العنصر الأول: اسم الله ( الولي) في الكتاب والسنة.
العنصر الثاني: دلالات اسم الله ( الولي).
العنصر الثالث: الواجب العملي، وكيف نتجاوب مع اسم الله (الولي).
عناصر الموضوع الأساسية
العنصر الأول: اسم الله ( الولي) في الكتاب والسنة.
العنصر الثاني: دلالات اسم الله ( الولي).
العنصر الثالث: الواجب العملي، وكيف نتجاوب مع اسم الله (الولي).
الموضوع
أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول رب العالمين سبحانه وتعالى {﴿ لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾﴿ ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِ ۗ أُو۟لَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾}
أيها الإخوة الكرام: وفاء بالعهد وامتدادا لما سبق نحن اليوم على موعد لنتحدث عن اسم ثان من أسماء الله الحسنى، نتعرف المعنى، وندرك المغزى، ونتعرف إلى ربنا باسم من أسماءه سبحانه وتعالى ونتعبد إليه به {﴿ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا۟ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَٰٓئِهِۦ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾}
سائلين الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص قولا وعملا وأن يجعلنا من عباده المقبولين.. اللهم آمين.
اليوم موعدنا بعون الله تعالى لنقف مع اسم الله ( الولي) قال الله تعالى { ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِنۢ بَعْدِ مَا قَنَطُوا۟ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُۥ ۚ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ ﴾}
وقد ورد اسم الله ( الولي) كثيرا في كتاب الله تعالى، ورد اسم الله (الولي) باللفظ الصريح في ثلاثين موضعا من القرآنالكريم، وورد كناية في مواضع لا نستطيع أن نحصيها عدا، وورد اسم الله ( الولي) أيضا كثيرا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
قال الله تعالى ﴿ ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ﴾ وقال عز من قائل {﴿ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى ﴾}
ومن دعوات النبي عليه الصلاة والسلام قوله “اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِى تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا”
ومِن دعائِهِ ﷺ فِي قنوت الوِتْرِ قوله :«اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ»
من أسماء الله الحسنى التي تزيدنا معرفة بربنا سبحانه وتعالى اسمه ( الولي)، واسم الله الولي من أسماء الله الحسنى، اسم يدل على عظمة الله تعالى وعلى جلاله وجماله سبحانه وتعالى..
والولي: هو الذي يتولى أمور عباده، وهو الذي يدبرها
بعلمه سبحانه وتعالى وحكمته قال الله تعالى {﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيرًا ﴾}
فهو (الولي): أي الذي خلق الخلق،وهو (الولي) الذي حفظهم بحفظه، وهو (الولي) الذي رحمهم برحمته، وهو (الولي) الذي قسم الأرزاق بين الإنس والجن والطير والبهائم والهوام بعدله سبحانه وتعالى وحكمته {﴿ وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِنۢ بَعْدِ مَا قَنَطُوا۟ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُۥ ۚ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ ﴾}
وهو ( الولي): أي الذي يخرج عباده المؤمنين من ظلمات الكفر إلى أنوار التوحيد والإيمان {﴿ ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِ ۗ أُو۟لَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾}
وهو (الولي): أي الذي يهدي عباده المؤمنين إلى صراطه المستقيم
{﴿وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَٰوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمْ فِى فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ۗ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ﴾ }
وهو (الولي): أي الذي يحب عباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويذرون المنكرات ﴿ لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾
وهو (الولي): أي الذي يقضي حوائج العباد ويلطف بهم وقت النوازل ، والشدائد، ويكون معهم وقت المحن والبلايا
الحسن البصري عليه رحمة الله: رجل من رجالات السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين،
وهب حياته لله وباع نفسه لله، فكان يقول الحق لا يخشى في الله أحدا، وكان عليه رحمة الله عليه أحد أعلم الناس في زمانه، فأقبل عليه طلبة العلم إقبالا عظيما, وذاعت شهرته بين الناس واتسعت حلقاته في المسجد حتى لقب بإمام البصرة.
الحسن البصري عليه رحمة الله،أدرك أيام ( الحجاج بن يوسف الثقفي), وكان الحجاج قد ولي العراق فطغى وبغى وتجبر، وكان الحسن البصري لا يسكت عن الحق، ولا يخشى في الله لومة لائم، فكان ينكر على الحجاج ظلمه وجبروته، وسوء فعاله..
وبلغ الحجاج بن يوسف أن الحسن البصري إمام البصرة، ينكر عليه، ويتهجم عليه في مجالسه ..
فغضب الحجاج، وانتفخت أوداجه، واحمر وجهه، وقال لجلسائه :تبا لكم وسحقا، عبد من عبيد البصرة يقول فينا ما شاء أن يقول ثم لا يجد فيكم من يرده أو ينكر عليه, والله لأسقينكم من دمه يا معشر الجبناء, ثم أمر الحجاج بالسيف فأحضر، وأمر بالنطع فاحضر، ودعا بالجلاد فمثل بين يديه..
ثم قال ائتوني بالحسن, فأتي بالحسن عليه رحمة الله،فأدخل على الحجاج في مجلسه، فلما رآه الناس أشفقوا عليه من غضب الحجاج،فأدخل رحمه الله فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد، حرك شفتيه وتمتم ببعض الكلمات، ثم اقبل على الحجاج وعليه جلال المؤمن وعزة المسلم ووقار الداعية إلى الله…
فلما رآه الحجاج على حاله هذه هابه اشد الهيبة وقال : تعال هاهنا يا أبا سعيد، تعال اجلس هنا، فما زال يوسع له ويقول هاهنا، والناس لا يصدقون ما يرون حتى أجلسه الحجاج على فراشه ووضعه إلى جنبه, ولما اخذ الحسن مجلسه التفت إليه الحجاج وجعل يسأله عن بعض أمور الدين, والحسن البصري يجيبه عن كل مسألة بقلب ثابت، وبعلم واسع..
فقال له الحجاج: أنت سيد العلماء يا أبا سعيد, ثم دعا الحجاج بالطيب فأتى به، فطيب الحجاج للحسن البصري لحيته وودعه.
ولما خرج الحسن من عنده تبعه حاجب الحجاج وقال له: يا أبا سعيد، لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك، دعاك ليقتلك والذي حدث أنه أكرمك!!، وإني رأيتك عندما أقبلت ورأيت السيف والنطع قد حركت شفتيك، فماذا قلت؟
فقال الحسن: قلت: “يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته علي بردا وسلاما ، كما جعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم”.
{﴿ قَالُوا۟ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓا۟ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَ ﴾﴿ قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ) }
الله سبحانه وتعالى هو ( الولي): أي الذي يؤيد وينصر ويمكن لعباده المؤمنين
لمَّا كان يومُ أحدٍ وأفلت النصر من المسلمين،ودارت الدائرة عليهم،وأعملت قريش سيوفها في أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فقتلوهم، ومزقوا أجسادهم كفرا ونكاية في المسلمين..
يومها أشرفَ أبو سفيانَ على المسلمينَ فقالَ:«أفِي القومِ مُحمدٌ؟ فقال ﷺ: “لا تجيبُوه”
ثم قالَ: أفي القوم أبوبكر؟
فقال النبي ﷺ: “لا تجيبُوه”
ثم قال: أفِي القومِ عمرُ؟
فقال رسولُ اللهِ ﷺ: “لا تجيبُوه”
فرَجَعَ أبو سفيان إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلاَءِ، فَقَدْ قُتِلُوا..
فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ، فقَالَ أبو سفيان يا عمر : يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي القَوْمِ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي..
ثُمَّ أَخَذَ أبو سفيان يَرْتَجِزُ ويقول: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ..
فقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: أَلاَ تُجِيبُوا لَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟
قَالَ: “قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلّ”
فقَالَ أبو سفيان: إِنَّ لَنَا العُزَّى وَلاَ عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: أَلاَ تُجِيبُوا لَهُ؟
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ» .
قلت: وإلى هذا المعنى أشار قول الله عز وجل {﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَٰلَهُمْ ﴾﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا۟ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ ﴾﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ فَيَنظُرُوا۟ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَٰفِرِينَ أَمْثَٰلُهَا ﴾ ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَأَنَّ ٱلْكَٰفِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ ﴾}
الله سبحانه وتعالى هو (الولي): أي الذي يدافع عن عباده المؤمنين، أي الذي كفيهم، ويصد عنهم، ويرد عنهم المكائد والدسائس {﴿ إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوْلَىٰهُ وَجِبْرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۖ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ﴾}
هو (الولي): أي الذي إليه المرجع، بعد هذه الحياة الدنيا، وإليه المصير يوم القيامة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، كلنا إليه راجعون ليجزي الذين أسائوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى {﴿ وَهُوَ ٱلَّذِى يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰٓ أَجَلٌ مُّسَمًّى ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ﴿ وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِۦ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾ ﴿ ثُمَّ رُدُّوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلَىٰهُمُ ٱلْحَقِّ ۚ أَلَا لَهُ ٱلْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَٰسِبِينَ ﴾}
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين إنه سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم النصير..
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث عن اسم الله ( الولي): أن نتحدث عن الواجب العملي..
كيف نتفاعل مع اسم الله ( الولي)؟ كيف نتجاوب مع اسم الله (الولي)؟ وما الواجب العملي الذي يحتمه علينا إيماننا باسم الله ( الولي)؟
تعظيمنا لله سبحانه وتعالى يزداد نتيجة إيماننا باسم الله (الولي)..
نعيش مساحة واسعة من الإستقرار النفسي ومن الأمان ومن الاطمئنان نتيجة إيماننا باسم الله ( الولي) {﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾}
جميع أمورنا بيده وحده لا شريك له، هو مولانا ولا مولى لنا سواه، وحده يشفي مرضانا، وحده يفك كروبنا، وحده يذهب أحزاننا، وحده يفرج همومنا { ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِنۢ بَعْدِ مَا قَنَطُوا۟ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُۥ ۚ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ ﴾}
إيمانك باسم الله ( الولي) يثير في نفسك إحساسا صادقا أنك تأوي إلى ركن شديد من أرادك بسوء قصمه الله عز وجل بحوله وقوته وفي الحديث القدسيِّ: “مَن عادى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتّى أُحِبَّهُ فإذا أحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ”
لن تضيع في هذه الحياة الدنيا والله مولاك، فلا تخف والله مولاك، لا تحزن والله مولاك، لا تبتئس والله مولاك،أنت قوي بربك،أنت غني بالله مولاك {﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾}
ومتَى كانَ العبدُ فِي ولايةِ اللهِ -عزّ وجلّ-، كانَ في حِصْنٍ منيع، وَرُكْنٍ شديدٍ، فَلَا يَخْلُصُ إليه شرٌّ، ولا يَدْنُو منهُ خَوْفٌ أوْ أَذَى، قال الله سبحانَهُ: { ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ﴾}
إيماننا باسم الله ( الولي) يدعونا إلى أن ندعو الله تعالى باسمه الولي
{﴿ وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُۥ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَٰتِنَا ۖ فَلَمَّآ أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّٰىَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ ۖ إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَٰفِرِينَ ﴾ }
نسألُ اللهَ سبحانه وتعالى أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّهُ سبحانه أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، ونسأله سبحانه يرحمنا برحمته إنه نعم المولى ونعم النصير…
Source link