فوائد مختصرة من باب الزهد والورع من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من باب الزهد والورع من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام, بشرح بلوغ المرام, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. والورع ترك ما يضر في الآخرة. والأكمل هو الزهد.
& ينبغي للإنسان أن يستبرئ لدينه وعرضه, فلا يقع في المشتبهات, ولا يصاحب من يشتبه فيه, ولا يتعرض لما يدنس عرضه, لقوله صلى الله عليه وسلم: (( «من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه» ))
& القلب هو المدبر للجسد, لقوله صلى الله عليه وسلم: (( «إذا صلحت صلح الجسد كُلُّهُ, وإذا فسدت فسد الجسد كُلُّهُ, ألا وهي القلب» ))
& فساد الجسد دليل على فساد القلب, وصلاح الجسد قد يكون دليلًا على صلاح القلب, وقد لا يكون, فالمنافقون ظاهرهم الصلاح ومع ذلك قلوبهم فاسدة, لكن لا يمكن أن يكون القلب صالحًا والجسد فاسدًا.
& القرآن والسنة يدل على أن محل العقل وتدبير البدن هو القلب, وهذا هو الذي دلت عليه النصوص.
& ينبغي للإنسان أن يخرج الدنيا من قلبه قبل أن تخرج من يده, حتى لا يكون عبدًا ذليلًا لها.
& من كانت همته الدنيا يرضى لحصولها ويغضب لفواتها فإنه خاسر ويشهد لهذا قوله تعالى: {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ } [المنافقون:9]
& الإنسان ينبغي أن يبتعد عن أهل الدنيا, وأن يكون بينهم كالغريب, أو كرجلٍ عابر سبيل.
& ابن عمر…يقول رضي الله عنه: ” حذ من صحتك لسقمك” وهذه كلمة حكمة فالإنسان الصحيح يسهل عليه العمل وصدره منشرح, ونفسه طيبة, والمريض بالعكس, يصعب عليه العمل.
& خذ من الصحة للمرض, حتى إذا أتاك المرض, فإذا أنت قد أخذت بحظٍّ وافر من العمل الصالح في حال الصحة., وأكبر من ذلك…خذ من حياتك الآن ما دمت حيًّا لموتك لأنك سوف تبقى أزمانًا طويلة بعد الموت لا تستطيع أن تعمل.
& الإنسان مادام متفرغًا فلينتهز الفرصة وليتخذ الفراغ مملوءًا بالعمل الصالح قبل أن يشغل…وسمعت بعض الأخوة يقول: أنت لنفسك ما لم تُعرف, فإذا عرفت كنت لغيرك”, وهذا صحيح.
& التشبه يكون في العقيدة, ويكون بالعبادة, وباللباس, وبالحلي, ويكون بالعادات … والتشبه أن يفعل ما كان مختصًا بالمتشبه به, أما ما كان مشتركًا فلا تشبه به.
& لا شك أن التشبه بالقوم يؤدي إلى محبتهم وتعظيمهم والركون إليهم, وهذا قد يجر المرء إلى أن يتشبه بهم حتى في العبادة.
& الحث على اتباع السلف الصالح في العبادة والعقيدة والمنهج وفي كل شيء ليكون الإنسان منهم.
& التحذير من التشبه بالكفار…والصواب أنه على سبيل التحريم.
& احفظ الله أي احفظ دينه….بالقيام بشرائعه الواجبة والمستحبة, وترك نواهيه المحرمة والمكروه يحفظك في دينك ودنياك في أهلك ومالك وبدنك وفي جميع أحوالك
& قوله صلى الله عليه وسلم: (( «احفظ الله تجده تُجاهك» )) والمعنى حفظ الله بحفظ دينك تجده تجاهك, أي: أمامك, وهذا يعني أنه عز وجل يدلك على كل خير.
& لا تسأل الناس مهما كان, اللهم عند الضرورة القصوى, فهذا له حال أخرى, لكن اسأل الله وحده, وأنت إذا سألت الله بصدق ويقين فإن الله تعالى سوف يجيبك.
& استعن بالله, فإنك إذا استعنت بالله عز وجل استعانة حقيقية بإيمان وصدق أعانك.
& من الحزم أن يحفظ الإنسان ربه, ولا يبالي بأحدٍ, يعني يعبد الله ولا يبالي بالناس, ويتجنب الحرام, وإن انتهكه الناس, (( احفظ الله يحفظك ))
& من حفظ الله كان الله دليله, ومن كان الله دليله فهو مهتدٍ بلا شك.
& الله عز وجل جعل في أدلة شريعته ما هو مشتبه امتحانًا واختبارًا للعباد, لأن هذه الأدلة المشتبهة يميز الله بها الخبيث من الطيب.
& من لازم الزهد في الدنيا الرغبة في الآخرة, وإذا رغب الإنسان في الآخرة فسوف يعمل ما يرضى الله, ويكون سببًا لمحبته.
& لا تنظر إلى ما في أيدى الناس وازهد فيه, لأنه ليس ملكك ولا ينفعك, فازهد فيه من أجل أن يحبك الناس.
& (( ازهد في الدنيا )) يشمل الزهد في المال, والزهد في الجاه, والزهد في المركوبات, والزهد في المسكونات, والزهد في كل شيء.
& أهل السنة والجماعة يثبتون أن الله يُحبُّ محبة حقيقية….والمحبة صفة حقيقية ثابته لله عز وجل, فهو سبحانه وتعالى يحبّ من شاء من الأشخاص والأعمال والأزمان والأماكن.
& من لم يزهد في الدنيا وتعلق بها فصارت أكبر همه فإن ذلك من أسباب انتفاء محبة الله عنه, ويستفاد ذلك من مفهوم الحديث.
& كن خفيًا تكن عند الله تعالى عظيمًا رفيعًا.
& لا تخرص على إبراز نفسك, ثم اعلم أنك إذا أخفيت نفسك وكنت أهلًا لأن تظهر وتبرز فإن الله سوف يظهرك, فسوف يظهرك الله عز وجل, ويبرزك ويعلم بك الناس.
& العزلة أصح الأقوال فيها أنها إذا كانت دفاعًا عن الدين فهو خير, مثلًا: إنسان يقول: لو اختلطت بالناس لفسد دينه, لأن الناس دينهم فاسد, وإلا فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.
& ترك الإنسان ما لا يعنيه وجه ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل ذلك من حسن الإسلام وأنت إذا سلكت هذا المسلك فإنك سوف تستريح لإن الإنسان إذا بحث عن الأشياء التي لا تعنيه فقد يسمع ما لا يسره بل قد يسمع ما يسوؤه.
& ملء البطن سبب للغفلة, وكثرة النوم,…وسبب لأمراض تأتي من تركيب الغذاء, وكثرة الغذاء….قال بعض الناس: لا تأكل طعامًا على طعام, فإن إدخال الطعام على الطعام من المهلكات….ولملء البطن مفاسد كثيرة.
& قوله: (( خطَّأ )) أي: كثير الخطأ.
& الحمد لله أنت وإن كثر خطؤك فلا تيأس, وتب إلى الله يمح الخطأ, حتى ولو تكرر
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link