هذا معنى عظيم جدا ، ورحمة وبشرى من رب العالمين تفضل بها على عباده المؤمنين ، وهو أن الأبناء والذرية تلحق بالآباء في منزلتهم بالجنة
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ }
هذا معنى عظيم جدا ، ورحمة وبشرى من رب العالمين تفضل بها على عباده المؤمنين ، وهو أن الأبناء والذرية تلحق بالآباء في منزلتهم بالجنة ، وتكون معهم في نفس درجاتهم الرفيعة العالية ، وإن كانوا مقصرين لم يبلغوا عمل آبائهم; لتَقَرَّ أعين الآباء بالأبناء .
وقد توسع بعض المفسرين في معنى الذرية فأدخل فيهم الآباء والأمهات إضافة للأبناء ، وفضل الله واسع وكرمه عميم !
ويا سبحان الله : من نظر لأحوال الناس قديما وحديثا وجد أن أكثر سعي الآباء وتعبهم وكدحهم في هذه الدنيا إنما هو من أجل مصلحة الأبناء وتحقيق الكفاية لهم وتأمين مستقبلهم ، وكل هذا حسن جميل .
لكن العاقل اللبيب من لا يقتصر على العاجلة وينسى الآخرة ، ومن يعلم أن أعظم ما يقدمه أب لابنه أن يزداد من الله قربا وأن يكثر من الصالحات ( وكان أبوهما صالحا ) و ان يؤمن لولده مستقبله الحقيقي وهو الخلود في جنات النعيم والرفعة في الدرجات وإن قصر عمل الأبناء .
كما أن من أبر البر بالآباء أن يجتهد الأبناء في الأعمال الصالحة ، فيكون ذلك في ميزان حسنات من كانوا سببا في وجودهم ، ثم يكون سببا في رفعة درجات الآباء في الآخرة .
وما أعظمه وأجله من نعيم أن يجتمع الآباء والأبناء ، والذرية كلها في الجنة دار الأفراح والسرور ، دون أن يغيب منهم جد أو أب ، أو ابن أو حفيد ، بل يلتئم الشمل ويكتمل السرور ، إلى أبد الآبدين .
{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
Source link