السعادة – طريق الإسلام

إنَّ لحظة الصَّفاء سعادةٌ، وأيُّما سعادة؛ لكن توجس الجفاء ساعةَ الصفاء يقلب الاثنين إلى جفاء

هل رأيتم إنسانًا يضحك وهو مُثخن بالجراح؟ وآخر يبتسم وإنَّ داخلَه ليبكي ويتأوَّه؟

هل رأيتم إنسانًا يبكي من شدَّة سعادته، يبكي أنْ أخرسه شعور السُّرور؟

هل رأيتم محبًّا يبكي حين يَلْقى حبيبه؟

إنَّه يبكي كمدًا على اللَّحظة التَّالية للحظة اللِّقاء.

إنَّ لحظة الصَّفاء سعادةٌ، وأيُّما سعادة؛ لكن توجس الجفاء ساعةَ الصفاء يقلب الاثنين إلى جفاء!

لكنَّه سعيد في الحالين، فليس الضَّحك والابتسام مؤشِّرًا مطَّردًا على السعادة، ولا العبوس والبكاء مؤشِّرًا ثابتًا يدلُّ على الحزن والألم.

السعادة حَيَّرت المتفلسفين والمتشرعين والمتأدِّبين؛ لكنَّهم – مجتمعين – شعروا بها في حيواتهم، وإنَّما أَبَقَتْ مِن كتاباتهم وألسنتهم العبائرَ التي تُفصح عن السَّعادة، فحاموا حولَها دون أن يقحموا حماها.

والآن، لا تظنُّوا كلَّ مَن يضحك مسرورًا، فقد يكون نائيًا بأمثال الجبال! ولا تظنُّوا كلَّ مَن رأيتموه باكيًا حزينًا، فقد يكون أسعدَ منكم!
 

رُبَّ ورْقَاءَ هَتُوفٍ في  الضُّحَى   **   ذَاتِ شَجْوٍ  صَدَحَتْ  في  فَنَــــنِ
ذَكَرَتْ   إِلْفًا   وَدَهْرًا    سَالِفًـــــا   **   فَبَكَتْ  حُزنًا  فَهاجتْ   حَزَنـــــي
فَبُكَائِي        رُبَّمَا        أَرَّقَهَــــــا   **   وَبُكَاهَا        رُبَّمَا        أَرَّقَنـــــــي
وَلَقَدْ   تَشْكُو    فَمَا    أفْهَمُهَــــــا   **   وَلَقَدْ   أَشْكُو    فَمَا    تَفْهَمُنِــــــي
غَيْرَ   أَنِّي    بِالجَوَى    أعْرِفُهَـــا   **   وِهْيَ   أَيْضًا   بِالجَوَى   تَعْرِفُنــي

فَالطَّيْرُ يَرْقُصُ مَذْبُوحًا مِنَ الأَلَمِ.

_________________________________________________
الكاتب: يحيى المصري أبو البراء


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ… – خالد سعد النجار

وفي تعريف هذا اليوم بحصول بياض وجوه وسواد وجوه فيه تهويل لأمره، وتشويق لما يرد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *