هل لبس البنطال الممزق تشبه بالكفار وأقصد هنا بالممزق أنه ليس ممزق بالكامل بل يوجد به شخوط اي انه محكوك ومن أطراف البنطال يوجد أطراف قماش طالعه من البنطال تعطي منظرا أن هذه الأطراف تمزقت من البنطال اتمنى ان يكون سؤالي مفهوم اريد ان اعرف هل هذا تشبه بالكفار أو بوجه عام هل لبس البنطال الممزق تشبه بهم
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فمما لا شك فيه أن لبس البنطلون الممزق ليس من عوائِدِ المسلمين، وإنما هو كغيره من أنواع الموضات التي يقلد فيها المسلمون أعداءهم من الغرب الكافر، فلا عجب ألا يراعى فيه الضوابط الشرعية ولا القيم العرفية، ولا الشيم العربية الأصيلة، إنما هو ابتزال للرجل وإزاء بالمرأة.
ومن المقرر في الشريعة الإسلامية أن مخالفة سبيل المجرمين من اليهود والنصارى وغير من أهل الكفر والإلحاد مَقْصِدٌ شَرْعِيّ؛ وقد أَمَرَنَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِمخالفة سبيلهم الكافرين في أحاديث كثيرة جِدًّا يصعب حصرها؛ كقوله – صلى الله عليه وسلم – في الصحيحين: ((خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِب))، وقوله: ((خَالِفُوا الْيَهُودَ؛ فَإِنَّهُمْ لاَ يُصَلُّونَ في نِعَالِهِمْ وَلا خِفَافِهِمْ)). وقوله – صلى الله عليه وسلم -: ((ومَن تشبَّه بقوم فهو منهم))؛ رواه أحمد وأبو داود.
((إنَّ اليهود والنَّصارى لا يصبغون فخالفوهم))، وقوله: ((إنَّ اليهود لا يصلُّون في نِعالهم فخالفوهم))، وقوله في عاشوراء: ((خالفوا اليهودَ، صوموا يومًا قبله ويومًا بعده))، وقوله: ((لا تشبهوا بالأعاجم))، وروى الترمذي عنْه: ((ليْس منَّا من تشبَّه بغيرنا))، وروى الإمام أحمد عنْه:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم”: “وهذا الحديثُ أقلُّ أحوالِه أن يقتضي تحريمَ التشبُّه بِهم، وإن كان ظاهرُه يقتضي كُفْرَ المتشبّه بهم”.
وفِي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري، قال – صلى الله عليه وسلم – محذرًا من اتّباع طريقَ أهل الكفر: ((لتتَّبِعُنَّ سنن مَن كان قبلَكم حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّة، حتَّى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍّ لَدخلتموه)) قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟!)).
قال أبو العباس القرطبي في “المفهم شرح مسلم”: “هو جارٍ في كلِّ الألوان والأحْوال، حتَّى لو اختصَّ أهْل الظُّلم والفسق بشيءٍ ممَّا أصله سنَّة – كالخاتم والخِضاب والفرق – لكان يَنبغي لأهل الدِّين ألاَّ يتشبَّهوا بهم؛ مخافة الوقوع فيما كرِهَه الشَّرع من التشبُّه بأهل الفسق، ولأنَّه قد يَظنُّ به مَن لا يعرفه أنَّه منهم، فيعتقد ذلك فيه، وينسبه إليْهم، فيظن به ظنَّ السوء، فيأثم الظَّانُّ بذلك، والمظنون بسبب المعونة عليه”. اهـ.
وقال ابن القيم في “إعلام الموقعين” (3 /140): “نهى عن التشبُّه بأهل الكتاب في أحاديثَ كثيرة؛ كقوله: ((مَن تشبَّه بقوم فهو منهم))، وسرُّ ذلك: أنَّ المشابَهة في الهدْيِ الظَّاهر ذريعةٌ إلى الموافقة في القصْد والعمل”. اهـ.
وعليه، فلا يجوز لبس البنطلون الممزق؛ لما سبق بيانه أن من شروط لباس المسلم ألاَّ يكونَ فيه تشبُّه بغير بالكفار أو الفساق،، والله أعلم.
Source link