان أنه مفتقر إلى ربه دائماً لكان ذلك كافياً في تكراره, فكلما أصابتك مصيبة أو حاجة فكرر الدعاء, والله تعالى يُجيبك.
& الذكر النافع هوما كان مبنياً على ذكر القلب, لكن مطلق الأجر والثواب يحصل بالقول.
& من يذكر الله عز وجل يحيى قلبه بالذكر, فإن الذكر بمنزلة الروح, والذي لا يذكره يكون قلبه خالياً من الله عز وجل, فيكون كالجسد الخالي من الروح, والحي والميت بينهما فرق عظيم.
& الموفق هو الذي يذكر الله عز وجل في كل شيء, ولو كانت القلوب حية لكنا نذكر الله في كل شيء.
& إذا رأيت الأشجار وأنواع الأزهار تقول: سبحان الله العظيم ! شجر يُسقى بماء واحد, ويختلف هذا الاختلاف.
ــــــــــــــــــ
- من ثمرات الإيمان بالقدر:
& 1- أنه من تمام الرضي بالله رباً…فإذا علم الإنسان أن هذا القدر من الله سلم الأمر إلى الله. 2- التوكل على الله. 3- ألا يستعين الإنسان إلا بربه, فلا يطلب من أحد عوناً, بل يكون طلبه العون من الله سبحانه وتعالى.
- مما يُسهل على المسلم البلاء:
& يشدد البلاء على الأنبياء, ثم الصالحين الأمثل فالأمثل, من أجل أن ينالوا من درجات الصبر بقدر ما نالهم من البلاء, وهذه مسألة إذا تأملها الإنسان هانت عليه الأذيات, وسهُل عليه البلاء, لأنه يعلم أنه ينال بذلك درجة أعلى.
- هدية العلم أفضل من هدية المال:
& العلم إذا بلغه الإنسان أحداً فهذا هدية, ولعمرُ الله إنه لمن أفضل الهدايا, لأن العلم أفضل من المال, ﴿ {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} ﴾ [المجادلة:11] ولم يذكر المال, فهدية العلم أفضل من هدية المال.
& ينبغي الحذر من الدّين, لأنه رقُّ الحر وذل العزيز, فليحرص الإنسان بقدر ما يستطيع على تجنب الدَّين.
& إنك لتعجب من بعض الناس ! يستدين الديون الكثيرة, من أجل أن يستزيد من المال, ويتكسب بها, وأحياناً تكون النتيجة عكسية, وتكون الخسارة عليه مضاعفة.
& تجد بعض الناس أيضاً يستدين من أجل أن يصل إلى مستوى الأغنياء, فيكون عنده سيارة…قد كفته وقامت بحاجته, لكن يقول: أريد سيارة فخمة…ثم يذهب يستدين, فهذا سفه.
ــــــــــــــــــ
- العتاب اللطيف:
& قوله تعالى: ﴿ {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين} ﴾ [التوبة:43] تأمل هذا العتاب اللطيف, فقد قدم الله العفو على التأنيب, فعنا عنه قبل أن يُبدي ما وبخه به.
& الرقاق: ما يرقق القلب ويلينه, وذلك أن القلب قد يقسو بالمعاصي وكثرة الغفلة فيحتاج إلي شيء يرققه, والنصوص التي توجب رقة القلب يسميها العلماء الرقائق, لأنها ترقق القلب, وتلينه.
& المال…الناس ينقسمون فيه إلى أربعة أقسام فإن أخذه بغير حق لم ينفعه ولو صرفه في حق, وإن أخذه بحق وصرفه في غير حقه لم ينفعه, وإن أخذه بباطل وصرفه في باطل وصرفه في باطل صار أضر وأشد, وإن أخذه بحق وصرفه ووضعه في حق صار خيراً.
- لا يغبط الإنسان على رفاهيته:
& يعطى الكافر ثواب أعماله في الدنيا يعطى إياه زيادة في الدنيا, وتكون الدنيا في حقه جنة ونعيماً ورفاهيةً, ولهذا لا تغبط الإنسان على رفاهيته: ولكن اغبطه على عمله الصالح, أما الرفاهية في الدنيا فالأصل أنها للكفار.
& يعتبر الرجل الصموت محترماً, لكن لا حظ أن الصمت في غير موضعه جفاء لأن بعض الناس صموت يجلس في المكان ساعة أو أكثر أو أقل ولا يتكلم وهذا جفاء لكن لا يكثر الكلام ولكن لا يكن أيضاً ساكتاً في موضع لا ينبغي فيه السكوت
ــــــــــــــــــــ
- وجود غير المسلمين في بيوت المسلمين:
& وجود الكافرة في البيت أمر عظيم, فالكافرة عدوة لله ولرسوله وللمؤمنين, فكيف يليق بك أن تجعل عدواً لله ورسوله والمؤمنين موجودة في بيتك؟
& وجود غير المسلمين في بيوت المسلمين خطير جداً, ولو ذهبنا نقتصُّ ما نسمع من القصص العظيمة من هؤلاء الخدم الذين هم غير مسلمين لطال بنا الكلام.
& حصائد اللسان من أخطر ما يكون على الإنسان وربما يتكلم الإنسان بكلمة واحدة لا يلقي لها بالاً وهي من غضب الله تهوي به في النار, ولذلك يجب أن نحفظ ألسنتنا عما حرم الله, ويُندب ندباً بالغاً أن نحفظها عمّا لا ينفع.
- من الأشياء التي يحقرها الإنسان وهي من المهلكات:
& من الأشياء التي يحقرها الإنسان وهي من المهلكات: غيبة ولاة الأمر من العلماء أو الأمراء فهي أشد غيبة من غيبة غيرهم, لأن غيبة ولاة الأمر تُوجب أن يخفّ وزنهم وطاعتهم عند الناس, ويخف التمرد عليهم.
& الاختلاط بالناس أفضل…إلا إذا كان الاختلاط شر على المرء في دينه, فحينئذ تكون العزلة خيراً لكنها مؤقتة بمعنى أنه إذا زالت الموانع اختلط بالناس لأن الاختلاط بالناس فيه خير كالدعوة إلى الخير, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
& العزلة ينطوي الإنسان فيها على نفسه, وربما ينفتح عليه في هذه العزلة أبواب لا يستطيع سدها من الوساوس والتفكيرات السيئة حتي يذهب بذلك دينه ودنياه.
& العزلة في حال الفتنة خير من الاختلاط.
ـــــــــــــــــــــــ
& العبادة هي القيام بطاعة الله عز وجل على وجه المحبة والتعظيم, فلا بد فيها من ذلًّ, واعتقاد أن الإنسان عبد لله مُسخر باذل نفسه فيما يُرضى ربه, لا أن يفعل العبادة على وجه العادة.
& التواضع, وهو نوعان: تواضع للحق, وتواضع للخلق…التواضع للحق في حق الله عز وجل: أن الإنسان متى علم بالشرع في أي مسألة من المسائل أخذ به وإن خالفت هواه أو ما كان يقوله…وإما التواضع للخلق فلين الجانب وعدم العنف.
- الموظف الذي يبخس الوظيفة حقها من المطففين:
& الموظف الذي يبخس الوظيفة حقها, فيتأخر في الحضور أو يتعجل في الخروج, أو لا يعطى العمل حقه في حال تلبسه بالعمل, وهو لو نقصه درهماً واحداً من راتبه لطالب به, فهو أيضاً من المطففين, وهو إذا لم يخلص في عمله فهو غاش.
- من آداب النوم:
& ينبغي للإنسان أن ينام على طُهر…وأن يضطجع على الشق الأيمن دون الأيسر, ولو كانت القبلة خلف ظهره, أو عند رجليه, أو عند رأسه, والنوم على الشق الأيمن أنفع من الناحية الطبية.
- الصلاة في الروضة في المسجد النبوي:
& الصلاة في الروضة أفضل من الصلاة في بقية المسجد إلا في صلاة الجماعة, فالصف الأول أفضل منها, لأن الصحابة رضي الله عنهم لما قدموا المسجد وزادوه صاروا يصلون في الصف الأول, ولا يتحرون هذه البقعة.
ـــــــــــــــــ
- مما يُلين القلوب معاملة الصغار بالرقة واللين:
& الإنسان ينبغي له أن يعامل الصغار بالرقة واللين, لأن هذا يُرقق القلوب, وربما يُدمع العين أحياناً, ففي ملاطفتهم سر عجيب في تلين القلوب وترقيقها…إذا مسح رأس الصبي حصل في هذا خير كثير ورقة في القلب.
- الحذر من آفات القلوب:
& هذا الرجل يعمل بعمل أهل الجنة: يصلي, يزكي, ويصوم, ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر, ويصل الرحم, لكن نسأل الله العافية قلبه فيه بلاء, وهذا البلاء يطيح به في آخر الوقت, حتى يكون من أهل النار.
- لماذا لا يدفن الكفار مع المسلمين في قبورهم:
& لأن الكفار يعذبون في قبورهم, ويُخشى أن هذا العذاب يُؤذي من حولهم من المسلمين, هذا من جهة, والجهة الأخرى: لأجل أن تتميز مقابر الكفار عن مقابر المسلمين, لأن مقابر المسلمين لها حرمة, ومقابر الكفار….ليس لها حرمة.
& أهل السعادة ييسرون لعمل أهل السعادة فتجد الإنسان السعيد نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم يسهل عليه عمل أهل السعادة, فتسهل عليه الصلاة, وتسهل عليه الصدقة, وتسهل عليه صلة الرحم, ويسهل عليه عمل كل خير.
& إذا رأيت أن الله قد من عليك…وأن عمل الخير ميسر لك فأبشر بالخير, فإن هذا يدل على أنك من أهل السعادة.
& إذا رأيت الأمر…إذا أردت الشر تيسر لك, وإذا أردت الخير لم يتيسر للك …فيجب أن تحذر لأن الإنسان الذي كُتِب شقياً يُيسَّر لعمل أهل الشقاوة.
ـــــــــــــــــ
& ينبغي لطالب العلم أن يكون عالماً نظراً وعالماً تربية…وهذه مسألة مهمة لطالب العلم لأن بعض العلم يفتى بما يرى ولا يبالي أفسد الناس بهذه الفتوى أم لم يفسدوا ؟ وهذا ليس بصحيح فإن العالم الرباني هو الذي يربى الناس بالعلم ولا يضيعهم بالعلم
& التفاؤل طيب…لذلك نجد أن المُتطيّرين دائماً في قلق, وأن المتوكِّلين على الله المتفائلين نجدهم دائماً في سرور وسعادة.
& الغالب أنه إذا أطلق سفيان في باب الفقه والأحكام فهو سفيان الثوري, وفي باب الزهد والورع والرقائق فهو سفيان بن عيينة لأن الثاني يميل إلى العبادة أكثر.
& الرسول عليه الصلاة والسلام ابتلاه الله في أشياء كثيرة وهو عليه الصلاة والسلام قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام تُصيبه المصائب لرفع درجاته ولينال درجة الصابرين.
& إذا انتسبت المرأة إلى زوجها…فهذا لا يجوز لأنه خلاف الشرع, وإذا كنّا لا نقتدى بالكفار في الذي لا يُخالف الشرع فكيف بالذي يُخالفه؟!
- الشيء يداوى بضده:
& الشيء يداوى بضده فمرض السكري يُداوى بتناول الأشياء المُرة, والحمى تُداوى بالماء البارد, وهكذا جميع الأدواء تُداوى بضدها, لأن هذا يكسر هذا.
ـــــــــــــــــــــــ
& ما أكثر الذين يندمون على ما فعلوا من النذر, ثم يتهاونون ولا يُوفون, فيُخشى عليهم أن تحلَّ بهم هذه العقوبة: أن يُعقبهم الله نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه ولهذا أرى من الواجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس كثيراً بأن النذر أقل أحواله الكراهة
& ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه: “الطرق الحُكمية” عن بعض القضاة كشريح وإياس رحمهما الله وغيرهما ذكر أشياء عجيبة من ذكائهم, وكل قاض ينبغي له أن يرجع إلى هذه القضايا حتي يستنج منها فوائد.
& أكثر ضحك الرسول عليه الصلاة والسلام التبسم, ولم يحفظ عنه أنه قهقه, أما ما يفعله بعض الناس إذا ضحك قهقه حتى تكاد السقوف التي فوقه تسقط منه فلا شك أن هذا خلاف المروءة.
& الضحك المعتاد الذي يدلُّ على انبساط للإنسان وانشراح صدره هذا أمر يُحمد عليه الإنسان.
& النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يُسرُّ به يقول: (( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات )) وإذا أصابه ما يكره قال: (( الحمد لله على كُلِّ حالٍ ))
& كون أكثر أهل النار هم النساء فلما يحصل بهن ومنهن من الفتنة العظيمة, ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» )
& إذا قيل: إسناد جيد فهو أقوى من الحسن ودون الصحيح.
ـــــــــــــ
& القول السديد الصواب, فإن كان خبراً فصوابه الصدق, وإن كان حكماً فصوابه العدل.
& لماذا يستريح الشجر من الكافر ؟ لأن الكفار سبب لمنع الأمطار والجدب والقحط وكل شر, ومعلوم أن الشجرة إذا انقطع عنها المطر ماتت.
& إذا رأيت من هو أعلى منك في المال والخلق فإنه يجب أن تنظر إلى المقابل وهو من دونك حتى تعرف بذلك نعمة الله سبحانه وتعالى.
& ليس مقتضى التوكل أن تدع الأسباب, بل افعل الأسباب, ولا تعتمد عليها, واعتمد على مسبب الأسباب عز وجل, واتخذ الأسباب على أنها سبب.
& العامة يُسمّون ما كان خلف الإمام في الصف الأول يسمونه: الروضة, وهذا لا أصل له.
& نجد أنه كلما كثر همُّ الإنسان قلَّ لحمهُ, وهذا هو الغالب.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link