الآن يحتاج منَّا قرآنُنا ودستورُ حياتنا أن نقف ونتصدى لكلِّ من تسول له نفسُه وينال من ديننا،
إنَّني أشعرُ بالخجل، ويشاركني هذا الشعورَ كلُّ مسلم غيور على إسلامِه، غيورٍ على قرآنه، أنْ يرى حال أمتِنا الإسلامية وما وصلت إليه؛ ذلَّتْ بعد عزَّة، وضعفت بعد قوة، وجهلت بعد علم، وأصبحنا كالقَصْعَة المستباحة للداني قبل القاصي، وللجاهل قبلَ العالِم.
وحقَّ فينا قولُ نبينا – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه “ثوبان” مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «يوشك أن تَداعى عليكم الأممُ من كل أفق كما تداعى الأكلةُ على قصعتها»، قال: قلنا: يا رسولَ الله، أَمِنْ قلة بنا يومئذٍ؟ قال: «أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكن تكونون غُثاءً كغثاءِ السَّيْل، تُنتزع المهابةُ من قلوب عدوِّكم، ويجعل في قلوبكم الوَهَن»، قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: «حبُّ الحياة، وكراهية الموت».
نعم، لقد وصل عددُنا إلى مليارٍ ونصف مسلم، ولكنَّنا غُثاءٌ كغثاء السيل، وانتُزِعتْ المهابة من قلوب أعدائنا، وأصبح أعداءُ الأمة ينالون من الإسلام ومقدساتِه، ولا معتصم يجيب؛ والدليل على ذلك الفعل الشائن الذي يقومون به من إحراقه للقرآن الكريم، بزعمهم أنَّ القرآن الكريم يحضُّ على العنف، ولم يحترموا مشاعرَ المسلمين في العالم، ولم يكتفِ بذلك بل يهددوا بأكثر من ذلك.
بعد هذا الكلام الذي يدل على حقدِهم الدَّفين، وتعصبهم الأعمى، الذي يُظهر مدى الكراهية السَّاكنة في قلوب هؤلاء للإسلام والمسلمين، وأنَّهم يريدون تصفية هذه الأُمَّة والقضاء عليها، ولا ننساق وراءَ تصريحاتِ قادتهم المُطَمْئِنَة، والتي تدين هذه الأعمال التي تستفزُّ مشاعرَ المسلمين، ولكنَّ القارئ لتاريخهم على مر العصور وبروتوكولات حكماء صهيون – يعرف نياتهم الخبيثة.
إنني من منطلق رفضي لهذا الحادث المؤسف، فإنَّني أدعو المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى هَبَّةٍ شعبية لنصرة القرآن الكريم، وإظهار قوتنا ووحدتنا أمام العالم أجمع.
الآن يحتاج منَّا قرآنُنا ودستورُ حياتنا أن نقف ونتصدى لكلِّ من تسول له نفسُه وينال من ديننا، وأن نضع معايير نوعية للحد من هذه الممارسات الشائنة، ومحاكمة كلِّ من يتعدى على الأديان، ويهدِّد الأمان والأمن والاستقرار في العالم.
_______________________________________________
الكاتب: ربيع الشيخ
Source link