إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع ليقضى بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذٍ يبعثه الله مقامًا محمودًا يحمده أهل الجمع كلهم.
♦ الآية: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.
♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (79).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ} فصَلِّ {بِهِ} بالقرآن {نَافِلَةً لَكَ} زيادةً لك في الدَّرجات؛ لأنه غُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فما عمل من عملٍ سوى المكتوبة، فهو نافلة له؛ من أجل أنَّه لا يعمل ذلك في كفَّارة الذُّنوب {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ} عسى من الله واجبٌ، ومعنى يبعثك ربُّك: يُقيمك ربُّك في مقامٍ محمودٍ، وهو مقام الشَّفاعة، يحمده فيه الخلق.
♦ تفسير البغوي معالم التنزيل: قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ}؛ أي: قُمْ بعد نومك، والتهجُّد لا يكون إلا بعد النوم، يُقال: تهجَّد إذا قام بعدما نام، وهجد إذا نام، والمراد من الآية: قيام الليل للصلاة.
وكانت صلاة الليل فريضةً على النبي صلى الله عليه وسلم في الابتداء، وعلى الأمة؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: 1، 2]، ثم نزل التخفيف فصار الوجوب منسوخًا في حق الأمة بالصلوات الخمس، وبقي الاستحباب؛ قال الله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20]، وبقي الوجوب في حق النبي صلى الله عليه وسلم.
ورُوي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث هُنَّ عليَّ فريضة، وهن سُنَّة لكم: الوتر، والسواك، وقيام الليل».
قوله عز وجل: {نَافِلَةً لَكَ}؛ أي: زيادة لك؛ يريد: فضيلة زائدة على سائر الفرائض فرضها الله عليك.
وذهب قوم إلى أن الوجوب صار منسوخًا في حقِّه كما في حقِّ الأُمَّة، فصارت نافلة، وهو قول مجاهد وقتادة؛ لأن الله تعالى قال: {نَافِلَةً لَكَ} ولم يقُل: عليك.
فإن قيل: فما معنى التخصيص، وهي زيادة في حق كافة المسلمين كما في حقِّه صلى الله عليه وسلم؟
قيل: التخصيص من حيث إن نوافل العباد كفارة لذنوبهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر؛ فكانت نوافله لا تعمل في كفارة الذنوب، فتبقى له زيادة في رفع الدرجات.
أخبرنا أبو محمد عبدالله بن عبدالصمد الجوزجاني، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا قتيبة وبشر بن معاذ، قالا حدثنا أبو عوانة عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة، قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أتتكلَّف هذا، وقد غُفِر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكُورًا».
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالصمد الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب عن مالك، عن عبدالله بن أبي بكرة، عن أبيه، عن عبدالله بن قيس بن مخرمة، أنه أخبره عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: لأَرْمُقَنَّ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة، فتوسَّدْتُ عتبته أو فسطاطه، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم أوتر؛ فذلك ثلاث عشرة ركعة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قال: فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان، ولا في غيره، على إحدى عشرة ركعة؛ يصلي أربعًا فلا تسأل عن حُسْنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا، قالت عائشة، فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن تُوتِرَ؟ فقال: «يا عائشةُ، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي».
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أخبرنا أبو نعيم عبدالملك بن الحسن الإسفرايني، أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، أخبرنا يونس بن هارون بن عبدالأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس وابن أبي ذئب وعمر بن الحارث، أن ابن شهاب أخبرهم عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ركعتين، ثم يُوتِر بواحدة، فيسجد السجدة قدر ما يقرأ أحدُكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، فإذا سكت المؤذن من أذان الفجر، وتبيَّن له الفجر؛ قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقِّه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة فيخرج، وبعضهم يزيد على بعض.
أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي، أخبرنا عبد الرحمن بن منيب، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل مُصلَّيًا إلا رأيناه، ولا نشاء أن نراه نائمًا إلا رأيناه، وقال: كان يصوم من الشهر حتى نقول لا يفطر منه شيئًا، ويفطر حتى نقول لا يصوم منه شيئًا.
قوله عز وجل: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} عسى من الله تعالى واجب؛ لأنه لا يدع أن يعطي عباده، أو يفعل بهم ما أطمعهم فيه.
والمقام المحمود هو: مقام الشفاعة لأمته؛ لأنه يحمده فيه الأولون والآخرون.
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، حدثنا حميد بن زنجويه، أخبرنا عبدالله بن يزيد المقري، أخبرنا حياة، عن كعب، عن علقمة، عن عبدالرحمن بن جبير، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سمِعتُم المؤذِّن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت عليه الشفاعة».
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا علي بن عباس، حدثنا سعيد بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة».
أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبدالله الصالحي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحِيري، أخبرنا حاجب بن أحمد الطُّوسي، أخبرنا عبد الرحيم بن منيب، أخبرنا يعلى، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي دعوةً مستجابةً، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي، وهي نائلة منكم – إن شاء الله – مَنْ مات لا يشرك بالله شيئًا».
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: وقال حجاج بن منهال: حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُحْبَس المؤمنون يومَ القيامة حتى يهتمُّوا بذلك؛ فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيُريحنا من مكاننا، فيأتون آدم، فيقولون: أنت آدم، أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، وعلَّمك أسماء كل شيء، اشفع لنا عند ربك حتى يُريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب وأكْلَه من الشجرة، وقد نُهي عنها، ولكن ائتوا نوحًا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحًا، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب سؤالَه ربَّه بغير علم، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، قال: فيأتون إبراهيم، فيقول: إني لست هناكم، ويذكر ثلاث كذبات كذبهن، ولكن ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التوراة، وكلَّمه، وقرَّبه نَجِيًّا، قال: فيأتون موسى، فيقول: إني لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب بقتل النفس، ولكن ائتوا عيسى، عبدالله ورسوله، ورُوح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمدًا عبدًا غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، قال: فيأتوني، فأستأذن على ربي في داره، فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعتُ ساجدًا، فَيَدَعَني ما شاء الله أن يَدَعَني، ثم يقول: ارفع رأسك يا محمد، وقُلْ تُسمَع، واشفَعْ تُشفَّعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، قال: فأرفع رأسي فأُثني على ربي بثناء وتحميد يُعلِّمنيه، ثم أشفع فيحدُّ لي حدًّا، فأخرج ، فأدخلهم الجنة»
قال قتادة: وسمعته أيضًا يقول: «فأخرج فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأستأذن على ربي في داره، فيُؤذَن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدًا فَيَدَعَني ما شاء الله أن يَدَعَني، ثم يقول: ارفع رأسك يا محمد، وقُلْ تُسْمَع واشفَعْ تُشفَّع وسَلْ تعطه قال: فأرفع رأسي فأُثني على ربي بثناء وتحميد يُعلِّمنيه، ثم أشفع فيحدُّ لي حدًّا فأخرج، فأدخلهم الجنة، ثم أعود الثالثة، فأستأذن على ربي في داره، فيُؤذَن لي عليه، فإذا رأيتُه وقعت ساجدًا، فَيَدَعَني ما شاء الله أن يَدَعَني، ثم يقول ارفع رأسك يا محمد، وقُلْ تُسْمَع واشفَعْ تُشفَّعْ وسَلْ تُعْطَهْ، قال: فأرفع رأسي، فأُثني على ربي بثناء وتحميد يُعلِّمنيه، ثم أشفع فيحدُّ لي حدًّا، فأخرج فأدخلهم الجنة».
قال قتادة: وقد سمِعتُه أيضًا يقول: «فأخرج فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن» – أي: وجب عليه الخلود- قال: ثم تلا هذه الآية: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} ، قال: وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم.
وبهذا الإسناد قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا معبد بن هلال الغزي، قال: ذهبنا إلى أنس بن مالك، فذكر حديث الشفاعة بمعناه، وقال: «فأستأذِنُ على ربي فيُؤذَن لي ويُلهمني محامِدَ أحمدُه بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد وأخرُّ له ساجدًا، فيقال: يا محمدُ، ارفع رأسك، وقُلْ تُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجدًا، وذكر مثله، فيقال: انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من الإيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجدًا، وذكر مثله، ثم يُقال: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان، فأنطلق فأفعل» ، فلما خرجنا من عند أنس مررنا بالحسن فسلمنا عليه، فحدثناه بالحديث إلى هذا الموضع، فقال: هيه، فقلنا: لم يزدنا على هذا، فقال: لقد حدثني وهو يومئذ جميع منذ عشرين سنة، كما حدثكم، ثم قال: «ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجدًا، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقُلْ تُسمَع، وسَلْ تُعطَهْ، واشفَعْ تُشفَّعْ، فأقول يا ربي أتأذن فيمن قال لا إله إلا الله؟ فيقول: وعزَّتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأُخْرجَنَّ منها مَنْ قال: لا إله إلا الله».
ورُوي عن عبدالله بن عمر قال: إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع ليقضى بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذٍ يبعثه الله مقامًا محمودًا يحمده أهل الجمع كلهم.
وأخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أخبرنا أبو محمد عبدالله بن يوسف بن محمد بن مامويه، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، حدثنا محمد بن حمويه، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا منصور بن أبي الأسود، حدثنا الليث، عن الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أولُهم خُروجًا إذا بُعِثُوا، وأنا قائدهم إذا وفَدُوا، وأنا خطيبُهم إذا أنصَتُوا، وأنا شفيعُهم إذا حُبِسُوا، وأنا مبشِّرُهم إذا أيِسُوا الكرامةَ، والمفاتيحُ يومئذٍ بيدي، ولواء الحمد يومئذٍ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي، يطوف عليَّ ألف خادم كأنهم بَيْضٌ مكنون أو لؤلؤٌ منثور».
أخبرنا إسماعيل بن عبدالقاهر، أخبرنا عبدالغافر بن محمد، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثني الحكم بن موسى، حدثنا معقل بن زياد، عن الأوزاعي، حدثني أبو عمار، حدثني عبدالله بن فروخ، حدثني أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامة، وأولُ مَنْ ينشَقُّ عنه القبر، وأولُ شافِعٍ وأول مُشَفَّعٍ».
والأخبار في الشفاعة كثيرة، وأول من أنكرها عمرو بن عبيد، وهو مبتدع باتفاق أهل السنة.
ورُوي عن يزيد بن صهيب الفقير، قال: كنت قد شغفني رأيٌ من رأي الخوارج، وكنت رجلًا شابًّا فخرجنا في عصابة نريد أن نحج، فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبدالله يحدِّث القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الجهنميين، فقلت له: يا صاحب رسول الله، ما هذا الذي يحدثون والله عز وجل يقول: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192]، و {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} [السجدة: 20]؟ فقال لي: يا فتى، تقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: هل سمِعت بمقام محمد المحمود الذي يبعثه الله فيه؟ قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار، ثم نَعتَ وضْعَ الصراط، ومرَّ الناس عليه، وأن قومًا يخرجون من النار بعدما يكونون فيها، قال: فرجعنا وقلنا: أترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ورُوي عن أبي وائل عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل اتخذ إبراهيم خليلًا، وإن صاحبكم حبيب الله، وأكرم الخلق على الله»، ثم قرأ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، قال: يقعد على العرش.
وعن مجاهد في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} ، قال: يجلسه على العرش.
وعن عبدالله بن سلام، قال: يقعده على الكرسي.
Source link